رفع علم فلسطين على مبنى الامم المتحدة في نيويورك هو حلم الفلسطينيين والعرب على حد سواء، وهو حلم يبدو انه سيتحقق خلال شهر سبتمبر القادم، ليصبح حدثا تاريخيا تتمكن من خلاله دولة مراقبة من رفع علمها الى جانب اعلام الدول الكاملة العضوية في هذه المنظمة الدولية.
اعلام الدول يعود تأريخ استخدامها الى العام 350 قبل الميلاد وتطورت شكلا ومضمونا لكي يصبح العلم رمزا وطنيا يحظى بدلالات عسكرية وسيادية للدولة وشعبها. الامم المتحدة وحتى يومنا هذا تسمح فقط برفع اعلام الدول الكاملة العضوية، ولاوجود لعلم دولة فلسطين المراقبة بين الاعلام، الا ان هذا كله على وشك ان يتغير.
يطلب مشروع القرار هذا الذي حصلنا على نسخة منه، خطته فلسطين وتبنته دول الجامعة العربية من الدول الاعضاء في الجمعية العامة الموافقة على رفع اعلام الدولتين المراقبتين، الفاتيكان وفلسطين، الى جانب اعلام الدول الكاملة العضوية، ويمنح المنظمة الدولية 15 يوما للقيام بذلك من تأريخ صدوره.
فلسطين قادت وفدا رفيعا يضم الجامعة العربية، والكويت رئيسة لمنظمة التعاون الاسلامي، وايران كرئيسة لمجموعة دول عدم الانحياز، والسنغال كرئيسة للمجموعة الافريقية وللجنة فلسطين في الامم المتحدة، وذلك للقاء رئاسة الجمعية العامة لتحديد تاريخ التصويت على مشروع القرار هذا في النصف الاول من شهر سبتمبر القادم. السودان بصفتها رئيسة للمجموعة العربية هذا الشهر، هي التي ستقدم مشروع القرار الذي تبناه ثلثا عدد الدول الاعضاء في الامم المتحدة، وما يحتاجونه لاصداره هو الاغلبية البسيطة فقط. ولذا اصبح صدور القرار في حكم المحتم، مالم تفرض ضغوط دولية هائلة تقنع العرب بسحبه.
مشروعُ القرار إن صدر فسيصبح سابقة تاريخية أخرى في سجل فلسطين داخل هذه المنظمة الدولية، وسيحظى الرئيس محمود عباس أثناء حضوره الدورة السبعين للجمعية العامة الشهر القادم، بشرف رفع العلم، كخطوة وان كانت رمزية، إلا أنها خطوة في الاتجاه السليم لإنهاء الاحتلال.
المصدر: نيويورك- طلال الحاج -العربية نت