أعلنت شركة «غوغل» العالمية، أمس، أنها ستطلق مجموعة صور التجوّل الافتراضي البانورامية لمنطقة أهرام الجيزة، والتي تعد واحدة من عجائب الدنيا السبع، بالإضافة إلى صور خمسة مواقع أثرية وسياحية مهمة أخرى في مصر.
وقالت «غوغل»، أمس، في بيان، إنه يمكن لأي شخص متصل عبر الإنترنت التعرف عن قرب على الأهرام ومقابر سقارة وقلعة قايتباي وقلعة صلاح الدين، والكنيسة المعلقة في مصر القديمة وقلعة أبو مينا الأثرية.
وأشارت شركة التكنولوجيا العالمية إلى أنها لإنجاز هذا المشروع الكبير استخدمت جهاز «Trekker»، وهو يشتمل على نظام كاميرات يتم ارتداؤه على الظهر لالتقاط صور التجوّل الافتراضي، حيث يتم تركيب الكاميرا في أعلى الجهاز، بما يتيح التقاط الصور في ممرات المشاة والطرقات الضيقة وكل زوايا المواقع الأثرية والطبيعية الجميلة التي يتجول فيها فريق التصوير. وأضافت «نتطلع لتصوير المزيد من المواقع الأثرية لخلق تجربة أكثر ثراء تتجاوز المواقع التقليدية لمحبي وزائري مصر».
وقال طارق عبد الله، رئيس قطاع التسويق في «غوغل» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا)، إن «فريق الشركة للتجول الافتراضي ذهب إلى مواقع رائعة مختلفة من حول العالم، إدراكا منه أن مستخدمي خدمة التجول الافتراضي يعشقون تلك المواقع ويرغبون في مشاهدتها عبر الإنترنت، وبالطبع تندرج مصر ضمن قائمة تلك الدول الرائعة التي تتمتع بعدد هائل من المواقع الأثرية والسياحية المذهلة، لذلك نحن متحمّسون جدا للقيام بهذا المشروع، ونتطلع لمزيد من المواقع الفريدة التي يمكننا استكشافها وتصويرها».
وأضاف طارق عبد الله، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش الإعلان، أن «تصوير المناطق الأثرية في مصر يأتي ضمن مشروع لتصوير الأماكن المشهورة حول العالم، وبالتالي كانت الفكرة تصوير المعالم الأثرية في مصر حسب كل فترة تاريخية، حيث بدأت بالحضارة الفرعونية من خلال تصوير الأهرامات وتمثال أبو الهول، ومن ثم الحضارة القبطية حيث تم تصوير الكنسية المعلقة ومن ثم حضارة المماليك، وتم تصوير قلعة صلاح الدين، وهذا هي الفكرة من تحديد هذه المعالم وإدخالها العالم الافتراضي».
وحول مدة التصوير قال «كل موقع يأخذ فترة أسبوع من التصوير، ومن ثم تدخل الصور في نظام يدمجها مع بعضها، لتأخذ شكل المجسم، وهذا النظام يحافظ على خصوصية صور الأفراد والممتلكات الخاصة»، مشيرا إلى أن المعالم باتت متاحة للجميع للاطلاع عليها حاليا.
وأكد أيضا أن شركته تسعى لتصوير المزيد من المعالم في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف «نأمل أن نأخذ جميع الأماكن في مدن الوطن العربي وتكون ضمن التجوال الافتراضي».
وعن التحديات التي تواجه الشركة في تصوير المعالم في التجوال الافتراضي قال مدير قطاع التسويق في «غوغل» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن لكل موقع تحدياته، إلا أن أبرز التحديات قد تكون في الطقس، حيث يفضل أخذ الصور في الأوقات التي تكون فيها الشمس ساطعة، ودائما يتم اختيار يوم مشمس لسهولة وضوح الصور.
يذكر أن هذه التجربة للتجول الافتراضي هي الثالثة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد تصوير برج خليفة في دبي، ومسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي. كما صوّرت «غوغل» لقطات متنوعة للمتحف الوطني في العراق، ومتحف الفن الإسلامي في قطر، حتى يتسنى للمستخدمين زيارة هذه المواقع افتراضيا والتجول داخل هذه المتاحف الزاخرة بآلاف القطع الأثرية الرائعة.
وبالعودة إلى طارق عبد الله، الذي تحدث عن تعاون الحكومات مع الشركة في عملية التصوير، قال إن الشركة وجدت دعما كبيرا من الحكومة المصرية سواء من وزارة السياحة أو الجهات الأمنية، منوها بأن المشروع يسهم بشكل كبير في تشجيع السياحة «حيث إن 30 في المائة من المشاهدات تكون من خارج بلد المشروع».
وبدأت خدمة التجول الافتراضي لخرائط «غوغل» عام 2007، وهي الآن تغطي آلاف المواقع الأثرية والطبيعية في 57 بلدا في العالم. وتنضم اليوم مصر إلى مجموعة المواقع السياحية والأثرية العالمية التي قامت «Google» بتصويرها ومنها برج إيفل، وساعة بيغ بن، وعجائب الطبيعة مثل الأخدود «غراند كانيون»، والحيّد المرجاني العظيم في أستراليا والقارة القطبية الجنوبية وجبال الألب السويسرية.
المصدر: دبي: مساعد الزياني – الشرق الأوسط