عززت دبي مكانتها الإقليمية والعالمية مركزاً للتجارة واللوجستيات، وموقعها كعاصمة للطيران والسفر بفضل احتضانها أكبر المطارات في العالم، وامتلاكها أحدث أساطيل النقل الجوي والموانئ المحورية، فضلاً عن مساهماتها في إدارة العديد من أبرز الموانئ حول العالم لما تمتلكه من مقومات وخبرات تجارية لتشكل نموذجاً على عبقرية المكان.
وجاءت وثيقة الخمسين التي تضمنت الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لترسخ مكـــانة دبي كأيقــونة عالمية ومركز تجاري محوري في المنطقة والعالم، كما تفتح الطريق أمام المزيد من الشراكات والتحالفات الاقتصادية المهمة التي تعزز مكانتها وفاعليتها في التجارة الدولية.
ونجحت دبي في ترسيخ مكانتها كعاصمة للطيران والسفر في المنطقة، حيث ارتفع إجمالي عدد المسافرين الذين استخدموا المطار، خلال 2017 إلى 88.2 مليون مسافر، فيما رفعت «مؤسسة مطارات دبي» من توقعاتها بنمو أعداد المسافرين عبر المطار بحلول 2020، من 98.5 مليون مسافر إلى أكثر من 100 مليون مسافر.
وتعمل مطارات دبي على خطة جديدة أطلقت عليها «دي إكس بي بلس»، تستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي إلى 118 مليون مسافر بحلول عام 2023.
ويصل إجمالي عدد الرحلات في مطار دبي الدولي حالياً إلى نحو 7700 رحلة أسبوعية، تسيرها الناقلات العاملة في المطار إلى 294 وجهة حول العالم تستحوذ «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» على النسبة الأكبر منها، كما أن هناك أكثر من 100 شركة طيران تعمل انطلاقاً من المطار لنقل الركاب.
وشكّل دبي الجنوب أول مدينة مطار متكاملة على مستوى العالم في توفير البيئة الاقتصادية الداعمة لجميع أنواع الأعمال والصناعات، ويعد مشروع دبي الجنوب قبلة جديدة للاستثمارات ضمن مساحة تصل إلى 145 كيلومتراً ستستضيف مليون نسمة، وتوفر 500 ألف فرصة عمل عند اكتمال بنائها.
وكما كان النجاح حليف قطاع الطيران كان التوسّع حليف قطاع الموانئ، حيث يعتبر ميناء جبل علي أكبر ميناء بحري في الشرق الأوسط، والمنشأة الرائدة في محفظة موانئ دبي العالمية التي تضمّ أكثر من 80 ميناء ومحطة بحرية في قارات العالم .
أسس راسخة
وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «تنتقل دبي بوثيقة الخمسين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إلى عصر جديد من الازدهار لتعانق الإمارة الآفاق الواعدة لمستقبلها مرتكزة إلى أسس راسخة، فخط دبي للحرير سيتوّج ما حققناه من إنجازات شامخة كمركز دولي وإقليمي للتجارة العالمية ولحركة السفر الدولية». وأضاف رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «سنعمل في موانئ دبي العالمية ومؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في المرحلة المقبلة على أن يصبح خط دبي للحرير محوراً أساسياً في حركة النقل والسفر والتجارة على مستوى العالم، ونكرس أقصى جهدنا لتحقيق هذا الإنجاز الذي أسسنا له بتطوير وإدارة 80 ميناء ومحطة عبر العالم».
وقال : «تتكامل في وثيقة الخمسين معالم نهضة دبي الجديدة بمناطقها المتخصصة ومجالسها الاقتصادية وجامعاتها الإبداعية ومنطقتها التجارية الافتراضية، مدعومة بخدمات لا نظير لها عالمياً».
مستقبل الأجيال
وقال محمد عبدالله أهلي، مدير عام هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، نحن في هيئة دبي للطيران المدني، ومؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية نثمن لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جهود سموه الداعمة ورؤيته المستقبلية وأفكاره الملهمة، بهدف ضمان مستقبل الأجيال القادمة، ونحن نؤكد التزامنا بتنفيذ توجهات سموه الطموحة لإمارة دبي نحو مستقبل باهر.
وأضاف: إننا سنعمل جاهدين بكل إمكاناتنا وكفاءاتنا لتحقيق رؤية سموه الطموحة، حيث تتمتع دبي بالبنية التحتية المتطورة والإمكانات اللوجستية، والتي تسهم في دعم البيئة الاستثمارية والاقتصادية وتحقيق الريادة الدائمة
مكانة مميزة
وأكد جمال الحاي، نائب الرئيس في مطارات دبي، أن مؤسسة مطارات دبي ستكون جزءاً من خطة دبي للحرير، انطلاقاً من مكانة مطار دبي الدولي المتميزة، الذي يتربع على قائمة أكبر المطارات من حيث عدد المسافرين الدوليين، كما أنه ينافس كبرى المطارات على المركز الأول من حيث إجمالي عدد المسافرين، فضلاً عن مساهمته في سهولة الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتعزيز الحركة التجارية في العالم.
وأشار إلى أن وثيقة الخمسين التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تعكس رؤية سموه الثاقبة في وضع الأسس لمدينة المستقبل، التي تضمن التميز الدائم والتطور المستمر على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
وقال نائب الرئيس في مطارات دبي إن مطار دبي الدولي الذي احتفل بالمليار مسافر نهاية العام الماضي، نجح في ربط العالم عبر الناقلات الوطنية التي تشغل أساطيل حديثة من الطائرات، مشيراً إلى أن المطار يشهد نمواً مستمراً في أعداد المسافرين وعدد شركات الطيران التي يخدمها المطارات، فضلاً عن تبني أحدث التقنيات في العمليات من أجل ترسيخ مكانة المطار على الصعيد العالمي.
خارطة طريق
وأكد أحمد محبوب مصبح، مدير جمارك دبي، أن وثيقة الخمسين بما تشمله من 9 بنود والتي كشف عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تمثل خارطة طريق لنصف قرن قادمة من الازدهار والرفاه للشعب، مشيراً إلى أن محور التجارة يعد محوراً رئيسياً في بنود الوثيقة.
وقال إن الإمكانيات اللوجستية الهائلة والبنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها دبي تؤهلها لنجاح خط الحرير الخاص بها بالتعاون مع الشركاء والأشقاء، وهو ما يستشرف مستقبلاً مضيئاً للأجيال القادمة.
وأضاف أحمد محبوب مصبح أنه في السياق ذاته أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، عن قيادة دبي العالمية لإنشاء أول منطقة تجارية افتراضية في المنطقة ومنح الرخص التجارية دون شرط الإقامة في دبي، وهو تفكير مُلهم خارج الصندوق سيقود دبي والمنطقة لآفاق أكثر رحابة ونمو قوي في القطاع التجاري.
مشاريع مستقبلية
وقال المهندس ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، إن لقطاع التجارة مكانة مرموقة في خطط واستراتيجيات دبي ومشاريعها المستقبلية، وتركيز بند متكامل سُمي «خط دبي للحرير» يعكس النظرة الأولية لما نشأت عليه دبي، لكي تتوج اليوم ربطها بجميع مدن العالم جواً وبحراً، وهذه هي دعائم ومرتكزات النجاح لأي مدينة تسعى للتميز.
وأضاف أن جهود زملائنا في كافة المنافذ تتوج عملنا اليومي وبالتحديد في مجال تنمية صادرات الإمارة التي أصبحت تصل إلى أسواق عديدة، وهذا ما يدفعنا لبذل العديد من الجهد وتبني منظومة عمل مختلفة توازي التطلعات التي ستخدم ذلك، ونحن على يقين بأن هذه التوجهات تعكس حرص سموه على جعل دبي دائماً في الطليعة ليست من حيث المؤشرات بل من حيث الرؤية التي تجعلها مختلفة عن جميع مدن العالم.
المصدر: البيان