كاتب إماراتي
كان نادي النصر الثقافي الرياضي يشكّل لنا أكثر من نادٍ رياضي نزوره، ونحن نشعر بقليل من وخز الضمير لخيانة «نادي الفريج»، لكن الحق يقال إن الإغراءات التي كان النادي يقدمها في التسعينات لم تكن متوافرة في أي نادٍ آخر.
«إلى أين أنت ذاهب يا بني؟ للنادي يا أمي. الله يرضى عليك يا وليدي هلا هلا بالصلاة»، وأنت لم تكذب وتكون الحقيقة هي أنك ذاهب لزيارة «السايكلون» أو «اللودج» هو أو «ليجرلاند»، ثم قضاء السهرة في «سينما النصر» أو مقهى «الكوفة»، وجميعها تقع ضمن «حرم» النادي، وأهم شيء الرزق الحلال! أزرق على أزرق!
ويعرف المخضرمون من «السهّيرة» في مقهى الكوفة تلك الحفلات «الثقافية»، التي كان لها بالغ الأثر في تشكيل ثقافتنا الأولى، ويعرفون كذلك تلك العجوز الشمطاء الشهيرة التي كان يظهر عليها أنها عاصرت الاحتلال البرتغالي لخصب، كانت تصرّ على التصرف كصبيّة، وتفعل المستحيل لتقديم فقرة على الطاولة، ولا أعرف السبب حتى اليوم، الذي يجعل البعض يزداد اقتراباً من إبليس كلما اقترب من القبر! لكن ما أعرفه أنها كانت مقرفة، وما أدركته، أخيراً، أنني أتذكر وجهها القبيح، والألوان والأصباغ التي كانت تزيدها قبحاً، وجلدها العاري «المكرفص»، كلما سمعت مصطلح «الجامعة العربية»!
الجامعة التي لم ترسم على شفاهنا ابتسامة واحدة منذ أن بدأت الرقص على الحبال منذ عقود مضت تزداد قبحاً، وتزداد استهلاكاً لمساحيق التجميل، وتزداد عرياً، ولم تعد تملك أي جمهور أو اهتمام، إلا أنها تصرّ على ألا تكون نهايتها إلا كراقصة رخيصة، ولو بموقف وهي في أيامها الأخيرة!
الجامعة تحتاج فعلاً إلى شخص «لوح»، يفتقر إلى أي قواعد دبلوماسية أو لياقة، ليقول لها «بالمفتشر»: «إنتِ عجوز قبيحة اخرجي من هنا واتركي المجال لمواهب أخرى»!
الجامعة العربية تؤيد حرب المالكي على العرب «الإرهابيين»، ثم تؤكد في الفقرة نفسها حرصها على رفاهية وسلامة العرب أينما كانوا!
بالله لا تزني..
ولا تتصدقي!
المصدر: الإمارات اليوم