كاتب و ناشر من دولة الإمارات
هل سمعت من قبل عن حيوان المرموط؟
إذا لم تسمع بهذا الحيوان فأهلاً بك معنا في «نادي المعلومات»!
للعلم فقط، هناك حيوان بهذا الاسم، وله يوم وطني معتمد واحتفالية خاصة، تُقام كل سنة أيضاً، تنظمها بعض المدن في الولايات المتحدة وكندا في الثاني من فبراير.
صديقنا المرموط هذا، هو حيوان من فصيلة السناجب، يدخل إلى جحره عندما يحل الشتاء، ويبدأ ما يشبه البيات الشتوي، لكن أهالي هذه المدن لهم رأي آخر، فهم يستعينون كل سنة بهذا الحيوان الغارق في سباته الطبيعي للتنبؤ بالأحوال الجوية. حيث يرتدي المسؤول عن نادي حيوان المرموط بدلة سوداء بجاكيتة طويلة، ويعتمر معها قبعة طويلة! وفي اليوم المنشود بعد شروق الشمس بقليل، يبدأ ومعه جمهور سعيد وفرح بإخراج هذا الحيوان المسكين من جحره، وإيقاظه من عز النوم. وإذا ما خرج صديقنا المرموط، ورأى ظله، وعاد بعدها إلى جحره، فهذا يعني أن الشتاء لم ينتهِ، وأنه سيستمر لمدة أطول من المعتاد. أما إذا خرج المرموط ولم يرَ ظله حتى ولو بسبب الغيوم، التي غالباً ما تغطي السماء، فهذا يعني أن الربيع على الأبواب، ويجب على الجميع أن يفرحوا به ويستعدوا له.
هناك شيء من السخف في هذا الاحتفال يكفي البلدة بكاملها، فصاحب القبعة الطويلة السوداء هذا بابتسامته المرسومة، يجبر حيواناً صغيراً يقضي بياته الشتوي بكل طمأنينة، يلبي نداء الطبيعة ويخرجه من جحره ليعرف تنبؤات الشتاء، وكأن مؤشرات الأرصاد الجوية ونشرات الطقس اليومية المملة في كل قنوات التلفاز لا تكفي لطمأنتهم على أحوال الطقس.
سؤالي لهم ما الفصل الذي سيأتي بعد الشتاء؟
الجواب: فصل الربيع
السؤال الثاني: هل تخلف فصل الربيع عن موعده خلال المئة سنة الماضية؟
الجواب: لا.
سواء أيقظتم المرموط أم تركتموه نائماً سيأتيكم فصل الربيع، إذ ليس من طبع الفصول الغدر، فهذه الصفة خاصة بالبشر.
أذكر أنني أضعت سلحفاة صغيرة كنت أملكها في الماضي، وبحثت عنها طويلاً في البيت ذات يوم ولم أجدها. وفجأة بعد بضعة شهور، وجدتها في حديقة المنزل، وعندما سألت بفضول عن تفسير أو تبرير غيابها، قيل لي:
السلحفاة مرت بما يسمى «سبات صيفي»، وهذا السبات تلجأ إليه بعض الحيوانات خلال فصل الصيف؛ هرباً من الجفاف والحرارة الشديدة، التي يشتهر بها طقسنا المميز، فماذا لو كان لدينا في مدينتي «عيد السلحفاة»، أو «يوم السلحفاة الوطني»، ويتم إيقاظها غصباً في منتصف فصل الصيف من سباتها، لتتكرم علينا بنبوءتها حول نهاية الصيف؟
راودتني هذه الفكرة وأنا أشاهد فيلم «غراوند هوغ داي»، أو «عيد المرموط» للممثل الأميركي «بيل ميري»، الذي يتحدث عن مراسل تلفزيوني يذهب إلى بلدة بنكستوني في ولاية بنسلفانيا لتغطية الحدث كل عام، ومن دون سبب معروف، تتكرر عليه تفاصيل اليوم، وكأنها نسخة كربونية من «يوم المرموط الوطني» السابق.
بمعنى آخر أن اليوم الذي كان بالأمس، والذي أعيشه الآن ويوم غد هو اليوم نفسه، اللحظات نفسها، الأشخاص والتفاصيل، يا له من أمر متعب ومرعب.
ولكن يا صاحبي ما أولوياتك إذا ما تكررت عليك تفاصيل يومك؟ هل ستفكر بنفسك أمْ بالآخرين؟
هل ستقضي يومك تصحح أخطاءك السابقة لتصبح حياتك أفضل، أمْ أنك ستعيش اللحظة لتجعل حياة الآخرين أفضل؟!
لتعرف الإجابة شاهد الفيلم الذي أنتج عام 1993.
ملاحظة أخيرة: الله يسامح مترجم كلمة المرموط؟
المصدر: صحيفة الإمارات اليوم