أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، عن أمله بأن تكون الخطوات التي اتخذتها الدول المقاطعة لقطر أوصلت صوت العقل والحكمة للقيادة في قطر بأنه كفى دعماً للإرهاب وإفساد الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن الدول المقاطعة في انتظار إيصال الأخوة من الكويت للرد القطري لدراسته واتخاذ قرار بشأنه، مؤكداً على أن أي خطوات ستقوم بها الدول في حال عدم استجابة قطر ستكون في إطار القانون الدولي.
عبدالله بن زايد:
• نحن في انتظار إيصال الأخوة من الكويت للرد القطري الذي تسلموه، وبعد أن نرى الرد ونتدارسه في ما بيننا سيكون القرار.
• لم نصل إلى هذه القرارات بسهولة، لكن وصلنا إليها بعد سنوات من العمل ومحاولة إقناع الأشقاء في قطر.
سيغمار غابرييل:
الإمارات لها مصداقية كبيرة جداً في المنطقة، ولديها رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب ووقف تمويله.
والتقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أمس، وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، في أبوظبي، واستعرض معه علاقات التعاون المشترك بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها، ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً الأوضاع في ليبيا وسورية والعراق، والوضع في منطقة الخليج والأزمة القطرية.
وعقب اللقاء عقد سموه وغابرييل مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
ورداً على سؤال حول الأزمة القطرية وحول ما إذا كانت هناك توقعات بإصدار عقوبات اقتصادية وسياسية، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «نحن حتى الآن في انتظار إيصال الأخوة من الكويت للرد القطري الذي تسلموه بالأمس (الاثنين)، وبعد أن نرى هذا الرد ونتدارسه في ما بيننا سيكون القرار، وأعتقد أنه من المفيد والمجدي وتقديراً لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ألا يكون هذا الرد من خلال وسائل الاعلام بل عبر المبعوث الكويتي وعبر اتصالاتنا المباشرة مع سموه».
وأضاف سموه: «أعتقد من السابق لأوانه أن نتحدث عن ما هي الخطوات التالية والإجراءات التي من الممكن أن تتخدها الدول، وهذا كله يعتمد على ما سنسمعه من الأخوة في الكويت والحوارات التي ستتم في ما بيننا ودراسة الردود، فلا أريد أن أسبق الأحداث في ما يتعلق بالخطوات المقبلة».
وأكد سموه أن «أي خطوات ستقوم بها هذه الدول في حال عدم استجابة دولة قطر ستكون في إطار القانون الدولي من إجراءات يحق لدول ذات سيادة أن تتخذها ضد أي طرف آخر».
وأضاف سموه: «زميلي وزير الخارجية الألماني ذكر نقطة مهمة في ما يتعلق بتمويل الإرهاب الذي أريد أن أذكره بأنه من المهم جداً أن ننظر لجميع التحديات في هذا الأمر، فالأمر لا يقتصر فقط على الإرهاب بل يتوجب مواجهة التطرف وخطاب الكراهية وتسهيل وإيواء المتطرفين والإرهابيين وتمويلهم أيضاً».
وقال سموه: «لا يمكن لنا أن نكون في مجتمع دولي يريد أن يصل للقضاء على صوت التطرف وأعمال الإرهاب التي نراها اليوم دون اجتثاث هذا العمل بشكل واضح ومشترك».
وأضاف سموه: «نحن في هذه المنطقة نرى مع الأسف أن الشقيقة قطر سمحت وآوت وحرضت على هذا كله، ولم نصل إلى هذه القرارات بسهولة لكن وصلنا إليها بعد سنوات من العمل ومحاولة اقناع الاشقاء في قطر، لكن مع الأسف لما نجد الشريك الذي يريد أن يتعامل معنا بهذا الشأن، لكن نأمل أنه بالخطوات التي اتخذناها بمساعدة شركائنا بمن فيهم ألمانيا، إيصال صوت العقل والحكمة للقيادة في قطر بأنه كفى دعماً للإرهاب وللمحرضين وكراهية خطاب المحبة والتسامح والتعايش في ما بيننا، وكفى أن تكون قطر حاضنة لهؤلاء ومفسدة للفرحة والبسمة والاستقرار في المنطقة».
ورداً على السؤال نفسه قال وزير الخارجية الألماني، إن «الإمارات لها مصداقية كبيرة جداً في المنطقة، ونرى في بعض البلدان نوعاً من التقدم، وفي البلدان الأخرى لا نرى نوعاً من التقدم الكافي».
وأضاف: «رأيت دائماً أن الإمارات كانت لديها رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب ووقف تمويله».
وأكد أنه «بطبيعة الحال هناك مشاورات حول المؤسسات الدولية وإسهامها في هذا الموضوع من أجل بناء الثقة أيضاً، ويتعلق الأمر الآن بجدية العمل وسوف ننظر الآن إلى رد قطر».
وقال إن «هناك إمكانات كافية لمنع تصعيد الوضع، ولذلك لا أرى أنه من المجدي أن نتحدث الآن عن كل الاحتمالات والتطورات المحتملة، فيجب أولاً أن نرى ما هو الموضوع على الطاولة، وهذه هي الرسالة الصحيحة، ويجب أن ندرس الرد وبعد ذلك سنرى ما سيحدث».
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رحّب في بداية المؤتمر الصحافي بوزير خارجية ألمانيا.
وقال سموه إن «العلاقة بين البلدين نمت بشكل مطرد في الكثير من المجالات ونحن سعداء بأن نرى التجارة غير النفطية بين البلدين وصلت إلى 16 مليار دولار، ونرى الشركات الألمانية وصل عددها إلى 3600 شركة ألمانية في دولة الإمارات تقوم بدور مهم لتطوير العلاقات وتنمية الإمارات».
وأضاف سموه: «على المستوى الشخصي أنا سعيد جداً بأن أرى الكثير من الألمان يعتبرون الإمارات وطناً ثانياً لهم، فهناك 14 ألف ألماني أتمنى أن نستطيع أن نوفر لهم كل سبل الراحة والعمل الكريم في هذا البلد».
وأشار سموه إلى أن هناك 87 ألف إماراتي يزورون ألمانيا بشكل سنوي، وهناك 112 رحلة جوية مباشرة بين البلدين وأكثر من 650 ألف زائر وسائح ألماني يزورون الإمارات، وهذه أرقام ليس فقط مبشرة بل تدل أيضاً على متانة العلاقة بين البلدين ومدى ثقة ومحبة شعبيهما لهذه العلاقة.
ورداً على سؤال حول التقدم الملحوظ لقوات التحالف وقوات دعم الشرعية في اليمن، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إنه «في ما يتعلق باليمن لا شك أن هناك تقدماً في الأيام الماضية، وهذا التقدم انعكس بشكل إيجابي في محاور عدة، لكن في الوقت نفسه يهمنا أن نعزز ونسرع في إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية لجميع الأطراف اليمنية، ومن المهم على القوات التي قامت بعملية الانقلاب على الشرعية أن لا تعيق إيصال هذه المساعدات إن كانت هذه المساعدات تأتي من قوات التحالف أو من المؤسسات والمنظمات الدولية».
وأضاف سموه: «هذا أمر رئيس جداً خاصة في ظل الصعوبات والظروف الإنسانية الموجودة في المناطق التي تقع تحت قوات الانقلاب».
من جهته، قال غابرييل: «أعتقد أن دولة الإمارات أقرب وأهم شركاء ألمانيا ولدينا علاقة ثابتة ووثيقة جداً في الكثير من المسائل بطبيعة الحال، فهناك أكثر من 800 شركة ألمانية في المنطقة ليست فقط شركات ألمانية كبيرة، وإنما أيضاً شركات متوسطة وصغيرة ألمانية قوية جداً نعتمد عليها، فقد جاءت هنا ووجدت موقعاً اقتصادياً جيداً جداً بالنسبة لها في دولة الإمارات، ومن هنا تقيم اتصالات مع كل العالم».
وأكد أنه «لدينا أيضاً علاقات جيدة جداً في مجال الأمن والتعاون العسكري في ما يخص التبادل حول مكافحة الإرهاب والتطرف، ونحن شركاء قريبون ووثيقون في هذا المجالات».
وأضاف: «من الجيد اليوم أننا تحدثنا عن الكثير من المسائل التي تهمنا ولدينا تصورات مشتركة حول التوصل إلى حل في سورية، ولدينا الرأي نفسه في ما يخص ليبيا، ويجب أن ننجح في الجمع بين الأطراف المختلفة حتى نرى بناء مؤسسات دولة وأيضاً من أجل تحسين الوضع الكارثي بالنسبة للاجئين هناك، فنحن نريد دولة واحدة في العراق، ولا نريد تقسيم العراق ولدينا أيضاً تصور مشترك في ما يخص دولة فلسطينية مستقلة».
وأشار إلى أنه جرى الحديث عن الوضع في منطقة الخليج والأزمة القطرية وقال: «نحن نتشارك رأي الإمارات، فكل نوع من تمويل الإرهاب والتطرف وإيواء المتطرفين يجب إنهاؤه، ونتفق أيضاً في الرأي أن ذلك يخص كل المنطقة».
وأضاف: «الآن أمامنا الفرصة في الأزمة القطرية لأن نصل إلى نتيجة جيدة لكل المنطقة، ولا يتعلق الأمر في الوقت نفسه بالمساس بالسيادة القطرية وكيان الدولة، فيجب العودة إلى العمل المشترك في مجلس التعاون الخليجي وهذا بالنسبة للأوروبيين مهم جداً، فبالنسبة لنا مجلس التعاون الخليجي هو ضامن للاستقرار والأمن في المنطقة».
المصدر: الإمارات اليوم