يعتبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن عمر دولة الإمارات لا يحسب بالسنوات والعقود بل بالأيام، ففي كل يوم هناك إنجاز، وفي كل يوم يحدث تطور، وفي كل يوم لدينا إضافة جديدة في مسيرة البناء.
لهذه الأسباب قال سموه في حواره مع الإعلاميين في فرانكفورت، حيث أكبر معرض عالمي للكتاب أن الإمارات تفوقت على كثير من الدول صاحبة التاريخ العريق، وهي إنجازات تحققت في مختلف المجالات وكانت فريدة ويعزوا سموه جانبا من هذه النجاحات إلى انعدام المركزية المعقدة ما جعل الإمارات تتفوق وتقدم الأفضل.
إنه تمازج فريد بين «الاتحادي» و«المحلي»، تمازج مرن فجَّر طاقات وتنافسية المحلي فتخصصت كل إمارة بعمل نوعي متميز يتوافق واحتياجاتها التنموية وعناصرها الإيجابية وموقعها الاستراتيجي، و«اتحادي» عبر سلطة التشريع والرقابة في تناغم فريد قل مثله في الإقليم والعالم.
في الإمارات كانت الحكومة عوناً للقطاع الأهلي فشرَّعت ودعمت وحمت وأدارت ووقفت على مسافة واحدة من الجميع، فيما تحمَّل القطاع الخاص مسؤوليته، ففجر طاقاته ليكون شريكاً فعَّالاً في التنمية المستدامة.
الاستثمار الأجنبي كما يراه حاكم الشارقة، هو الاستثمار الذي يحمل قيمة مضافة في القطاع الذي يعمل فيه على صعيد التقنية والمعرفة وفرص العمل، وهو ما تسعى إليه الإمارات حيث يعزز تقدمها ويزيد تنافسيتها ويساهم في استدامة تنميتها وعدالتها.
الإمارات حققت الكثير الكثير من النجاحات بفضل قيادة وضعت منذ التأسيس الإنسان هدفاً أول ورفعة الوطن هدفاً أساسياً، فباتت نموذجاً إقليمياً وحتى عالمياً يُحتذى، تدلل على ذلك التصنيفات العالمية حيث تتفوق على دول أوروبية وآسيوية. لكن هل هذا كل شيء، وهل تحققت الأهداف؟
دول عربية وأجنبية عدة تجلب الخبراء من الخارج والداخل لوضع الخطط الخمسية والعشرية للوصول إلى هدف هو في الواقع أقل من موقع الإمارات الحالي. لكن الإمارات قيادة وشعباً لا تتوقف عند الإنجازات الحالية، فأمامها رحلة طويلة، فما تحقق يحتاج إلى ترسيخ وتعميق، والخطط إلى تطوير وتحديث، وفرق العمل إلى تنظيم وتشجيع، وما أنجز هو جانب يسير من الرؤية والطموحات والنجاحات في هذا العالم المتغير.
الإمارات رسمت طريقها نحو مستقبل لا يعرف إلا بالنجاحات، وهو طريق لم يكن معبداً كما يعتقد، بل كان وعراً، لكن عزيمة الرجال المخلصين قادة وشعباً حولته إلى «سريع» للعبور إلى محطات جديدة من التاريخ.
دولة الإمارات درس للأمة العربية بأن خلاصها من مخاضها الحالي لن يكون إلا بالعلم والمعرفة كما يقول حاكم الشارقة..
وغير ذلك عبث.
المصدر: الخليج