«عقاقير الإنترنت» تهدد المجتمع

منوعات

انتشر في الآونة الأخيرة شراء الأدوية ومستحضرات التجميل عبر الإنترنت، ما دفع وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى التصدي لها بإصدار 15 تعميماً منذ بداية العام الجاري ولغاية الآن، حذرت فيه أفراد المجتمع من الانسياق وراء ظاهرة الترويج الإلكتروني للمنتجات الطبية المختلفة وحبوب الحمية، لأنها في الغالب مجهولة المصدر والمكونات، وتعرض سلامة المستهلك للخطر، وتؤدي مضاعفاتها في بعض الأحيان إلى الوفاة، كما أن نسبة كبيرة من هذه الأدوية مغشوشة بمواد أخرى سامة ممنوعة دولياً أو ذات جرعات عالية.

وفي الوقت الذي لا تمتلك فيه وزارة الصحة ووقاية المجتمع أرقاماً عن حجم الأدوية المزيفة التي يتم تداولها محلياً، أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر أخيراً أن 98% من الأدوية المتداولة عبر الإنترنت عالمياً هي أدوية مزيفة ومغشوشة، وأن حجم تجارة الأدوية المزيفة يقدر بـ100 مليار دولار سنوياً.

تنامي الظاهرة

وقال الدكتور أمين حسين الأميري وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص رئيس اللجنة العليا لليقظة الدوائية بالدولة إن الوزارة تصدر بين الفينة والأخرى تحذيراً لمكملات طبية يدعي المروجون لها قدرتها الفائقة على أعطاء نتائج إيجابية للأغراض التي استخدمت لها خلال أيام خاصة بعدما بدأت الظاهرة تتنامى في دول العالم بشكل كبير وبالأخص الترويج عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن قنوات التواصل مفتوحة لمحاصرة هذا الخطر بين اللجنة العليا لليقظة الدوائية في الوزارة وكل من منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء والأغذية الأميركية والهيئة الأوروبية للدواء وهيئة الأدوية الأسترالية والانتربول والأمم المتحدة ومنظمة الجمارك العالمية ومركز الأمن الدوائي العالمي والتزييف.

خسائر اقتصادية

وأوضح الأميري أن الأدوية التي يتم الترويج لها عبر الإنترنت تشمل أدوية الأمراض المزمنة والقلب والسكري وارتفاع ضغط الدم إلى جانب أدوية علاج الضعف الجنسي والحمية، ولذلك أصدرت الوزارة أكثر من 15 تعميماً للتحذير من الأدوية والمستحضرات الطبية المغشوشة التي تتسبب في وفاة المئات من الضحايا سنوياً فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التي تقدر بمليارات الدولارات في العالم. وبين أن الوزارة تراقب أيضاً المواقع الإلكترونية التي تسوّق لبعض الأنواع من الأدوية، مؤكداً أن دولة الإمارات أصبحت في طليعة دول العالم في مكافحة الغش الدوائي.

أنظمة رصد

وأفاد الأميري أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع ابتكرت أنظمة رصد ومتابعة مستمرة للسوق الدوائي داخل الدولة ومتابعة التحذيرات الصادرة عن الجهات الدولية في هذا المجال والتي يتم رصدها عن طريق اللجنة الوطنية العليا لليقظة الدوائية برئاسة وزارة الصحة والمتمثلة بها جميع الهيئات والجهات الصحية ذات الاختصاص على مستوى الدولة، لافتاً إلى أن الوزارة ترتبط بشكل مباشر بمركز الرصد الدوائي التابع لمنظمة الصحة العالمية.

وناشد الدكتور أمين الأميري الجمهور، وخاصة فئة المراهقين إلى عدم الانسياق وراء الإعلانات المضللة في المواقع الإلكترونية والتي تروّج هذه المنتجات المجهولة وغير المسجلة في الوزارة أو في السلطات الصحية في دولها.

خطورة

أكد الدكتور أمين الأميري أن الأدوية ومستحضرات التجميل التي يروّج لها عبر الإنترنت تشكل خطورة بالغة على صحة المستهلك نظراً لعدم معرفة محتواها، كما أن نسبة كبيرة من هذه الأدوية مغشوشة بمواد أخرى سامة ممنوعة دولياً أو ذات جرعات عالية. ولفت إلى أنه وعلى سبيل المثال هناك منتجات تحتوي مواد دوائية بجرعات غير مصرح بها.

المصدر: صحيفة البيان