توقعت مطارات دبي عودة الحركة عبر مطار دبي الدولي إلى وضعها الاعتيادي خلال 48 ساعة، بعد إقلاع جميع الرحلات التي تأثرت بتعلق الحركة في المطار أمس الأول، لنحو 5 ساعات في أعقاب حادث رحلة طيران الإمارات القادمة من الهند، وذلك بفضل الجهود الجبارة التي تبذلها جميع الجهات المعنية.

وكشف بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، عن إعادة تشغيل المدرج الثاني لمطار دبي الدولي الساعة الخامسة و45 مساء أمس بعد أن توقف عن العمل في أعقاب الحادث، وذلك بعد سحب الطائرة وإزالة آثار الحادث، ليعمل المطار بطاقته القصوى مرة أخرى.

وتعرضت رحلة طيران الإمارات رقم «ئي كيه 521» لحادثة ظهر أمس الأول، لدى هبوطها في مطار دبي الدولي، حيث تم إخلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم بسرعة وأمان بفضل يقظة وسرعة استجابة فرق العمل في طيران الإمارات ومطار دبي الدولي.

ولاقت احترافية التعامل مع حادثة رحلة طيران الإمارات إشادات دولية كبيرة تناولتها الصحف العالمية الصادرة أمس، حيث نوه العديد من المحللين والخبراء بالجهود التي بذلتها طيران الإمارات وفرق الطوارئ والإنقاذ في مطار دبي وجميع الجهات المعنية التي تكاتفت جهودها خلال الحادث للحيلولة دون وقوقع إصابات جسيمة أو وفيات بين الركاب وأفراد الطاقم.

كما نوهت شركات عالمية متخصصة في مجال إدارة الأزمات بالأداء المتميز لحكومة دبي وطيران الإمارات والتعامل بشفافية مطلقة مع الحادث فور وقوعه وتزويد الجميع بالبيانات المتاحة والرد على الاستفسارات وسواء عبر الهاتف أو أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وتحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال بث فيديو عبر اليوتيوب.

وقال غريفيث خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، أنه تم إلغاء 237 رحلة، 116 منها قادمة و121 مغادرة، حتى عصر أمس في أعقاب الحادث الذي تعرضت له رحلة طيران الامارات EK 521 أثناء هبوطها على أرض مدرج مطار دبي الدولي قادمة من مدينة تريفندرام الهندية، في حين تم تحويل 64 رحلة إلى مطارات مجاورة، ولن يتم تحويل المزيد من الرحلات بعد افتتاح المدرج الثاني.

وذكر أن 19 ألف مسافر تأثروا نتيجة تأخر وصول واقلاع الرحلات عبر المطار نتيجة للحادث، وان الجهات المعنية تعمل بأقصى طاقاتها لتسهيل سفرهم بأسرع وقت ممكن، فيما بلغ عدد المسافرين المتأثرين باضطراب الحركة على شبكة طيران الإمارات نحو 23 ألف مسافر، وفقاً لطيران الإمارات، التي قامت بإلغاء 27 رحلة أمس الأول، وكذلك إعادة جدولة العديد من الرحلات المتأخرة عبر الشبكة، وتحويل 23 رحلة إلى عدة مطارات هي: آل مكتوم الدولي، الشارقة، الفجيرة، العين، مسقط والبحرين.

وأوضحت مطارات دبي أن مطار دبي الدولي انه منذ استئناف الحركة في مطار دبي في الساعة السادسة ونصف من مساء أول أمس، كان المطار يعمل بمدرج واحد وبالتالي كانت الأولوية لتسيير الرحلات بالنسبة للطائرات ذات الجسم العريض لضمان تسهيل سفر أكبر عدد ممكن من المسافرين، إلى أن تم تجهيز وفتح المدرج الثاني خلال وقت قصير جدا.

وأكد تعاون جميع الجهات المعنية العاملة في مطار دبي الدولي وبذلها أقصى الجهود، من اجل ضمان راحة المسافرين، مشيراً الى انه تم توفير 250 متطوعا 100 منهم من موظفي مطارات دبي و 150 من خدمة هل يمكنني المساعدة، تطوعوا لمساعدة ودعم المسافرين والرد على استفساراتهم.

استقبال

واستقبل سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أفراد طاقم الرحلة، في حين أدخل فرد واحد منهم المستشفى نتيجة استنشاقه الأدخنة، وتم خروجه مساء أمس.

إلى ذلك، أفادت طيران الإمارات مغادرة 157 راكباً كانوا على متن رحلتها القادمة من الهند والتي تعرضت لحادث خلال هبوطها في مطار دبي الدولي ظهر أمس الأول بعد أن انتهت رحلتهم في دبي، في حين قرر 107 ركاب مواصلة سفرهم والبقاء في مبنى المطار، وتم توفير أماكن انتظار مريحة وتقديم المرطبات وإعادة الحجز لهم لمواصلة رحلاتهم.

وقالت الشركة أن هناك 13 راكباً اختاروا البقاء في دبي بضعة أيام قبل مواصلة سفرهم، حيث وفرت لهم طيران الإمارات الإقامة الفندقية، فيما تم نقل 5 ركاب إلى مستشفيات في دبي للعلاج من إصابات بسيطة، حيث تم تخصيص موظفين للعناية بهم ومتابعة متطلباتهم، مؤكدة مواصلة تقديم كل مساعدة ممكنة للركاب المتأثرين جراء هذا الحادث.

وقد صنف مسح عالمي شمل أداء 407 ناقلات جوية حول العالم «طيران الإمارات ضمن قائمة أكثر 20 شركة طيران «أماناً» في العالم.

ووفقاً لنتائج الرصد الذي أجراه موقع «ايرلاين رايتنج» جاءت طيران الإمارات في ضمن قائمة أكثر 20 شركة طيران أماناً في العالم، للعام الثاني على التوالي، وهي القائمة التي خلت من أي شركة أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بفضل السجل الحافل للناقلة الوطنية في إجراءات الأمن والسلامة وفقاً لأفضل المعايير الموضوعة من قبل الهيئات والمؤسسات الدولية الخاصة بمعايير الأمن والسلامة الجوية.

ويعتمد الموقع في تصنيفه للقائمة على عمليات تدقيق حسابية من هيئات الطيران والجمعيات والمراجع الحكومية، فضلا عن سجلات الحوادث والوفيات للشركة والإجراءات والمعايير المتبعة فيما يتعلق بالسلامة والأمان.

يشار إلى أنه ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن طيران الإمارات فقد زاد عدد الركاب الذين نقلتهم الشركة منذ يناير 2015 على 51.3 مليون راكب، أي بنمو نسبته 9% عن الفترة ذاتها من السنة الفائتة.

وبلغ معدل رحلات طيران الإمارات نحو 3600 رحلة في الأسبوع، أي أكثر من 186 ألف رحلة خلال العام 2015، قطعت الطائرات خلالها ما يزيد على 824 مليون كيلومتر، أي ما يعادل الرحلة بين الأرض والقمر 1000 مرة ذهاباً وإياباً.

وأضافت طيران الإمارات 26 طائرة جديدة إلى أسطولها خلال عام 2015، منها 15 طائرة إيرباص A380، و10 طائرات بوينج 777-300ER وطائرة بوينج 777F للشحن، ليصل عدد الطائرات العاملة مع نهاية العام إلى 246 طائرة.

ومع إضافة الطائرات الجديدة خلال 2015، وخطط خروج 26 طائرة من الخدمة خلال 2016، فإن أسطول طيران الإمارات سيزداد شباباً، حيث يتكون من طائرات حديثة وصديقة للبيئة، توفر للمسافرين مستويات متفوقة من السلامة والراحة.

المصدر: الإتحاد