يبدو أن الحقيبة المربّعة التي كانت تحضرها الزوجات على عجل كخطوة أولى «للزعل» في بيت الأهل وترك الزوج «حائصاً لائصاً» ستكون من نصيبنا قريباً يا رجّالة.. ولا أستبعد في أول مشاجرة حامية الوطيس أن أحضر حقيبتي وأضع ملابسي البيتية وبعض مقتنياتي وأقول لأم العيال والدموع على خدّي: «إذا بدّك اياني عن جد.. أنا موجود معزز مكرّم ببيت أهلي.. ما برجع إلا بجاهة تردّ لي كرامتي».
كلما تخيّلت المشهد، استعيذ بالله من شر الوسواس الخنّاس.. وأفضل تقديم لجوء إنساني إلى المريخ، أو أقوم بتقديم طلب وظيفة كاتب «استدعاءات» على باب الفاتيكان أو أي مكان قد ينتصر للذكور من بطش النساء القادم.
نستطيع أن نقول إن العام القادم 2017 هو عام النساء بامتياز، وهو عام «الكعب العالي» والضغط العالي وحكم القوي على الضعيف.. فبعد استلام المرأة الحديدية الجديدة «تيريزا ماي» منصب رئيسة وزراء بريطانيا، وكسبت ثقة المحافظين لتتولى المهمة الصعبة والشاقة، خصوصاً بعد خروج بريطانيا من تصفيات «أمم أوروبا الاقتصادية والاتحادية» باستفتاء جاء في الوقت القاتل.. أقول إذا ما نجحت «ماما تيريزا» الجديدة في إعادة البلاد إلى سكة الاقتصاد الصحيحة وأتمت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسلاسة خروج «الشعرة من العجين» دون اضطراب أو حياد عن السكّة، واستعاد الجنيه الإسترليني عافيته بعد أخذه الجرعة الكافية من مغذّي قرارات المعالجة.. يكون «جوول» للنساء في مرمى إدارة الرجال المترنّحة.
كما لا نستطيع إنكار نجاح أنجيلا ميركل لقيادة ألمانيا الصناعية، وإدارة سياستها بكفاءة ونجاح حتى صارت أكثر نساء العالم تأثيراً ونفوذاً.. وليت المثال يتوقف عند الجارتين العجوزتين «تيريرزا وأنجيلا».. فقدر السياسة لا يركب إلا على «ثلاث» زعيمات.. فها هي «هيلاري كلينتون» توجه اللكمة تلو اللكمة هي الأخرى لوجه برام المنتفخ والواسع وتتحضّر لتكون أول سيدة تحكم البيت البيض عبر التاريخ.. إذا، صار لدينا ألمانيا وبريطانيا وأميركا.. بقي الأمم المتحدة!!
أبشّركم.. فمديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية ورئيسة وزراء نيوزلندا السابقة تتنافس مع خمس مرشّحات أخريات على منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفاً لطيب الصيت خافض الصوت قليل الحركة، عديم الفاعلية: «بان كي مون».
الوضع محرج للغاية.. بالله عليكم كيف نستطيع أن نقنع زوجاتنا بأن قراراتنا صائبة وشؤون البيت تدار على أكمل وجه والرجال يتساقطون عن الكراسي في مراكز القرار.
برأيي أمامنا حل من ثلاثة: إما التنحي والهروب سرّاً «بطائرة» كما يفعل الزعماء المخلوعون، وإما أن نعقد صلحاً تحت الشجرة بشروط جديدة يشبه الحكم الكونفدرالي..أو أن نتحوّل جميعاً الى الحجة «إليزابيث» لنا الصورة واللقب.. ولهن الحكم والإدارة.
كله منك يا كاميرون!
المصدر: الإمارات اليوم