قضى المصريون أمس، عطلة هادئة في نهاية الأسبوع، خلت فيها الشوارع من المارة، في وقت التزمت فيه جماعة الإخوان، والقوى المتحالفة معها الصمت، ورفعت فيه أجهزة الأمن حالة الاستنفار للدرجة القصوى، على خلفية دعوات أطلقتها فصائل محسوبة على جماعة الإخوان، لتظاهرات حاشدة احتجاجاً على ما وصفته بالحالة الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار.
ولزم الغالبية العظمى من المصريين بيوتهم، فيما شهدت القاهرة والمحافظات حالة من الهدوء الحذر، لم يعكر صفوها سوى مسيرتين نفذهما أنصار الجماعة في السويس وحي الهرم، أسفرتا عن توقيف نحو 45 متظاهراً حسب تقديرات غير رسمية، في وقت خرجت فيه أعداد من المواطنين عصر أمس، إلى عدد من الميادين بالقاهرة والمحافظات، في سياراتهم الخاصة يرفعون الأعلام، احتفالاً بما وصفوه ب«فشل دعوات 11/11».
وعززت قوات الأمن من تواجدها أمس، في القاهرة والمحافظات، تحسباً لاندلاع أعمال فوضى أو عنف، كانت بعض القوى المحسوبة على جماعة الإخوان، قد لوحت بها على مدار الأيام الأخيرة، وفرضت وزارة الداخلية تعزيزات أمنية حول مؤسسات الدولة وفي مقدمتها السفارات والمواقع الشرطية والسجون، عبر تشكيلات من فرق الأمن المركزي والعمليات الخاصة، ووحدات التدخل السريع.
وقال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، في بيان له أمس، إن محافظة القاهرة دفعت بأسطول كامل من السيارات التابعة لهيئة النقل العام، في مواجهة شائعات كانت قد انطلقت ليل أول أمس الخميس، حول اعتزام عدد من السائقين الإضراب عن العمل اعتراضاً على تسعيرة تعريفة المواصلات، بعد قرار تحرير سعر المحروقات، حيث تم الدفع بما يقرب من 2600 حافلة للعمل، وتلبية احتياجات المواطنين في تنقلاتهم اليومية.
وتصدر هاشتاج «محدش نزل» صدارة الترند، على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، في إشارة إلى خلو الشوارع من المتظاهرين، لتتحول دعوة الجماعة للتظاهر إلى مدعاة لسخرية المصريين.
من جانبه قال أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن جماعة الإخوان هي التي بثت خلال اليومين الماضيين عدداً كبيراً من الشائعات، بهدف تحريض المصريين على النزول للتظاهر، مشيراً إلى أن الإخوان تريد خلق حالة من الارتباك من خلال هذه الشائعات التي تتطلب وعياً مجتمعياً لمجابهتها، داعياً المصريين إلى الحرص في مواجهة مثل هذه الشائعات التي تحرض ضد الدولة، في أوقات محددة من أجل ما وصفه ب«الأهداف الهدامة».
المصدر: الخليج
