أفاد خبراء عقاريون بأن المناطق الترفيهية الجديدة، في دبي، تعتبر حالياً من أكثر المناطق جذباً لشركات التطوير العقاري، مشيرين إلى أن المشروعات العقارية الجديدة، المرتبطة بهذه المناطق، والتي تستهدف فئة من السكان تبحث عن أسعار معقولة، سواء للبيع أو الإيجار، من المتوقع أن تشهد طلباً كبيراً خلال الفترة المقبلة، وبالتالي ستشكل تلك المناطق نواة لتكتلات سكانية جديدة في المستقبل.
وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أن العائد الاستثماري للمناطق القريبة من الأماكن الترفيهية سيكون مرتفعاً، بالتزامن مع ارتفاع أسعار هذه المناطق مستقبلاً، لافتين إلى أنه مع نمو الطلب على العقارات، خلال الفترة الحالية، فإن هناك العديد من الفرص لدخول مشروعات جديدة إلى السوق، خصوصاً في قطاع الإسكان المتوسط.
جاء ذلك بالتزامن مع الإعلان عن دخول عدد من المناطق الترفيهية إلى الخدمة في دبي، أو قرب دخولها الخدمة، ومنها «آي إم جي عالم من المغامرات»، أكبر وجهة ترفيهية داخلية في العالم، آخر الشهر الماضي، إضافة إلى الإعلان عن افتتاح منتجع «دبي باركس آند ريزورتس»، الذي سيكون أكبر وجهة ترفيهية متكاملة بالشرق الأوسط، والذي يفتتح أبوابه أكتوبر المقبل، فضلاً عن واجهة «لاست إكزت» الترفيهية، التي افتتحتها شركة «مراس» القابضة، والتي تقع مقابل «دبي باركس آند ريزورتس».
مركز جذب
وتفصيلاً، قال الخبير العقاري والمدير العام لشركة «إيموفاليو» المتخصصة في التقييم العقاري، عمران الشرهان، إن «المناطق الترفيهية الجديدة في دبي، تعتبر مركز جذب استثمارياً للمطورين في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن «سعر أراضي هذه المناطق أكثر إغراء من غيرها، باعتبارها مناطق (بكر) ذات أسعار تنافسية، من الممكن أن يحقق فيها المطور أرباحاً جيدة، من خلال تطوير مشروعات عقارية، تستهدف فئة من السكان تبحث عن أسعار معقولة».
وأضاف الشرهان أن «هذه المناطق الجديدة تعتبر نواة لتركز ثقل سكاني في المستقبل، لاسيما في المناطق القريبة من منتجع (دبي باركس آند ريزورتس)، أو تلك القريبة من (آي إم جي عالم من المغامرات)»، لافتاً إلى أن «هذين المجمعين الترفيهين يعدان من المناطق الأكثر جذباً للسياح، سواء من داخل الدولة أو القادمين من الخارج».
وذكر أن «أسعار التأجير في المناطق القريبة من الأماكن الترفيهية الجديدة، المتوقع أن تجذب ملايين الزوار سنوياً، ستغري الكثيرين بالسكن في هذه المناطق»، مشيراً إلى أن «ذلك سيستقطب الكثير من المطورين، لضخ المزيد من الاستثمارات، رغبة في تحقيق عائدات جديدة من الاستثمار في تلك المناطق».
وأكد الشرهان أن «العائد الاستثماري للمناطق القريبة من الأماكن الترفيهية مرتفع جداً، بالتزامن مع ارتفاع أسعار هذه المناطق مستقبلاً»، مستشهداً بـ«منطقة (داون تاون دبي)، وما مرت به خلال السنوات الماضية، إذ ارتفعت فيها الأسعار لأضعاف مع اكتمال البنية التحتية في المنطقة».
واعتبر أن «مربع (داون تاون) يعد من أغلى الأماكن في المدن الكبرى بالعالم، بل يعتبر أغلى كيلومتر مربع على مستوى تلك المدن، لتركز العديد المعالم العقارية والعلامات التجارية الفارهة إضافة إلى الأنشطة الترفيهية والتسويقية فيها»، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يكون هناك المزيد من هذه الأماكن ذات الجذب السكاني.
طلب كبير
من جهته، قال المدير الإداري في شركة «هاربور» العقارية، مهند الوادية، إن «مراكز الترفيه الجديدة في دبي، والتي افتتح بعضها أخيراً، أو التي ستفتتح قريباً، من المتوقع أن تزيد وتيرة المشروعات العقارية، لاسيما مع إنجاز نسبة كبيرة من البنية التحتية للمناطق الموجودة فيها، الأمر الذي يتيح للشركات الفرصة لطرح مزيد من المشروعات التطويرية في هذه المناطق».
ولفت إلى أن «المناطق القريبة من الوجهتين الترفيهيتين (دبي باركس آند ريزورتس)، و(آي إم جي)، ستكون محط أنظار الكثير من المطورين، لضخ المزيد من الاستثمارات فيها».
وأضاف الوادية أن «المشروعات العقارية الجديدة المرتبطة بالمناطق الترفيهية في دبي، من المتوقع أن تشهد طلباً كبيراً خلال الفترة المقبلة، وبالتالي ستشكل هذه المناطق نواة لتكتلات سكانية جديدة بدبي، لاسيما أن السوق العقارية في الإمارة شهدت حركة انتقالات بالفعل، خلال الفترة الماضية، من وسط المدينة إلى مناطق جديدة، استهدافاً لأسعار عقارات منخفضة، أو قيّم إيجارية أقل، حسب نوعية المشروع المطروح، سواء كان للإيجار أو البيع».
أسعار معقولة
بدوره، قال مدير العمليات في شركة «شون» العقارية، نور العاصف، إن «الشركة تطور مشروعات سكنية في المناطق الجديدة بدبي، تلتقي مع رغبات شريحة من السكان، تستهدف أسعاراً معقولة للبيع أو إيجارات في متناول اليد»، متوقعاً أن «تحقق المشروعات التي تطورها الشركة مبيعات جيدة عند تسليمها، لاسيما تلك القريبة من المراكز الترفيهية الجديدة».
وأضاف أن «المناطق الجديدة تلبي طموحات الشركة في توفير متطلبات تلك الشريحة السكانية»، مشيراً إلى أن «مشروع (لاجون)، الذي تطوره الشركة يضم 35 ألف وحدة سكنية، تصب معظمها في صالح الفئات التي تهتم بعامل السعر، سواء أكان للإيجار أو السكن».
المطور الذكي
من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة «عزيزي» للتطوير العقاري، فرهاد عزيزي، إن «المطور الذكي هو من يستهدف المناطق الجديدة، لارتفاع عوائدها الاستثمارية، إذ إن الأسعار ستتضاعف مع اكتمال البنية التحتية لهذه الأماكن، وبدء السكن فيها»، مشيراً إلى أن «هناك توجهاً بالفعل من قبل المستثمرين، إلى المناطق الجديدة القريبة من الأماكن الترفيهية، التي ستشكل تكتلات أو مراكز ثقل سكاني جديدة في دبي مستقبلاً». وأضاف أن «القطاع العقاري يشهد نمواً كبيراً في الطلب، خلال الفترة الحالية، وبالتالي لاتزال هناك العديد من الفرص لدخول مشروعات جديدة إلى السوق خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في قطاع الإسكان المتوسط، الذي أثبتت التجارب الأخيرة أنه يعد حالياً من النوعيات الأكثر طلباً في الأسواق، لملاءمته متطلبات شرائح كبيرة من فئات المجتمع».
المصدر: الإمارات اليوم