فابريس مونتيرو.. فوتوغرافيا الحياة بعد تلوث الأرض!

منوعات

تستهدف مشاركة المصور الفوتوغرافي فابريس مونتيرو في القمة الثقافية بأبوظبي، ضمن جلسة «الفنون ومكافحة التغير المناخي» التي تنعقد صباح غد، الثلاثاء، إبراز الاهتمام المتجلي للعاصمة أبوظبي، في موضوعة بحث الدور المحوري للمنتج الإبداعي، ومساهمته في تعميق مسألة الوعي بأهمية البيئة والمتغيرات المناخية، كإحدى أهم الاستراتيجيات التنموية في دولة الإمارات، والتي جاء على أثرها بناء وإنشاء بيئات حيوية مستدامة. وبما أن المنطقة المحلية، تمثل جزءاً ديناميكياً من العالم، الذي يواجه أزمة حقيقية أمام المخلفات البشرية، وأبرزها الصناعية، فإن إمكانية الثقافة في إحداث تحول استثماري لمخيلة الفرد، تجاه التقليل من أثر تلوث الأرض، من خلال ابتكار الوسائل والإمكانيات العلمية، القادرة على ذلك، يشكل أيقونة متنامية، تعزز المكانة المحورية للمُنتج الثقافي.

المصور الفوتوغرافي فابريس مونتيرو، أثار فوتوغرافياً أبعاد الحياة، بعد تعرض المناظر الطبيعية في عدة مناطق في السنغال، لمشكلات بيئية حرجة، وتعاون في إنجازها مع مصمم الأزياء دولسي (جا غال)، الذي قدم من جهته، تشكلات في اللوحة الفوتوغرافية باستخدام عناصر مستوحاة من تصاميم الأزياء الراقية، باستخدام بقايا من القمامة والحطام التي وجدت في المواقع التي فيها التصوير، ورغم الفزع البانورامي الذي يحيط المكان، بعد التشبع المفرط بحالات التلوث المريبة، إلا أن الأعمال الفوتوغرافية، حملت بعداً إنسانياً، يستدعي حراكاً عالمياً، يستوعب خطورة التغير المناخي غير الطبيعي في أفريقيا.

تهجين واندماج

فابريس مونتيرو، في أعماله الفوتوغرافية، يستحضر التهجين بين الإنسان والتلوث، من خلال حالات من الانصهار والاندماج التام بين التكوين البشري، والنفايات الضارة، والتنبؤ بمستقبل الانفلات العشوائي للتلوث، باعتباره يتجاوز حدود المعقول، غير المتوقع، الذي سينشأ نشازاً غير منسجم مع الطبيعة الكونية. فالصورة تتيح فرص الالتقاء بهالات من تداعي العلاقة بين الإنسان والطبيعة الأم، وتستنفد قوى المتلقي والمشاهد، بطرحها أسئلة بصرية عديدة، أمام أطروحات من القبح والجمال المسترسل في اللوحة الفوتوغرافية، التي تنتمي إلى الفنون البصرية، ذات التأثير المباشر على البعد الواعي وغير الواعي، في الممارسة الإنسانية اليومية.

حديث المصور فابريس مونتيرو، في القمة الثقافية، ضروري لإعادة اكتشاف اللقاءات الحية للمصور، بالبيئة الملوثة، تجربته الخاصة، وتفاعلاته الحسية والإدراكية، للحظة بناء المشهد، الذي مر بمختلف التجهيزات، خاصة أن المصور خلال عملية التصوير، ارتدى كمّامة لتجنب التعرض للهواء الناتج عن تلك المواد الملوثة في السنغال، وتابع في مسيرته الميدانية آلية تصميم النموذج، وارتدائه من قبل «الموديل»، لتكوين الصورة بشكلها المتكامل.

المصدر: الاتحاد