أشاد بيل غيتس رئيس ومؤسس شركة مايكروسفت العالمية بالنهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات منوهاً بصفة خاصة بمبادرة “مصدر”، التي وصفها بأنها فريدة من نوعها، مؤكداً في حوار معه بثته قناة أبوظبي ان اهم ما يميز أبوظبي هو القدرة على أحداث التوازن ما بين الاستثمار الداخلي والذي يحقق عائدات مستقبلية وما بين مساعدة المحتاجين حول العالم، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي داعم كبير لمؤسسة غيتس الخيرية، واصفاً إياه: “اعتقد انه استثمار خيري ناجح للمحتاجين وأنا أعول كثيراً عليه”.
وأكد غيتس أن هناك تقبلًا واضحاً للمشاركة في الأعمال الخيرية في دول الخليج، لاسيما الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتميز بالكرم والعطاء فضلاً عن المجتمع الإماراتي الذي سيكون شريكاً فعالًا لمؤسستنا، مشيراً إلى أن جائزة زايد لطاقة المستقبل تعطي مؤشراً لآخر التطورات في قطاع الطاقة، وهذا أيضاً شيء مهم، واعتقد ان التغيير المناخي قضية مهمة، ودولة الإمارات تستثمر في قطاع الطاقة المتجددة وهي مساهمة فعالة وناجحة.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه الإعلامي حامد رعاب مع بيل غيتس خلال زيارته للدولة الأسبوع الماضي:
أسباب الزيارة
بيل غيتس نرحب بك في أبوظبي لو نتعرف حول سبب زيارتك للعاصمة أبوظبي؟
أنا سعيد بعودتي إلى ابوظبي، هناك الكثير من الأحداث المهمة التي تجري هنا، دعيت لإلقاء كلمة في قمة ابوظبي للإعلام وهي فرصة للالتقاء والمشاركة مع شخصيات رفيعة وتبادل الآراء والأفكار معهم، كما دعيت للقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووضعه في صورة آخر المستجدات فيما يخص الحملات العلاجية والتبرعات بخصوص محاربة مرض شلل الأطفال وكيفية التقدم في هذا المجال، وكذلك للمناقشة مع سمو ولي العهد في بعض الأفكار التي تخص الطاقة المتجددة واعرب عن إعجابي بمبادرة مصدر الفريدة من نوعها.
لو تطلعنا عن تفاصيل مؤسستكم الخيرية التي قمتم بتأسيسها وإداراتها مع زوجتك ميليندا ؟
مؤسسة غيتس الخيرية والتي أتفرغ لها كلياً نركز من خلالها على مساعدة الأطفال الفقراء في العالم لنتأكد من حمايتهم من الأمراض وكذلك الجوع، واحدة من الأهداف لمؤسستنا الخيرية، العمل على محاربة مرض شلل الأطفال في العالم، ونحن قريبون من تحقيق هذه النتائج.
وهنا أود انوه بأن أبوظبي انضمت كشريك رئيسي للمساهمة هذه المبادرات الخيرية لا سيما مشاركة سمو ولي عهد أبوظبي في هذه المبادرة الخيرة وتحقيق أهداف هذه المبادرة خلال 3 سنوات، ونسعى كذلك للحصول على أنواع جديدة وفعالة من لقاحات لخفض معدلات الوفيات بين الأطفال المصابين، ومن ضمن الأعمال التي نقوم بها أيضاً التكامل ما بين الصحة والغذاء وهذا تحد ٍ كبير لذلك نحن نحتاج لمشاركة حكومات الدول للمساهمة في هذه المبادرات، وقامت المؤسسة بالمساهمة بنحو ملياري دولار توجهت إلى بعض الدول الإسلامية ونحن سعداء جداً بانضمام أعداد جديدة من المساهمين إلى مؤسستنا الخيرية.
مساهمات في العمل الخيري
مساهمتكم الفعالة في العمل الخيري عبر مؤسستكم.. ما الدول المستفيدة من هذه المساعدات سواء الإسلامية أم العربية ؟
نحن نستهدف جميع الدول الفقيرة في العالم، بعضها في آسيا والبعض الآخر في افريقيا .. لكن َ في الواقع الأغلبية هي من الدول الإسلامية، لا سيما في اليمن، حيث تشير الإحصاءات إلى تدن كبير لمستوى الصحة والغذاء فيها، ويجب أن نعمل بشكل وبجهد كبيرين لمساعدة هذه الدول، باكستان وأفغانستان أيضا، تحديات كبيرة بالنسبة لنا، وهنا نحن شركاء مع مبادرة سمو ولي عهد أبوظبي في مجال اللقاحات ضد شلل الأطفال وقام سموه بإرسال فريق طبي متخصص إلى باكستان لمساعدة الحملة التي نقودها وأنا سعيد جداً بذلك، وعليه نركز بجزء كبير من اهتماماتنا بالمناطق الإسلامية، وكذلك ايضاً المناطق في أفريقيا ً التي نوليها اهتمامنا.
دولة الإمارات وأبوظبي خاصة لها باع طويل في مجال العمل الخيري متمثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي يمد يد العون للمحتاجين في العالم، فما رأيك في عمل الهلال الأحمر الإماراتي؟
الهلال الأحمر منظمة دولية خيرية مهمة جداً سواء في باكستان أم افغانستان والمناطق المتضررة في العالم وهي شريك فعال لمؤسستنا، والهلال الأحمر الإماراتي داعم كبير لنا واعتقد انه استثمار خيري ناجح للمحتاجين، وأنا اعول كثيراً عليه وعلى المنظمات الخيرية المشابهة في إنجاح المبادرات التي تهم المحتاجين في العالم.
أنت الآن من أغنى رجال المال والأعمال وتفرغت كلياً للعمل الخيري، ما الكلمة التي يمكن أن نحث بها رجال الأعمال وأصحاب الأيادي الخيرة لمد يد العون والتبرع للمحتاجين في العالم؟
أعتقد أن أي شخص يتمتع بقدَر من الرخاء عليه أن يعكس ذلك بشكل إيجابي على مجتمعه، أنا شخصياً أشعر برضا نفسي عندما أقوم بذلك وأشارك هذه الاهتمامات مع الآخرين وأحثهم على مساعدة المحتاجي، وأتحدث لهم عن قصص النجاح التي مررنا بها وقمنا بتحقيقها لتكون لهم حافزاً لذلك، صحيح أن هناك هيئات خيرية في الولايات المتحدة الأميركية لكن الثراء والرفاهية باتت على مستوى العالم وباستطاعة الجميع المشاركة، ودائماً اخصص من وقتي للجلوس مع رجال الأعمال لتحفيزهم والتعلم منهم كذلك، في هذه المنطقة، الخليج هناك تقبل واضح للمشاركة في هذه الأعمال الخيرية لاسيما سمو ولي عهد أبوظبي الذي يتميز بالكرم والعطاء فضلًا عن المجتمع الإماراتي الذي سيكون شريكاً فعالًا لمؤسستنا.
تطور الإمارات
من خلال زيارتك إلى دولة الإمارات كيف وجدت التطور فيها وفي العاصمة أبوظبي؟
في البداية دولة الإمارات ولا سيما ابوظبي كونها مصدراً مهماً للطاقة.. إلا انه اصبح من الواضح تطورها في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة وخاصة ً مبادرة مصدر ومعهد مصدر وأيضا ً الاستثمار طويل الأمد في مجال التعليم والمعاهد والثقافة والهندسة المعمارية والاقتصاد المتنوع وأصبحت ابوظبي مركز تجمع عالمياً، واعتقد اهم ما يميز أبوظبي القدرة على أحداث التوازن ما بين الاستثمار الداخلي والذي يحقق عائدات مستقبلية وما بين مساعدة المحتاجين حول العالم.. وابوظبي منطقة حيوية واستطاعت ان تتعامل بنجاح مع الأزمة الاقتصادية.. ونرى استثمارات في قطاع الطيران والصناعة والطاقة المتجددة ورأينا مشروع مصدر من جهة وفي المقابل لا تنسَ مساعدة المحتاجين من جهة اخرى. وهذا توازن ناجح بكل المقاييس.
التغير المناخي
أجاب بيل غيتس عن سؤال حول مصدر وجائزة زايد لطاقة المستقبل التي تكرم سنوياً الأشخاص الذين ساهموا في خدمة الإنسانية باختراعات بيئية، قائلًا: “في الواقع تخفيض انبعاث الكربون والطاقة الرخيصة قطاعات مهمة للاستثمار.. الاستثمار في البحوث والتعليم في معهد مصدر .. وكذلك جائزة مصدر التي تعطي مؤشراً لآخر التطورات في هذا القطاع .. وهذا أيضاً شيء مهم .. واعتقد ان التغيير المناخي قضية مهمة وفي دولة الإمارات يستثمر في قطاع الطاقة المتجددة وهي مساهمة فعالة وناجحة”.