سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

عن «جمال» أكتب!

آراء

قبل الكتابة عن (جمال) لابد من كلمة شكر إلى مجموعة جميرا على تفاعلها المباشر مع مقال «دو خمس نجوم»، حيث تم التواصل معي لتوضيح الإشكال بأن الأمر كان مجرد تصرف فردي وليس من سياسة المجموعة، وفي مبادرة طيبة قاموا بإرسال منتجات المجموعة إلى صديقي (محمد).

وبالعودة إلى (جمال) صاحب الشخصية الاجتماعية المرحة، الذي عرفته في المرحلة الثانوية خلال دراستنا في مدرسة أحمد بن حنبل بالشارقة، فقد كان «رياضياً» عاشقاً لكرة القدم، إذْ لعب في الفريق الأول بنادي الشارقة منذ موسم 89 -90 لمدة ثلاثة مواسم، أذكر أنه كان متألقاً بشكل لافت. يقول (جمال): توظفتُ بعد حصولي على الثانوية في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وظللتُ أمارس هوايتي كلاعب في النادي، إلا أنني ـ في الحقيقة ـ كنت «غير مرتاح»، خصوصاً حينما رأيتُ زملائي شقوا طريقهم إلى الجامعة وشرعوا في التخرج الواحد تلو الآخر، وهكذا جاء القرار الصعب! قررتُ أن أتركَ عالم الرياضة والروتين اليومي لأسافرَ بعيداً ـ مبتَعثاً من الدولة ـ إلى أميركا، وهناكَ بدأتُ رحلة جديدة مع تخصص «علم الإنسان».

يدين جمال بنجاحه إلى هذه المرحلة العلمية من حياته؛ حيث صنعت منه إنساناً مختلفاً، إنساناً يحمل همّ التغيير، إنساناً لديه طموح ورؤية. قضى سنواته هناك يدرس ويعمل، عمل في المقاهي وواصل تعليمه حتى الدكتوراه إلا أنه ـ وللأسف ـ لم يكملها بسبب وفاة والده، رحمه الله.

عاد (جمال) من غربته الإيجابية مهووساً بهمّ التغيير، مؤمناً بأن الإنسان يستطيع أن يكون أداة تغيير في مجتمعه مهما كانت إمكاناته بسيطة، وراح يعمل في مجال اختصاصه، فأنشأ «دار كتاب للنشر» في 2010، بهدف إيجاد صناعة نشر حقيقية، وهو القائل: «لابدّ أن تكون الثقافة صناعة حتى تسترجع قيمتها الحقيقية». وأردفها بافتتاح «كتاب كافيه» في 2012، ليقدم الثقافة بشكل مبتكر، فلم تكن مجرد كافيه، بل كانت صالوناً ثقافياً أدبياً.

مع انطلاقة معرض الشارقة للكتاب يحتفل (جمال) بإصدار الكتاب رقم 100، ويداعبه شعور بالغبطة والارتياح؛ لأنه استطاع أن يُبْرِزَ 75 كاتباً إماراتياً إلى الساحة الثقافية بالدولة، لهذا هو يقول: «اليوم.. تستطيع أن تنشر وأنت في مدينتك!». (جمال) لديه أحلام ثقافية لا تنتهي لا نملك إلا أن نقول له: وفقك الله يا (جمال).

المصدر: الإمارات اليوم

http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-11-06-1.725303