ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
بدأت قبل أيام تجربتي الثالثة في التدريس الأكاديمي، ورحتُ كالعادة أعرض على طلبتي مقطع فيديو مدّته بضع دقائق عن تجربة نجاح وقصة طموح، لأنني مؤمن بأن للتميز عراباً، وعرابه الطموح.
الخميس الماضي كان المقطع عن العم سعيد، فمن هو العم سعيد يا ترى؟
العم سعيد مصري من الجيزة في العقد السادس من عمره، فاته قطار التعليم فكانت مهنته سائق تاكسي، لكنَّه تعرض لحادث سببَّ له إعاقة أجبرته على ترك العمل والمكوث في البيت، وما يصاحبه من شعور بالفراغ المدمّر، ثمّ أتته الفرصة ـ وهو جالس أمام بيته ـ إذْ اقترب منه مجموعة من الشباب يمثلون فريق صناع الحياة وعرضوا عليه فكرة «التعليم»، فقال لهم: « لِمَ لا؟ على بركة الله».
تعرض «عمو سعيد» للسخرية، لكنها لم تثبّط همته، فقد عاهد نفسه أن يلغي كلمة «مستحيل» من قاموس حياته. يقول عمو سعيد: بعد تعلمي القراءة والكتابة اكتشفت أنني كنتُ أتعبّدُ الله بشكل خاطئ! ولولا «التعلم» لَمَا دخلتُ جامعة القاهرة لأول مرة في حياتي، وَلَمَا تهيّأتْ لي الأسباب لإلقاء محاضرة على طلبة السنة الثالثة ـ آداب.
لو كان لدى كل مؤسسة موظف كبير في السن يمتلكُ طموحاً وعقلية متفتحة، مثل عمو سعيد لكان البدء في مشاريع التغيير سهلاً، ولكن فئة كبار السن صعبةُ المراس ومقاومةٌ للتغيير غالباً! جامعة هارفارد اقترحت ثلاثة أساليب للتعامل مع هذه الفئة، وهي:
أوّلاً ـ تسهيل التقاعد، لِمَنْ لا يستطيع مواكبةَ التغيير، أمّا الموهوبون منهم فلا مانع من الدوام الجزئي.
ثانياً ـ الاستفادة من هذه الفئة، فَمَنْ كان عمله ميدانياً في الماضي يَصْلُحُ «مدرباً» لنقل خبراته للموظفين الجدد.
ثالثاً ـ التغيير من بيئة العمل يجعلهم يؤدون مهامهم بشكل أفضل، مثلا: توفير شاشات كمبيوتر أكبر، كراسي مريحة وغيرها.
غازي القصيبي – رحمه الله – كتب في «حياة في الإدارة»: محاولة تطبيق أفكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون أفكاراً قديمة، هي مضيعة للجهد والوقت!
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-09-25-1.712718