أدان علماء الأزهر تصريحات القيادي الإخواني عصام العريان المسيئة لدولة الإمارات، مؤكدين أن هذه التصريحات تحمل العديد من الأكاذيب والأباطيل والاتهامات المغرضة لدولة شقيقة يكن لها جميع المصريين الاحترام والتقدير لمواقفها المشرفة والمساندة لمصر في كل أزمة ومحنة تتعرض لها. ووصف العلماء تصريحات العريان بالمضللة والمنفلتة التي تمثله هو وجماعته ولا تمثل مصر والمصريين، مؤكدين أن هذه التصريحات تؤكد أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين يعملون فقط من أجل صالح الجماعة وليس من أجل صالح مصر، متسائلين: هل من المعقول أن تخسر مصر صداقة دولة شقيقة بحجم الإمارات في وقت هي في أمس الحاجة لمساعدة ومساندة جميع الدول العربية؟!
وشددوا على أن العلاقة الحميمة والترابط بين مصر والإمارات سيظل قائما إلى الأبد، ولن يعكر صفو وعمق هذه العلاقة أي تصريحات غير مسؤولة تصدر عن أي شخص.
لا لمحاولات الوقيعة
أعرب د. أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء عن رفضه القاطع لتصريحات عصام العريان المسيئة لدولة الإمارات، مؤكداً أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن توتر العلاقات بين الأشقاء في مصر والإمارات، وهو أمر ليس في صالح القضايا العربية والإسلامية، والتي تحتاج من الدول العربية جميعا التوحد والترابط لمواجهتها، مشدداً على ضرورة تحسين العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر والإمارات ودفعها إلى الأمام، والقضاء على كل محاولات الوقيعة بين البلدين الشقيقين، وأن يكون هناك تشاور وزيادة تعاون بينهما لإزالة أي سوء تفاهم بين الشقيقتين.
وقال إن مصر الآن في أشد الحاجة لعلاقات قوية مع جميع الأشقاء العرب ومن بينهم الأشقاء في دولة الإمارات، داعياً في الوقت نفسه إلى تكاتف وتعاون المصريين والإماراتيين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، مشيرا إلى أن المصريين جميعا يعتزون كثيراً بعلاقة الإخاء والصداقة التي تجمع بين الشعبين المصري والإماراتي، والتي يجب أن تنعكس على العلاقة بين المسؤولين في الدولتين، مؤكداً أن لدولة الإمارات الشقيقة مكانة كبيرة في قلوب ونفوس أهل مصر باختلاف أفكارهم وتوجهاتهم نظراً لمواقفها المشرفة والمساندة لمصر.
وشدد د. أحمد عمر هاشم على ضرورة أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من التفاهم والتعاون السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بين القاهرة وأبوظبي لتعود العلاقة بين البلدين قوية ومتينة وصلبة كما كانت في السابق، مشيراً إلى أن العلاقة بين الإمارات ومصر على مدار التاريخ كانت متميزة وعميقة، ومن ثم فإن هناك حاجة ماسة لبناء علاقة جديدة بين القاهرة وأبوظبي تراعي المصلحة القومية دون النظر إلى المصالح الشخصية الضيقة، حتى تتطور العلاقة بين الدولتين سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
اتهامات مغرضة لدولة شقيقة
استنكر الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية تصريحات عصام العريان المسيئة لدولة الإمارات، مؤكداً أن هذه التصريحات تحمل جملة من الأكاذيب والأباطيل والاتهامات المغرضة لدولة شقيقة، ولا يصح أن تخرج من على لسان سياسي من المفترض أن يكون مخضرماً، فضلا عن أنه يمثل الحزب الحاكم في مصر. وشدد الشيخ عاشور على ضرورة أن يعتذر عصام العريان عن هذه التصريحات المشينة في حق دولة الإمارات الشقيقة، والتي كثيراً ما قدمت يد العون والمساندة والدعم لمصر على مدى العقود الماضية، مشيراً إلى أن المصريين دائماً وأبداً يجدون المواقف المساندة والداعمة والمؤيدة لمصر من قبل الإمارات مع كل أزمة أو محنة تتعرض لها مصر، وبالتالي كان يجب على القيادي الإخواني قبل أن يتفوه بمثل هذا “الكلام الفارغ” أن يتذكر مواقف الإمارات الطيبة تجاه مصر، حتى يراجع نفسه. وقال وكيل الأزهر إن ما بين مصر والإمارات علاقة حب وأخوة وارتباط أزلي، ويكفي أن اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” يتردد في كل أرجاء مصر، ويذكره المصريون بكل خير، وفي السابق كانت مصر والإمارات “يدا واحدة “ في كل المواقف والأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة العربية، ومن ثم ارتبطت مصر بدولة الإمارات بروابط قوية منذ عقود طويلة، ولهذا أعتقد أن العلاقة الحميمة والترابط بين مصر والإمارات سيظل قائما إلى الأبد، ولن يعكر صفو وعمق هذه العلاقة أي تصريحات غير مسؤولة تصدر عن أي شخص، ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن يدرك المسؤولون في مصر أنه ليس في مصلحة مصر أن تخسر صداقة دولة شقيقة بحجم الإمارات، لاسيما وأن مصر في هذه الفترة الحرجة التي تعيشها حاليا في أمس الحاجة لعلاقة الترابط والأخوة بينها وبين كل الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها دولة الإمارات الشقيقة.
وتابع: ليس معنى أن الإمارات قامت بالقبض على مجموعة من المصريين من المقيمين على أراضيها رأت أنهم خارجون عن القانون المنظم لشؤونها الداخلية أنها أصبحت “عدوة” لمصر كما يحاول البعض أن يروج، فهذا الأمر يمكن أن يحل بالطرق الدبلوماسية والسياسية وعلى مائدة الحوار والتفاوض والنقاش، وليس بالهجوم والتصريحات المسيئة، فهذا الأمر لا علاقة للسياسة به، فالسياسي يجب أن يكون حكيما، ويعرف جيدا أبعاد كل كلمة يتفوه بها، ويعرف أنه لا يمثل نفسه، وإنما يمثل مصر والمصريين، لاسيما إذا كان ينتمي إلى الحزب الحاكم.
تصريحات مضللة ومنفلتة
وصف د. أحمد محمود كريمه أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر تصريحات عصام عريان ضد الإمارات بـ “المضللة والكاذبة”، مؤكداً أن هذه التصريحات تكشف مدى الجهل بقواعد السياسة السليمة التي تعمل على تحقيق الصالح العام، مشيراً إلى أن قيادات جماعة الإخوان المسلمين يعملون فقط من أجل صالح الجماعة وليس من أجل صالح مصر، فهل من المعقول أن تخسر مصر صداقة دولة شقيقة بحجم الإمارات في وقت هي في أمس الحاجة لمساعدة ومساندة جميع الدول العربية بما فيها دولة الامارات الشقيقة ؟! وقال د. كريمه: الإمارات دولة عزيزة وقريبة من قلوب المصريين جميعاً، ولا أحد من المصريين يستطيع أن ينسى مواقف مؤسسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله” المساندة والداعمة لمصر في أحلك المواقف، وكيف ننسى هذه المواقف ونحن نجد بصمات الإمارات واضحة في كل أنحاء مصر عبر مشاريعها العملاقة التي تخدم ملايين المصريين، وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة، وهل يعقل بعد كل هذا الدعم الذي قدمته الإمارات لمصر على مدى الأعوام الماضية أن يخرج سياسي من المفترض أنه يمثل الحزب الحاكم في مصر الآن ليروج ضد الإمارات أباطيل وأكاذيب. وتابع د. كريمه: ما تفوه به العريان من عبارات منفلتة ومسيئة لدولة الإمارات تعود إلى شخصه هو، ولا تمثل إلا جماعته، وليس بغريب أن تصدر من هذا الرجل مثل هذه التصريحات، فقد سبق له أن تطاول على الأزهر الشريف في مجلس الشورى عدة مرات عندما أراد الإخوان المسلمون تمرير قانون “الصكوك الإسلامية” الذي اعترض عليه الأزهر، فضلا عن هجومه غير المبرر على شيخ الأزهر.
علاقات الأخوة
أكد د. نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتطاول أي إنسان، مهما كان موقعه، على دولة شقيقة، مشدداً على ضرورة أن يعمل المسؤولون والسياسيون في مصر من أجل تقوية علاقات الأخوة والصداقة بين مصر والإمارات، وأن تتم ترجمة هذا الأمر إلى مشاريع تعاون على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي ومختلف مناحي الحياة المعاصرة في ظل وجود العديد من القواسم المشتركة بين الدولتين. وأضاف: ينبغي أن يدرك السياسيون أن الإسلام الحنيف دين ترابط وتوحد، ويحث المسلم على الترابط والاعتصام مع أخيه المسلم حتى يستطيعا معاً أن ينهضا بالأمة الإسلامية، فلا بناء ولا نهضة بدون ترابط وتوحد بين المسلمين والعرب في مختلف الدول العربية والإسلامية، ولهذا شدد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمية الترابط في حياة الأمة الإسلامية والبعد عن التنازع. وتابع: كما ينبغي أن يدرك كل مسؤول وكل سياسي أنه معني بجمع الكلمة، ووحدة الصف، ولابد للقائمين على شؤون الدولة في مصر أن يعلموا أن التنازع والاختلاف وفساد ذات البين يضعف الأقوياء، ويهلك علاقة الأخوة مع الدول العربية الأخرى، بينما التعاضد والاتحاد وإصلاح ذات البين يصنع النصر والقوة والتمكين، وإذا كان وقوع الخلاف أمرا لابد منه، ولا مفر من تباين الآراء، ولكن الذي لا يجوز هو العداء الذي يقع بين المتخالفين.
المصدر: صحيفة الاتحاد