علوان: فكرت في إحراق روايتي الأولى

منوعات

محمد حنفي

افتتح الملتقى الثقافي فعاليات الموسم الجديد بأمسية استضاف فيها الروائي السعودي محمد حسن علوان، الذي قدم شهادة على بداياته مع الرواية، كما تطرق علوان خلال الامسية التي قدمتها الكاتبة منى الشمري، للمشهد الروائي السعودي، والرقابة والرواية النسائية المثيرة للجدل في المملكة.

في بداية الامسية ألقى مدير «الملتقى الثقافي»، طالب الرفاعي، كلمة اكد فيها أن نشاط الملتقى لم يتوقف خلال العطلة الصيفية، وأن الملتقى أصدر بالتعاون مع مجلة بانيبال، وللمرة الأولى في الكويت، كتابا باللغة الانكليزية، ضم أعمال 18 مبدعا كويتيا، وقال الرفاعي ان الإصدار تم دعمه ماديا من خلال مجموعة من الداعمين للملتقى.

وقالت الكاتبة منى الشمري، في تقديمها للروائي علوان، إنه يعتبر من أهم الأسماء الروائية الشابة في السنوات الأخيرة في منطقة الخليج، وقالت الشمري ان علوان، الذي بدأ من خلال الشعر، بحث عن فضاء أرحب، وهو ما وجده في عالم الرواية حتى وصلت روايته الأخيرة القندس الى قائمة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، وهي الرواية التي لاقت اهتماما لافتا في الآونة الأخيرة.

شهادة متأخرة

وبدأ الروائي علوان حديثه قائلا انه سيتحدث عن شهادة متأخرة كاملة تتعلق بعمله الروائي الأول «سقف الكفاية»، واشار علوان الى انه منذ 10 سنوات ذهب إلى ندوة بالشارقة، وكان من المفترض أن يدلي بهذه الشهادة، ولكنه لم يفعل، وأخرج مقالا نقديا عن الرواية وقرأه على الجمهور.

وأشار علوان إلى أنه بدأ عام 2000 بكتابة الشعر، لكنه اكتشف أن القصيدة لا تتسع لما في صدره، فقرر الاتجاه إلى كتابة الرواية.

ضغوط التجربة الأولى

وواصل علوان شهادته بالحديث عن مكانة الرواية في المجتمع السعودي يومئذ، حيث لم يكن على الساحة سوى أربعة او خمسة أسماء من الروائيين، وهو المشهد الذي سيتحول بعد 10 سنوات، لتصبح الرواية الأكثر مبيعا في معارض الكتب بالمملكة، على حد قوله.

وسرد علوان المتاعب التي جلبتها له روايته الأولى، حيث بدا كما لو كان قد دخل في معركة مع المجتمع، تعرض للكثير من الضغوط الاجتماعية التي جعلته يفكر في الاتصال بالناشر، ليطلب منه سحب الرواية، بل فكر في حرق نسخها ليتخلص من هذه الضغوط، لولا ما كتبه عن الرواية بعض الاسماء التي يثق فيه أمثال: مثل عبد الله الغذامي ومعجب الزهراني والراحل غازي القصيبي.

قال علوان ان هذه الكتابات عن روايته الأولى كانت بمنزلة معالج نفسي على حد تعبيره، فتراجع عن الفكرة التي كادت تقتل تجربته الأولى في طريق الرواية، بعدها كتب رواياته الثلاث الأخرى: صوفيا، طوق الطهارة، والقندس.

كلنا قنادس

في المداخلات، التي أعقبت شهادة علوان، قال الروائي اسماعيل فهد اسماعيل انه من خلال قراءته لأعمال علوان، وجد فيها صورة شعرية تطغى على المشهد الروائي لديه، ولكنه توقف كثيرا عند رواية «القندس»، التي وجدها شبيهة بمدرسة الشيئية، وتساءل اسماعيل: لماذا دارت روايتك حول القندس وهي حيوان يحمل صفة تدميرية؟ فرد علوان:

لأنني وجدت تشابها غريبا بين سلوك القندس والإنسان، القندس يقطع غابة كاملة من أجل أن يبني سدا ويغير مجرى النهر، انه يدمر البيئة بكل ما يحمله داخله من تدمير وقلق، وكذلك نفعل نحن بنو البشر فكلنا قنادس.

من جانبها، قالت الكاتب هدى الشوا انها وجدت شبح البير كامو في رواية الغريب، يسيطر على رواية «القندس»، من خلال ضمير المتكلم، وشعور البطل بالغربة والبرودة التي تعتري النفس السردية، فرد علوان بأنه قرأ الغريب وقرأ رواية «موسم الهجرة للشمال» للطيب صالح الشبيهة بها، وقال ان شخصية البطل في الغريب مركزية، ومن الممكن إيجادها في عشرات الروايات.

الرقابة والرقيب

بينما قالت الأديبة ليلى العثمان إن أكثر ما اسعدها، وهي تقرأ روايات علوان، أنها تتمتع بتوازن كبير بين اللغة الجميلة والسرد، سألته العثمان: هل منعت الرقابة في السعودية أعمالك؟ فأجاب علوان بأنه عندما صدرت الرواية قدم له الرقيب أرقام 4 صفحات، وقال انه غير مسموح بإجازة رواية تتحدث عن الخيانة الزوجية في السعودية، واشار علوان الى ان الكتب في السعودية تحتاج لفسح من الرقابة، وأن بعض كتبه لم تمنع، لكنها لا تباع في السعودية أيضا.

وسألته العثمان مرة أخرى عن رأيه في ظاهرة الروايات النسائية الجريئة في السعودية في السنوات الأخيرة؟ فرد علوان: يزعجني أن يمتعض البعض من بعض الكتابات النسائية بحجة أنها رديئة، عندما تكتب فتاة 300 صفحة بغض النظر عن الجودة فهذا إنجاز. الكتابة حق إنساني ونحن بحاجة إلى نشر ثقافة فعل الكتابة.

وبعد أن أشادت الكاتبة باسمة العنزي بتلك العذوبة المنتشرة في رواياته، سألته في أي طقوس تكتب أعمالك؟ ورد علوان بأنه ليس له طقوس معينة في الكتابة.

 المصدر: القبس الكويتية