واصلت أمس الغارات الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر لليوم الثالث، مستهدفة البشر والحجر في ظل صمت عربي ودولي شبه كامل. فيما ردت المقاومة الفلسطينية على هذه الغارات بقصف صاروخي طاول العمق الإسرائيلي, وأصاب بلدة ديمونا جنوب فلسطين المحتلة حيث يوجد مفاعل نووي. وبلغ عدد الأهداف التي ضربتها الطائرات الإسرائيلية المعتدية أكثر من 550 هدفاً معظمها لمنازل وما يعتقد قادة الاحتلال بأنها مخابئ للصواريخ وأنفاق. وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين أكثر من 50 شهيداً بالإضافة إلى مئات الجرحى معظمهم من المدنيين. وكتب جيش الاحتلال على صفحته الرسمية على موقع تويتر مساء أمس”قبل دقائق، أطلق (..) فلسطينيون ثلاثة صواريخ على ديمونا، وقع اثنان في مناطق مفتوحة بينما اعترضت منظومة القبة الحديدية الآخر”.-على حد ادعائه-
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن منظومة القبة” اعترضت صواريخ بعيدة المدى أطلقت باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى والمجلس الاقليمي (ماتيه يهودا) الواقع جنوبي غربي القدس المحتلة.
وأضافت إن ست قذائف صاروخية سقطت في محيط المجلس الاقليمي أشكول بعد ظهر أمس، وتسبب ثلاث منها في حدوث اضرار بمبان وبطريق داخل احدى القرى وانقطاع التيار الكهربائي عن القرية. كما دوت صفارات الانذار بعد الظهر في محيط المجلس الاقليمي (ماتيه يهودا) الواقع جنوبي غربي القدس. ويبدو أن منظومة القبة الحديدة تمكنت من اعتراض الصاروخ الذي جرى اطلاقه، ولم تقع خسائر. وتابعت الاذاعة انه للمرة الأولى، أطلق فدائيون فلسطينيون من قطاع غزة بعد ظهر أمس صاروخين باتجاه شمال (اسرائيل)، فسقط احدهما في محيط المجلس الاقليمي (حوف هاكرميل) الى الجنوب من حيفا والاخر قرب قيسارية. ولم تقع اصابات او اضرار نظرا لسقوط الصاروخين في الخلاء حسب زعم الإذاعة التي أوضحت ان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” اعلنت المسؤولية عن اطلاق الصاروخين وقالت إنهما من طراز (آر160). وزعمت إذاعة العدو أن منظومة القبة الحديدية تمكنت منذ بدء العدوان الاسرائيلي فجر الثلاثاء من اعتراض ما يزيد على 90 % من الصواريخ التي رصدت وهي تستهدف منأطق مأهولة.
واستشهدت سيدة فلسطينية وابنها البالغ من العمر 14 عاماً في غارة اسرائيلية على بيت حانون شمال قطاع غزة ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الى 51 شهيداً وأكثر من 300 جريح. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة على حسابه على موقع تويتر “استشهدت كل من سحر حمدان المصري (40 عاماً) وابنها ابراهيم المصري (14 عاماً) جراء استهداف منزلهما في بيت حانون”.وقبلها أعلن القدرة استشهاد أربعة فلسطينيين من بينهم ثلاثة اطفال في غارتين منفصلتين. كما سقط شهيدان هما هاني حمد ونجله إبراهيم حمد , فيما أصيب ثالث في قصف لمنزلهم في بيت حانون شمال القطاع.
من جانب آخر، يعقد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً على مستوى اللجنة التنفيذية في مدينة جدة اليوم, لوضع خطة للتحرك الفوري في الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية والمحافل الدولية والإقليمية الأخرى, في مواجهة تصاعد العدوان العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته والتمادي في جرائم الخطف والتعذيب والتي كان آخرها حرق الطفل الشهيد محمد أبو خضير حيًا في مدينة القدس المحتلة.
ومن المقرر أن يصدر في ختام اجتماع اللجنة بيان ختامي يتضمن خطة تحرك للوزراء المعنيين في المحافل الإقليمية والدولية. وتتألف اللجنة التنفيذية من “ترويكا” القمة الإسلامية وهي مصر والسنغال وتركيا، و”ترويكا” وزراء الخارجية وهي المملكة وغينيا والكويت، إضافة إلى الأمين العام للمنظمة.
المصدر: الرياض- مها أبو عويمر