نستقبل عام 1446 الهجري الجديد، جعله الله عام خير وبركة يحمل المزيد من التقدم والرخاء والازدهار لهذا الوطن الغالي وأبنائه في ظل قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الميامين، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ إماراتنا الحبيبة وينعم بالأمن والأمان والسلام والاستقرار على سائر الشعوب والبلدان.
عام هجري جديد يطل علينا ولم يكن ليعرف الكثيرون منا بقدومه لولا العطلة الرسمية للمناسبة المباركة التي تتطلب منا جميعاً التوقف أمام العبر والدروس العظيمة التي تحملها هجرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى يثرب، وقد مثلت نقطة تاريخيّة فاصلة في تاريخ الدعوة ونشر العقيدة السمحاء وبناء مجتمع المدينة، ومن ثم الأمة الإسلامية والفتوحات المباركة التي امتدّت نحو مشارق الأرض ومغاربها.
كانت درساً في حب الأوطان وترسيخ قيم المواطنة، ودرساً في حسن الإعداد والتخطيط، ودرساً في تأليف القلوب، ودرساً في المساواة وحسن التعايش، ودرساً في الإيثار والتضحية والتآخي والترابط الاجتماعي. كانت مجموعة عبر ودروس في الصبر والطاعة للخالق عز وجل وضعت المنهاج لبناء «خير أمة أخرجت للناس».
ذكرى الهجرة النبوية الشريفة مناسبة عظيمة تحرص قيادتنا الرشيدة على الاحتفاء بها بإبراز القيم والدلالات العظيمة التي تحملها، وتعد امتداداً لما تحمله العقيدة الغراء من وسطية واعتدال، وتحرص على ربط الأجيال بها وبتاريخها وحضارتها وتعزيزها وتكريسها في الأسرة والمدرسة والمجتمع من خلال مبادرات عدة وجهود متكاملة، وكذلك الفعاليات والدعوات التي يطلقها مجلس الإمارات للإفتاء والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة.
قيم عظيمة جليلة تحرص الإمارات على نشرها عبر مختلف المبادرات والمنصات والملتقيات الفكرية التي تنظمها، والتي تهدف دائماً إلى إبراز عظمة الرسالة التي تحملها عقيدتنا السمحاء من وسطية واعتدال وتسامح وحسن تعايش وتآلف وأخوة إنسانية، وهي القيم ذاتها التي نجحت في بناء الحضارات الإنسانية العظيمة. ونشر هذه القيم المباركة فيه تصدٍّ وردع لخطابات الغلو والتطرف والإقصاء التي يروج لها دعاة الفتن والضلالة ممن لا يرتاح لهم بال ولا يهدأ لهم حال إلا بنشر الخراب والدمار وسفك دماء الأبرياء وتقويض أمن واستقرار المجتمعات.
إمارات زايد الخير لم تنجح في نشر وإبراز وتعميق وترسيخ القيم العظيمة المستمدة من تلك العبر الجميلة فحسب، وإنما قدمت بها نموذجاً عالمياً ملهماً لوطن المحبة والعطاء والعدل والمساواة دون تمييز أو تفرقة، وكل عام والجميع بخير.
المصدر: الاتحاد