كاتب سعودي
العالم في حالة فوضى ورعب بسبب كورونا.
وكل دولة تسارع في اتخاذ الإجراءات الاحترازية كوقاية من تفشي الفيروس، وأهم أنواع الاحتراز إبطال التجمعات، وقد اتخذت دولتنا العديد من القرارات التي تحد من الاختلاط إلا في الحدود الضيقة لكي تتمكن من فرز الحالات، ولنا في التاريخ الإسلامي قدوة فحين ضرب الطاعون مدينة عمواس وكان يتواجد بها الجيش الإسلامي بقيادة أبوعبيدة عامر بن الجراح، أمره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن لا يدخل أحد إلى عمواس وأن لا يخرج منها أحد – في هذا روايات مختلفة تذهب بعض الروايات أن عمر أراد الذهاب إلى عمواس فنصحه بعض المهاجرين بعدم الذهاب – حتى إذ استنكر البعض فعل عمر بن الخطاب بحجة أن قراره يعد هرباً من القدر، فكان رده:
نهرب من قدر الله إلى قضاء الله.
وفي هذا الرد قامت مدرستان في الفكر الإسلامي وهما: (القدرية والجبرية).
ونحن في هذه الشوطة العالمية (كورونا) يحق لولي الأمر اتخاذ القرار الذي يحمي البلاد والعباد، ليس هرباً من قدر الله، بل الارتهان لقضاء الله.
وبعيداً عن أي قضية فلسفية يؤخذ فيها ويرد.. علينا الالتفات للواقع الراهن.
فمع هذا الهلع العالمي من فيروس كورونا نجد أن وزارة التعليم والوزارات ذات العلاقة لم تشمر عن سواعدها بأي فعل يطمئننا على أبنائنا وعما يمكن أن تفعله الوزارة من عمليات احترازية.. فهناك دول أوقفت الدراسة خاصة في المراحل التعليمية الدنيا، وليس خافياً أن كثيراً من فصول المرحلة الابتدائية مكتظ بالأطفال إذ ينحشر 35 طالباً في فصل يضيق بكل شيء.
والأطفال في المراحل الابتدائية ليس لديهم أي دراية باتخاذ وسائل السلامة، ولا سمح الله فإن أي مصاب – ولو كان واحداً في جميع مدارس البلد- يمكن له أن ينقل الإصابة إلى العشرات.
المصدر: عكاظ