نفذت مقاتلات عراقية طراز «أف 16» سلسلة غارات جوية غير مسبوقة على مواقع «داعش» في مدينة البوكمال السورية، فيما أكدت مصادر عسكرية وأمنية أن الضربات دكت مقرات يستخدمها التنظيم الإرهابي لإعداد السيارات المفخخة في المدينة الواقعة في محافظة دير الزور، في ضوء معلومات استخبارية. وسارعت وزارة الخارجية السورية لتأكيد وقوع الضربات المدمرة، قائلة إنها تمت «بتنسيق كامل» مع الحكومة في دمشق.
وغداة تحرير مطار الموصل ومعسكر الغزلاني بالكامل في معركة الساحل الأيمن، اقتحمت القوات العراقية منطقة المأمون أول حي تدخله في الحافة الجنوبية الغربية للمدينة، بينما أكدت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى»، أن قوات الرد السريع اقتحمت منطقتي الطيران والجوسق، وباتت على بعد أمتار من الجسر الرابع في المحور نفسه.
كما أكدت القوات المشاركة أن أعداداً كبيرة وتشكيلات مقاتلة كاملة من «داعش» استسلمت أمس، بكامل عدتها وعتادها غرب الموصل. ولقي 15 من قوات حرس الحدود العراقية، وبينهم ضابطان، حتفهم أمس باعتداء شنه التنظيم الإرهابي بانتحاريين وسيارات مفخخة، استهدف مقراً لهم في معبر طريبيل على الحدود العراقية- الأردنية.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان أمس، «وجهنا أوامرنا لقيادة القوة الجوية بضرب مواقع الإرهاب (الداعشي) في حصيبة (عراقية حدودية) وكذلك في البوكمال داخل الأراضي السورية، والتي كانت مسؤولة عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة في بغداد»، مشيراً إلى أن العملية نفذت «بنجاح باهر».
وأضاف، «لقد عقدنا العزم على ملاحقة الإرهاب الذي يحاول قتل أبنائنا ومواطنينا في أي مكان يوجد فيه».
ويقع الموقعان على مسافة قريبة جداً من الحدود العراقية ضمن حوض الفرات من الجهة التي تقابل مدينة القائم الواقعة وسط الصحراء، بينما تقع مدينة حصيبة في الجانب العراقي، لكن المنطقة التي استهدفت في سوريا تحمل ذات الاسم.
ونشرت قيادة العمليات المشتركة العراقية شريط فيديو للضربات التي استهدفت مبنيين، وقالت في بيان «شهدت بغداد قبل فترة عمليات إرهابية من خلال تفجير مركبات مفخخة في معارض البياع والحبيبية».
وكشف مسؤول أمني أن الغارات استهدفت مقرات يستخدمها «داعش» لإعداد السيارات الملغومة في البوكمال، بعدما تلقت المخابرات العراقية معلومات من مصادرها داخل سوريا.
من جهته، أعلن الفريق الركن عبد الأمير يار الله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى» أن القوات العراقية دخلت أمس حي المأمون السكني ، وهو أول حي تدخله في الساحل الأيمن غربي الموصل. وأفادت قناة «السومرية نيوز» العراقية الإخبارية، بأن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب في حي المأمون بدأت باجتياز خطوط الصد للتنظيم الإرهابي، فضلاً عن إسناد طيران الجيش الذي يعالج جيوب قناصين متمركزين.
وقال الفريق ركن سامي العارضي القيادي الكبير في قوات جهاز مكافحة الإرهاب إن رجاله استعادوا السيطرة على قاعدة الغزلاني أكبر الثكنات العسكرية بالمنطقة، وقرية تل الريان جنوب غرب الموصل ودخلوا المأمون أول الأحياء السكنية.
وأكد العارضي سقوط عدد من الجرحى في صفوف قواته إثر سقوط قنابل من الطائرات المسيرة المسلحة التي يستخدمها «داعش» بشكل متزايد في المعارك. وذكر مراسلون يرابطون جنوب الموصل أن أصوات المدفعية الثقيلة وصواريخ الهاون تسمع من الحافة الجنوبية للمدينة، فيما تواصل الطائرات الحربية قصف الأهداف.
وتحاول قوات الرد السريع التقدم فيما وراء المطار لكسر دفاعات التنظيم الإرهابي حول الأحياء على الطرف الجنوبي للموصل. وقال العقيد بالجيش فلاح الوبدان، إن القوات تقاتل الإرهابيين حالياً على الطرف الجنوبي للموصل وتحاول اختراق الخنادق وساتر ترابي مرتفع استخدموه كخط دفاعي.
وتقوم الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية بتطهير مطار الموصل من القنابل والمفخخات التي خلفها «داعش» ليتسنى إصلاحه
واستخدامه قاعدة لطرد «الدواعش» من أحياء غرب الموصل، حيث يعتقد أن نحو 750 ألف شخص لا يزالون محاصرين هناك.
«البنتاجون»: خطتنا لهزيمة «داعش» تغطي العالم
قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن خطة تقودها وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» لهزيمة تنظيم «داعش» والمقرر أن تظهر في شكل مسودة بحلول بعد غد الاثنين، ستتجاوز حدود العراق وسوريا لتشمل الخطر الذي يمثله المتشددون حول العالم في إذكاء الصراعات. وتشير تصريحات دانفورد إلى أن الخطة الأولية ستكون أوسع نطاقاً مما كان يعتقد في بادئ الأمر، وقد تتجاهل في البداية تفاصيل تكتيكية مثل طلبات محددة تتعلق بالقوات. وأضاف دانفورد في لقاء نظمه أحد معاهد الأبحاث في واشنطن «الأمر لا يتعلق بسوريا والعراق. إنه يتعلق بالخطر الذي يتخطى حدود المنطقة»، مشيراً إلى جماعات إرهابية أخرى، مثل «القاعدة». وتابع «لذا فعندما نذهب إلى الرئيس (ترامب) بخيارات، فسوف تكون في سياق الخطر في أنحاء العالم»، مشيراً إلى أن التنظيم الإرهابي اجتذب 45 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 دولة في أنحاء العالم. وأضاف «كي تنجح خطتنا، فإننا نحتاج أولاً قطع النسيج الضام بين الجماعات الإقليمية التي تشكل الآن خطراً عالمياً».
المصدر: الاتحاد