بتواضع جم، لايزال علي آل سلوم، مبدع برنامج «دروب»، يؤكد في كل حوار أنه ليس إعلامياً، وأن هناك من هو أقدر منه على تقديم البرامج الجماهيرية، وهو إلحاح دعا رفيق دربه، ومقدم البرنامج الناجح «لحظة»، الإعلامي ياسر حارب، إلى أن يوجه إليه سؤالاً، مفاده ماذا تريد أكثر من ذلك؟
سر غياب الجوائز
كشف مبدع برنامج «دروب»، علي آل سلوم، عن سبب غياب الجوائز عن البرنامج، طيلة أجزائه السابقة، على الرغم من الصدى الإيجابي الذي أحيط بعرضه، سواء في الأجزاء الأولى على شاشة تلفزيون ابوظبي، أو مؤخراً على شاشة تلفزيون دبي. وقال «العمل قائم على جهود إنتاجية فردية، فأنا أحمل الكاميرا وأقوم بالتصوير ومن ثم المونتاج وخلافه، دون أن يكون لدي تأكيد حقيقي بأن أمامي فرصة مؤكدة لتسويقه، لذلك فإن القنوات الفضائية لا تقوم بتقديمه في المسابقات الإعلامية المختلفة، وتفضل أن تقدم أعمالاً من إنتاجها».
جواب في «تانا»
قال علي آل سلوم إن ثمة سؤالاً مرتبطاً بمؤسسة وطنية، هي «مصدر»، وطبيعة وأهمية نشاطها، كان يلح عليه دائماً، دون أن يعتقد بأن الجواب سيأتي إليه من امرأة غريبة، حينما يسافر إلى تلك الجزيرة الصغيرة «تانا».
وتابع «حينما علمت بأن تلك السيدة، التي تعرفت إليها بالمصادفة، تُخمن للوهلة الأولى بأنني إماراتي، وتقص لي تفاصيل بحثية عرفتها حينما سافرت إلى أبوظبي، منبهرة بإمكانات (مصدر)، وصلني جواب تساؤلي».
سؤال حارب الذي نقله لـ«الإمارات اليوم» آل سلوم، جاء بعد أن حظي الأخير باحتفاء ملحوظ، تم تناقله على نطاق واسع عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ورصدته كاميرا أخبار الإمارات، بتلفزيون دبي، من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبرفقته سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، خلال اللقاء الإعلامي الذي تشرَّف باستقبال سموهما في رمضان.
ويتابع آل سلوم «إجابتي لصديقي حارب كانت بالطبع بالنفي القاطع: بكل تأكيد لا أريد، ولا يوجد بالأساس تقدير أسمى من ذلك، فلقد تحولت تلك الدقائق بالنسبة لي إلى مساحة زمنية شحنتني بالسعادة والطاقة الإيجابية، وآمال لا تحدها حدود».
وأضاف «هذه المساحة الزمنية هي في الحقيقة بمثابة أكسجين الإبداع الذي سيأخذ كامل أسرة (دروب) إلى جزئه الخامس، متناسين ومتخطين كل العقبات الإنتاجية والفنية التي اعترضتنا، في سابقه، فجماليات احتضان البرنامج هي كل شيء بالنسبة لي هذا العام».
وكشف آل سلوم عن أن المعلومات التي تلقاها بناء على إحصاءات مصادر المُشاهَدة المعتمدة، تؤكد مؤشراتها أن الجمهور الأكبر لـ«دروب» في رمضان الماضي كان الجمهور الجزائري، تلاه العراقي، خصوصاً من «كردستان العراق»، ثم المملكة العربية السعودية، فمصر، فسلطنة عمان.
وأضاف «إذا أضفنا حقيقة أن شريحة الجمهور التي جاءت في المرتبة الأولى من حيث نسب المتابعة كانت في العام الماضي الجمهور الليبي، وليس الإماراتي، فهذا يعني أن البرنامج تمكن من الوصول إلى المشاهد العربي، بمفهومه الواسع، ولم يكن حضوره محلياً فقط، وهذا يحسب لإعلامنا الوطني».
وبرر آل سلوم ذلك بأن البرنامج «لم يكن ذا محتوى محلي، على الرغم من الهوية الإماراتية البارزة له»، مضيفاً «الرسالة التي أقرأها من هذه المؤشرات هي أن الإعلام الإماراتي قادر على الذهاب عربياً أبعد مما يتوقع البعض».
وحول أبرز عقبات «دروب»، قال آل سلوم «البرنامج هذا العام نتاج جهد طال ثمانية أشهر متتالية، لكن هذا ليس كل شيء، فالإنتاج يتم من خلال مبادرة فردية بالأساس، لأن البرنامج إنتاج ذاتي، ولا يستند إلى مظلة مؤسساتية».
وتابع «يبدأ الأمر بأن يقوم شخص، وربما مجموعة أشخاص، بحمل كاميرا للتصوير في مكان بعينه، مختلف عنا في الثقافة، وربما ليس من أولوياته ما يشغل أسرة البرنامج، لذلك فغالباً ما تكون هناك الكثير من العقبات اللوجستية، وغيرها من الأمور المرتبطة بالموافقات، التي من المؤكد لا تعترض من يعمل في إطار مؤسسة إعلامية تدعمها تسهيلات بروتوكولية».
وأشار آل سلوم إلى أن هاجسه في تقديم البرنامج يبقى بالأساس تعضيد مساحات التعايش والتآلف بين الشعوب، مضيفاً «اتساقي مع ذاتي في تقديم البرنامج، يبدأ باتساقي مع نسقي القيمي، شأن أي مواطن إماراتي، وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، التي يبقى التسامح جزءاً أصيلاً من نسجيها وتكوينها».
ولم تأت رحلات آل سلوم في «دروب 4» تقليدية سياحية لتستعرض أبرز معالم البلد محور الحلقة فقط، بل جاءت إنسانية فكرية في المقام الأول، عبر جسور من العلاقات الودودة التي يصل إليها من خلال قدرته الذاتية على كسب ثقة الآخر، وتواضعه، وسعة اطلاعه من خلال الإعداد الجيد للبلد محور الزيارة، وهو الإعداد الذي يقوم به في كل حلقة الإعلامي الدكتور عبدالله الشويخ.
ومن بين البلدان والأماكن التي قصدها آل سلوم في هذا الموسم، ربما أماكن بعيدة أو حتى مجهولة بالنسبة للكثير من المشاهدين، مثل جزيرة «تانا»، التي نقل منها رغم ذلك الكثير من المواقف والحكايات المؤثرة، وبعض الوجهات غير السياحية مثل فنزويلا، وكوبا، دون أن تفوته عواصم شهيرة، ومدن عريقة، مثل الأقصر المصرية، وغيرها.
المصدر: الإمارات اليوم