تتسابق عشرات الشركات السعودية والأجنبية على توظيف الطلبة السعوديين في بريطانيا بمجرد حصولهم على الشهادات الجامعية، فيما نجحت الملحقية الثقافية السعودية في لندن في لفت أنظار العديد من الشركات إلى طلبتها المميزين، ونجحت في تأمين وظائف عمل لهم منذ ما قبل التخرج، وذلك عبر معرض سنوي تنظمه في العاصمة البريطانية تطلق عليه اسم “يوم المهنة”.
وشاركت عشرات الشركات السعودية في المعرض السنوي المتخصص بتوظيف الخريجين السعوديين من الجامعات البريطانية، والذي تنظمه الملحقية الثقافية السعودية في لندن وتطلق عليه اسم “يوم المهنة”، ويأتي بالتزامن مع حفل التخرج السنوي الذي يجمع الطلبة السعوديين الخريجين من مختلف الجامعات البريطانية.
وانتهت فعاليات معرض “يوم المهنة” السعودي وحفل تخريج الطلبة يوم الأحد الحادي والثلاثين من مارس، حيث شاركت 38 شركة وجامعة سعودية في أعمال المعرض، من بينها شركة “سابك” والخطوط الجوية السعودية، وكذلك العديد من البنوك، وجميعهم تلقوا العشرات من طلبات التوظيف التي تقدم بها طلبة سعوديون من المفترض أن يحصلوا على شهاداتهم الجامعية خلال الشهور أو الأسابيع المقبلة.
وتعتبر بريطانيا واحدة من أكثر الوجهات التي يقصدها الطلبة السعوديون للدراسة والحصول على الشهادات الجامعية العليا بمختلف درجاتها، حيث قال الملحق الثقافي السعودي الدكتور فيصل بن محمد أبالخيل إنه يوجد أكثر من 13 ألف طالب سعودي يدرسون في جامعات المملكة المتحدة على نفقة الحكومة السعودية، فضلاً عن عدد آخر من الطلبة الدارسين على نفقتهم الخاصة، وهو ما يجعل من الطلبة السعوديين النسبة الأكبر من بين العرب في الجامعات البريطانية.
13 ألف طالب سعودي في بريطانيا
الدكتور فيصل بن محمد أبالخيل
وأضاف أبالخيل في حديث خاص لـ”العربية نت” إن ثمانية آلاف طالب من بين هؤلاء الثلاثة عشر ألفاً يدرسون ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بينما يتوزع الخمسة آلاف الآخرون على بعثات مختلفة تقدمها الوزارات والجامعات السعودية المختلفة.
وقال مسؤول التدريب والتطوير في بنك البلاد سامي الروقي لـ”العربية نت” إن لدى البنك برنامجا خاصا ومتكاملا لاستقطاب الخريجين الجدد، مشيراً إلى أن من يتم اختيارهم ضمن هذا البرنامج سيتمتعون بالعديد من الامتيازات، ومن بينها أنه يتم تعيينهم فوراً براتب كامل وبكافة الامتيازات قبل البدء بالتدريب الذي يستمر ستة شهور يتعرفون خلالها على العملية المصرفية بالكامل.
وأشار الروقي إلى أن برنامج التدريب والتوظيف تم تأسيسه في البنك قبل ثلاث سنوات، وتمكن من استقطاب العديد من الموظفين المتميزين، مشيراً إلى أنه “يهدف إلى استقطاب حملة شهادات إدارة الأعمال بشكل خاص لتدريبهم وتشغيلهم فلي الأقسام المختلفة للبنك”.
وأوضح الروقي أن مشاركة بنك البلاد في معرض وفعاليات “يوم المهنة السعودي” الذي يقام في لندن سنوياً، تمثل أهمية استثنائية، حيث يتم تلقي العديد من طلبات التوظيف، ويتم اختيار العديد من الطلبة الخريجين ليتم تدريبهم ومن ثم تشغيلهم في البنك.
ويشير الروقي إلى أن كافة الشركات المشاركة في “يوم المهنة” تستفيد بصورة كبيرة من تواجد العدد الكبير من الطلبة السعوديين في بريطانيا، وتتعرف على الخريجين منهم، وتتلقى الطلبات من الراغبين في العمل بهذه الشركات بمجرد تخرجهم وعودتهم الى المملكة.
وقال العديد من الطلبة الخريجين الذين التقتهم “العربية نت” إنهم تلقوا عروضاً للعمل في أكثر من شركة من الشركات المشاركة في معرض يوم المهنة وحفل التخرج المصاحب له، مشيرين إلى أن “هذا اليوم يمثل واحداً من أهم الانجازات التي تقوم بها الملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا”.
ورغم أن الطالب فهد الفايز قال لـ”العربية نت” إن المناسبة تحتاج إلى تنظيم أكثر، الا أنه أكد أنها مبادرة بالغة الأهمية بالنسبة للطلبة الذين تمثل معضلة التوظيف الشغل الشاغل لهم طوال فترة الدراسة.
وانتقد الطالب مروان الشهري الأعداد المحدودة من الوظائف التي تطرحها الشركات، خاصة وأنها شركات كبرى، إلا أنه أكد في حديثه لـ”العربية نت” أنها تمثل فرصة مهمة تمكن العديد من الطلبة من الحصول على وظائف في بلدهم قبل أن يعودوا اليها، وهذا ما لا تقدمه أية دولة أخرى لطلابها، كما لا تقوم به أية سفارة عربية موجودة في لندن.
وكان السفير السعودي في لندن سمو الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز قد افتتح فعاليات معرض “يوم المهنة” وحفل التخرج الذي أقيم على هامشه للطلبة السعوديين الخريجين من الجامعات البريطانية، كما كان الملحق الثقافي السعودي الدكتور فيصل بن محمد أبالخيل في حفلي الافتتاح والتخرج بعد أن كان منشغلاً لعدة أسابيع في التحضيرات للفعالية.
المصدر: العربية نت
