جدد المؤتمر السابع لحركة «فتح» المنعقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة في يومه الأول ولمدة خمسة أيام، بالإجماع رئاسة محمود عباس للحركة بعد ترشيحه من قبل مؤسسي الحركة وأعضاء لجنتها المركزية. وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن «اللجنة المركزية أوصت بالإجماع ترشيح الرئيس محمود عباس رئيساً لحركة فتح»، فيما استنكر أعضاء المؤتمر السابع من قطاع غزة ال«75» الذين لم يتم إصدار تصاريح لهم للمغادرة إلى رام الله والمشاركة في مؤتمر الحركة عقده دون حضورهم، مشيرين إلى أنهم يمثلون الثلث، في حين انتقد قيادي فتحاوي المؤتمر ووصفه ب «الإقصائي».
وقال عباس مخاطباً الحضور، «نجتمع اليوم لنسطر فصلاً جديداً من مسيرة حركتنا الرائدة، نجتمع مع من خاضوا معارك الدفاع عن الثورة في الكرامة وبيروت والشقيف ومن خاضوا ملحمة المقاومة ضد الاحتلال وفجروا انتفاضة الحجارة وسطروا ملحمة صمود»، وأضاف «أنتم اليوم تؤسسون لحقبة أكثر قوة وأكثر رسوخاً في مسيرة حركتنا الرائدة وتؤكدون مبادئ الانطلاقة الأولى تلك التي كانت لفلسطين وحدها، فلسطين التي هي أكبر من كل شيء وقبل كل شيء والدولة المستقلة ذات السيادة». وقال «أنتم تؤكدون بوجودكم هنا وبإصراركم الملتزم على التشبث بفتح والتمسك بها وببرنامجها الوطني، أن فتح ستبقى غلابة ولن يتوقف تيارها قبل أن تتحقق أهدافها بالتحرر والاستقلال والدولة المستقلة ذات السيادة».
وقال إن المؤتمر السابع هو مؤتمر القرار الوطني المستقل والبناء والتحرير والوحدة الوطنية، مرحبا ب 60 وفداً يمثلون 28 دولة شقيقة وصديقة يشاركون في فعاليات المؤتمر.
وأعلن عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر حسين الشيخ، اكتمال النصاب القانوني لانعقاد المؤتمر السابع، مشيراً إلى أن عدد الأعضاء بلغ 1411 عضواً، وغياب 88 عضواً، والحضور 1320 عضواً. وأعلنت اللجنة التحضيرية انتهاء أعمالها، وجرى انتخاب هيئة رئاسية للمؤتمر، ضمت: عبدالله الإفرنجي رئيساً، وانتصار الوزير نائباً، وأنس الخطيب عضواً، ومحمود ديوان مقرراً.
وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن عقد المؤتمر العام السابع لحركة «فتح»، انتصار للشرعية الوطنية، وتأكيد على تمسك الحركة بالثوابت الوطنية.
وقال أبو ردينة في حديث لإذاعة «موطني»: « إن عقد المؤتمر إنجاز وانتصار كبير للشرعية الوطنية، وإشارة للجميع أن فتح مستمرة بالتواصل مع شعبها وجماهيرها ووطنها»، معتبراً عقد المؤتمر تأكيد على أن الحركة لا زالت ملتزمة ومتمسكة بالثوابت الوطنية، ومتمسكة بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واستنكر أعضاء المؤتمر السابع من قطاع غزة ال«75» عقد مؤتمر «فتح» دون حضورهم، وتساءل الأعضاء «كيف يتم عقد المؤتمر واختيار المرشحين دون اكتمال النصاب القانوني لقطاع غزة»؟
وطالب مرشح المجلس الثوري سعدي سلامة الرئيس عباس بالتدخل شخصياً لحل إشكالية العالقين والذين لم يحصلوا على تنسيق أو تصاريح حتى اللحظة، والضغط على الجانب «الإسرائيلي» لمنحهم تصاريح للمشاركة في المؤتمر أسوة بزملائهم الذين تم التنسيق لهم عبر الشؤون المدنية.
وانتقد القيادي في حركة «فتح» النائب السابق في المجلس التشريعي حسام خضر، بشدة المؤتمر السابع للحركة، ووصفه ب«الإقصائي»، وقال خضر إن «المؤتمر ينعقد على أرضية الثأر الشخصي والإقصاء المتعمد من أجل تعزيز إضعاف فتح وإنهاء دورها الوطني، وفتح البوابات مشرعة أمام الاحتلال وأدواته كي يعيثوا في تاريخ فلسطين فساداً ودماراً غير مسبوقين».
وشارك ممثلون عن حركة «حماس لأول مرة في المؤتمر، وألقى خلاله رئيس المكتب السياسي خالد مشعل كلمة قراها النائب عن الحركة في المجلس التشريعي احمد الحاج علي. وقال مشعل في كلمته «نحن في حركة حماس جاهزون لكل مقتضيات الشراكة معكم في فتح ومع كل الفصائل والقوى الوطنية».
واحتجزت قوات الاحتلال نائبين أردنيين ونائباً سابقاً على حاجز «حزما» العسكري شمال القدس، كما منع الاحتلال صحافيي غزة من التوجه للضفة لتغطية مؤتمر الحركة.
المصدر: الخليج