واصلت قوات النظام السوري ضرباتها المكثفة على جيب داخل الغوطة الشرقية المحاصرة أمس، موقعة 80 قتيلاً على الأقل تزامناً مع استمرار تدفق المدنيين إلى مناطق سيطرتها فارين من العنف والموت الذي حصد المئات منذ شهر.
وسقط 80 قتيلاً و150 جريحاً أغلبهم في بلدتي كفر بطنا وحزة في منطقة الغوطة جراء غارات النظام، بعد أن نفى الجيش الروسي مشاركة طائراته في عمليات القصف، وسط استمرار عمليات النزوح الجماعي للمدنيين؛ إذ أعلن النظام خروج 40 ألفاً من هذه المدينة المحاصرة، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن المدنيين في الغوطة على شفا الانهيار.
وقال أبو محمد من الدفاع المدني العامل في الغوطة الشرقية التابع للمعارضة: «هناك مجازر في بلدة حزة شمال بلدة كفر بطنا ارتكبتها الطائرات الحربية التي شنت 14 غارة، كما ألقت طائرات مروحية براميل متفجرة تحوي غاز الكلور».
معارك عنيفة
وأضاف مصدر ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية أن أغلب جبهات الغوطة تشهد معارك عنيفة، حيث نفذ الطيران الحربي غارات باتجاه مواقع مسلحي المعارضة في حرستا وكفر بطنا وجسرين بالغوطة الشرقية، كما قصف مواقع تمركز المسلحين ومرابض الهاون التي يستعملونها لضرب العاصمة والأحياء المجاورة.
وذكرت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية السورية أن «أكثر من 2.5 ألف شخص من بلدتي حمورية وسقبا غادروا في الساعات الأولى عبر الممر الإنساني أمس».
بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، أن جثث قتلى كفر بطنا «متفحمة تماماً»، مرجحاً استخدام «مواد حارقة» في القصف الذي استهدف شارعاً تجمع فيه المدنيون في محاولة للخروج.
في سياق آخر، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إن نحو 4127 شخصاً غادروا الغوطة الشرقية أمس.
يأتي هذا فيما أكد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن أكثر من 40 ألف مدني خرجوا من الغوطة، مشيراً إلى أن القوات السورية والروسية فتحت معابر لتأمين خروج المدنيين.
تصعيد شامل
أما الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فأكد أن قوات النظام السوري صعدت هجومها الشامل على الغوطة وأن المدنيين في الغوطة على شفا الانهيار،لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تعمل لتسيير الاتصالات بين روسيا وجماعتي فيلق الرحمن وأحرار الشام بدون نتيجة حتى الآن.
وأضاف أن المدنيين في الغوطة يطالبون بالضغط لوقف إطلاق النار، متابعاً: نعمل لتطبيق وقف إطلاق النار في جميع أرجاء الغوطة بعد سريانه في الغوطة.
وقال إن الاتهامات باستخدام أسلحة حارقة في الغوطة مقلقة، مضيفا: لا يمكن تجاهل الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيمياوية في الغوطة، وقلقون جداً من الأوضاع التي يعيشها المدنيون في كل أنحاء سوريا.
وفيما يستمر التصعيد الدموي، تعهد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران خلال محادثات حول سوريا أجروها في استانة، بالاستمرار في تصفية جبهة النصرة، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام والمجموعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة بينما اتهمت روسيا الغرب بالسعي لحماية ما اعتبرتهم (الإرهابيين) في سوريا، وذلك في ختام هذه المحادثات.
المصدر: البيان