رسالة حب وولاء وانتماء أراد بها شاب إماراتي أن يعبر عن حبه لهذا الوطن بطريقة مختلفة عبارة عن سارية علم بطول 4 أمتار تم تثبيتها في «أكوار يوم دبي مول» أكبر حوض زجاجي بالعالم، واستغرق إعدادها شهور عدة. فكرة عبدالله الحسام خريج منحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للطلبة المتفوقين في جامعة نيويورك، وخريج هندسة مدنية في كليات التقنية العليا، وغواص محترف ومرخص دولياً هي فكرة أول علم يرفع تحت الماء في حوض زجاجي، وهذا الإنجاز رسالة لهذا الوطن المعطاء.
هناء الحمادي (دبي)
يقول عبدالله الحسام: «من وحي خبرتي كغواص، انبثقت الفكرة في رأسي بعد البحث على مواقع الإنترنت إن كان أحد قد سبقني ووجدت أن هناك العديد من الشباب رفعوا العلم في قاع البحر، ولكن وضعه في حوض مائي زجاجي مثل أكوار يوم دبي مول لم يسبقني به أحد، وبعد موافقة الإدارة بدأت العمل في الفكرة.
وأضاف: رفع العلم فوق اليابسة ليس مثل رفعه تحت سطح الماء وقد بدأت تصميم السارية والعلم في ورشة خاصة بكليات التقنية العليا، وتطلب ذلك إجراء بعض الدراسات والحسابات ومتابعة التصاريح وفريق العمل الذي حرصت على أن يكون إماراتياً، ودأت بتصميم قياس السارية وعلم الإمارات، وسهولة فكها وتركيبها كما درست التيارات البحرية للتأكد من قوة دفع الماء للسارية وحساب الوزن وحجم القاعدة لضمان ثباتها تحت الماء، ودرست معامل كثافة الماء وتآكل المعادن والطريقة المناسبة لشد العلم حتى يبقى تحت الماء.
وللمحافظة على الكائنات البحرية التي تملأ حوض أكوار يوم، راعى أن يكون صبغ السارية من النوع الذي يستخدم في طلاء الأواني وليست له أضرار صحية، وتم اختيار نوعية حبل العلم من القطن الطبيعي، ولم يتم اختيار الحبال العادية المصنوعة من البوليستر وكل ذلك حتى لا تتضرر الكائنات الموجودة في الحوض الزجاجي، ولكي تكون المبادرة إماراتية 100% حرص على صناعة السارية بنفسه وفي ورشة إماراتية بكليات التقنية العليا وصور عمله في الحوض المخرج الإماراتي سعيد العمادي وساعده في تثبيت السارية المدرب الغواص المحترف والمصور أحمد شهيل.
لحظة التنفيذ
وراح عبدالله مع زميله يثبتان السارية في قاع الحوض، وكانت أعين جمهور دبي مول تراقب تحركاتهم لحظة بلحظة غير مدركين ما يفعلان في الحوض الزجاجي، لكن بعد أن اتضحت الرؤية وامتلأت الطوابق الثلاثة لدبي مول بالكثير من الجمهور بمختلف الفئات والأعمار والجنسيات لمشاهدة ما يحدث، حان وقت رفع العلم الذي تزامن مع نشيد السلام الوطني لدولة الإمارات، حيث تفاعل الجميع مع هذه اللحظة الوطنية وردد زوار دبي مول النشيد الوطني ووقفوا لتحية العلم.
ويقول: «إنه أول علم إماراتي يرفع في حوض زجاجي كبير بالطريقة الرسمية المتعارف عليها، وأنا سعيد بما صنعته، و«هذي هي رسالتي للوطن وهي تعبير مني عن حبي العميق لبلدي الإمارات وولائي للوطن. وهي بصمة جديدة وفكرة مختلفة أهديها إلى أسعد شعب».
إضاءة
يوضح عبدالله الحسام أنه صور عمله بطريقة «الفيديو» وكتب في نهاية الفيلم فكرة المبادرة وتنفيذها من عمل «غواص إماراتي».
اختيار
بعد هذه الإنجاز الوطني، اختير عبدالله الحسام من مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب في أبوظبي، ليكون ضمن فريق من الشباب الإماراتي الذين قدموا مبادرة مميزة وإنجازاً متفرداً.
المصدر: الاتحاد