كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
بعيدا عن أسباب اختيارأعضاء لجنة تحكيم برنامج المواهب العربية Arabs got talent الذي يبث على mbc4 ومع تقديرنا لكل منهم في مجاله، إلا أن ورطتهم أول من أمس وهم يعدّون حروف الكلمات ويسقطون الهمزة منها ينمّ عن ضعف في اللغة العربية، ويؤكد أن على القائمين على القناة عمل دورة معلومات للجنة التحكيم في أبجديات اللغة العربية، كي يحكموا بين المتسابقين وهم على دراية إن تطلب الأمر بمعلومة لغوية.
أحد المشتركين أول من أمس هوايته عد حروف الكلمات بسرعة هائلة، أسمعوه جملة، فأجابهم بأن حروفها 108، حسبوها فاكتشف علي جابر أنها 110.. فذكّره القصبي بأنهم يعتبرون حروف العربية 28 حرفا، فيما هي 29 بوجود الهمزة.. وهي وجهة نظر بعض اللغويين أيضا. شكك المتسابق بدقة عدّ جابر.. وباستسلام، أكد الأخير على التشكيك مبينا أنه عدّ همزتين بالخطأ معتبرا إياهما حرفين! فيما نجوى تنظر محتارة.
ولكم أن تتخيلوا بحسب طريقة المحكّمين ناصر القصبي ونجوى كرم وعلي جابر في عدّ الحروف أن كلمة (بائس) تتكون من ثلاثة حروف فقط وليست أربعة، ولكم أن تتخيلوا أيضا أن لجنة التحكيم بإلغائها الهمزة من العدّ ألغت دراسات اللغويين حول الهمزة المتطرفة وأختها المتوسطة التي لم يحسم شكل كتابتها بعد خاصة في حال مجيئها على (واو).. وألغت أيضا دراسات من يقولون إنها حرف يركب فوق حرف آخر، فألغوها وألغوا حرف الألف الراكبة عليه أيضا.
ليست المشكلة في معرفتهم كل ذلك، بل في نقطة بسيطة جدا، تتمثل في السؤال البسيط التالي: هل الفعل (سأل) يتكون من ثلاثة حروف أو حرفين؟
مشترك آخر أجرى تجارب كيميائية ممتعة وأطلق الدخان والرغوة.. لكن ليته تحدث بالعامية لأنه لا يعرف من حركات أواخر الكلمات باللغة الفصحى سوى الضمة.. فضم المرفوع، وضم معه المنصوب والمجرور، ولم ينبهه أحد من اللجنة.. ربما لأنهم لا يعرفون.
سؤال أخير: ماذا لو اشترك أحدهم بالشعر وألقى قصيدة عمودية؟ فهل يعرف المحكمون شيئا من علم العروض.. وكيف سيحكّمون؟.. لن أضيف أكثر، فلغتنا واسعة، ومن يسقط الهمزة وهو يعد حروفها، سيكون عاجزا عن التمكن منها.
الوطن أون لاين (2012-04-15)