سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
في الوقت الذي يعيش فيه العراق أدمى أيامه، الطوائف تأكل بعضها، والأرض الشاسعة ضاقت بأهلها، يأتي ضوء الإنسانية الكامن في نفوس أبنائها.
في برنامج «الصدمة» كانت المشاهد بالغة الإنسانية. وبما أن فكرة البرنامج تمثيل حدث إنساني معين ومن ثم انتظار ردة فعل الآخرين، فقد كانت ردود الأفعال عميقة في إنسانيتها رغم الجراح الغائرة!
إحدى الحلقات مُثّل دور رجل يضرب زوجته في مطعم، هبّ الرجال والنساء لإيقاف هذا العنف. وسالت الدموع على المشهد الإنساني المؤذي.
أحدهم حين سئل بعد المشهد: لماذا تدخلت؟! أجاب: إنه يضرب إنسانا، حتى وإن لم أعرفها فإنها عراقية! وقال آخر: أنا إذا أسعفتُ مصابا أو مريضا هل تريدونني أن أساله: ما هو مذهبك؟!
عاش العراق قرونا من الانسجام بين مكوناته العرقية والدينية، وبين أقلياته التاريخية، والبرنامج آنف الذكر يبين كيف أفسدت السياسة الواقع! بينما لم تستطع إفساد ما تبقى من إنسانية بين مواطنيه.
حين ينهار العراق تنهار المنطقة، وبلا شك أن الحرب الأميركية على العراق في عام 2003، كسرت النسيج العراقي وأرهقت ظهره وزادت من أحماله التاريخية، وأذكت الحرب الطائفية.
برنامج «الصدمة» على «mbc» يصدمنا، لأنه يكتشف ما بقي من إنسانيتنا، فالبشر إخوة على هذا الكوكب، فرق شاسع بين العراق الذي رأيناه بالبرنامج، العراق البريء، وبين العراق الذي يتجوّل فيه قاسم سليماني، فرق كبير!
المصدر: عكاظ