فقد محمد حبيب عمله في قطاع البناء منذ حوالي شهر، بسبب منع سلطات الاحتلال توريد الأسمنت إلى قطاع غزة. ويبتسم حبيب (49 عاماً) بكثير من السخرية بسؤاله عن «عيد العمال»، ويقول: نحن عمال غزة في عيد دائم منذ سنوات طويلة، وأيام العمل «تعد على أصابع اليد».
وقالت «هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار» إن وقف «إسرائيل» توريد الأسمنت، وقرار الأمم المتحدة تعليق مشاريع الإعمار في غزة، تسبب في فقدان أكثر من 40 ألف عامل لمصادر رزقهم.
قال حبيب، الذي يعيل أسرة من سبعة أفراد، إنه يعاني في توفير مستلزمات الحياة الأساسية منذ أن فقد عمله في البناء.
وتقول مؤسسات دولية ومحلية، إن نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، يعتمدون في معيشتهم على المساعدات في ظل وصول الفقر والبطالة إلى معدلات قياسية.
وأعرب حبيب عن أمله في تراجع الاحتلال عن قرار منع الأسمنت قريباً، كي يتمكن آلاف العمال في غزة من العودة إلى أعمالهم.
يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين سامي العمصي، إن قطاع البناء والإنشاءات، يعمل به قرابة 70 ألف عامل، وبفعل الحصار ومنع الأسمنت بات متعطلاً بصورة شبه كاملة. وأكد أن الحصار «الإسرائيلي» على القطاع منذ عشر سنوات أثّر في جميع المجالات وأصابها بالشلل.
وأوضح العمصي أن «العام الماضي يعتبر الأسوأ في تاريخ الحركة العمالية بفلسطين»، مشيراً إلى أن منع الأسمنت أدى إلى توقف ما يقارب 70 مهنة، ما يعني أن هناك انتكاسة اقتصادية يعيشها القطاع.
وأكد المسؤول في الغرفة التجارية في غزة ماهر الطباع أن وقف توريد الأسمنت يعمق أزمات القطاع.
وتبلغ نسبة البطالة في أوساط الشباب في قطاع غزة حوالي 51 في المئة، في مقابل 18 في المئة في الضفة الغربية، بحسب الطباع.
من جهته حذر الاتحاد العام لنقابات العمال في قطاع غزة الأحد من مستويات معيشية كارثية يعانيها عمال القطاع بسبب الحصار المستمر. ونظم الاتحاد تظاهرة لمئات العمال أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة غزة بمناسبة اليوم العالمي للعمال. وقال عضو مجلس إدارة الاتحاد جمال جراد خلال التظاهرة إن عمال غزة يعانون مستويات معيشية كارثية في ظل سياسة تشديد الحصار وارتفاع معدلات البطالة بشكل قياسي في صفوفهم.
وحذر جراد من أن الوضع الحالي لعمال غزة ينذر بانفجار إنساني إن لم تتدارك المنظمات الدولية الأمر ،وتضغط على «إسرائيل» لرفع الحصار وفتح المجال أمام الأنشطة الاقتصادية المتعطلة.
المصدر: الخليج