حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة متشجن الأميركية في عام 1984 . عمل مستشاراً ورئيساً للمكتب الثقافي لسفارة دولة الكويت في واشنطن 1989-1992 ومستشاراً إعلامياً ورئيس للمكتب الإعلامي في سفارة دولة الكويت في واشنطن 1992 - 1995 . عميد كلية العلوم الاجتماعية، وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت .
الإشكالية الكبيرة التي تواجهنا مع حركات الإسلام السياسي تتجسد في لغة التفاهم، فتلك القوى تزعم أنها قوى قادرة على الحوار وقبول وجهات النظر الأخرى، وفي الوقت نفسه تدخلنا في نفق الفتاوى وتكفّر وتقتل على مزاجها عندما لا تقبل الواقع.
فتوى الشيخ الدكتور عجيل النشمي الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الكويت ورئيس ما يسمى رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي، فتوى تعبر عن حنق الموقف والكراهية الكبيرة للديمقراطية التي يقولون إنهم يقبلون قواعدها وفي الوقت نفسه هم يريدون ديمقراطية مفصلة بطريقتهم الخاصة. النشمي قال عندما سقط مرسي، إن على «الإخوان المسلمين» أن يعدوا أنفسهم لاقتحام المؤسسات العسكرية لكي لا يتكرر الموقف المصري، فكانت الإشارة واضحة ولم تخرج بعبث بقدر ما كانت تعبر عن عقلية حركة «الإخوان المسلمين».
شخصياً لا أرى غضاضة في الحوار والتفاهم لولا أن حركة «الإخوان» لها فكرها وفلسفتها المتجهة نحو الاستيلاء على السلطة ليس في مصر وحدها وإنما تتجه نحو الدول العربية وحتى الإسلامية الأخرى، فهي تجد في نفسها القوة المؤهلة للاستيلاء على السلطة! وقبل أيام قليلة خرجت علينا جماعة «داعش» بفتوى وسياسة مطبقة على أرض الواقع في تحريم التدخين والموسيقى ومعاقبة من يخالف ذلك بعقوبات «شرعية» دون أن نسمع رداً شافياً من مؤسسات دينية مثل الأزهر الشريف باعتباره إحدى أهم المؤسسات الدينية الوسطية التي عليها أن تدفع نحو تعضيد قيم الاعتدال بين قطاعات الشباب الذي يذهب ضحية لفتاوى منحرفة ومدمرة للأمة دون أن تقوم على سند شرعي.
والغريب في الأمر أن فتوى ضد الفريق أول السيسي خرجت على لسان رئيس رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون الخليجي ولا نعرف هل هذه الفتوى تمثل دول مجلس التعاون أم أنها تشكل إساءة للجهود الخليجية التي تحرص على إنقاذ مصر وهي تعيش مرحلة تحول كبيرة نحو القضاء على قيم الإرهاب التي تتبناها المنظمات الإسلامية السياسية ومنها تنظيم «الإخوان المسلمين».
بكل تأكيد القيادة السياسية الكويتية تمتاز بالحكمة ولا تقبل أن يزج بالكويت في أتون المعارك الدينية ونحن نتمنى أن يهذب السلوك وألا يساء للديمقراطية عبر تسريب مثل هذه الفتاوى المدمرة لعقول الشباب. وكنا نتمنى أن نسمع رأياً رسمياً يشجب مثل هذه الفتاوى المهلكة التي لو ترك لها المجال فسوف نواجه بعقول شابة مهترئة تندفع بخطورة نحو التدمير الذاتي والمجتمعي. وفي هذا السياق على دول مجلس التعاون الخليجي أن تفكر جدياً في سياسة متقاربة ومنسقة حيال إصدار الفتاوى المدمرة التي تخرج من أفواه غير مسؤولة، فعلينا أن نتجاوز التفكير التقليدي وحصر الجهود في اتفاقية أمنية لا تؤدي الغرض المطلوب. فدول المجلس عليها أن تتبنى تهذيب الفتوى الشرعية، وأن تمارس الدول دورها دون مجاملة في وضع سياسة موحدة حول تقنين إصدار الفتاوى الشرعية. فتلك الفتوى التي أصدرها الشيخ عجيل النشمي لها تداعياتها وهي لا تصب في صالح العلاقة الكويتية المصرية.
يبقى أن نؤكد أن تنظيم «الإخوان المسلمين» عليه أن يراجع سياساته وأن يعمل على إعادة تأهيل خطابه والحركة تنتهي في مكان ولادتها، فمصر التي أخرجت تلك الحركة تشهد تحولاً في ذهنية الشارع المصري الذي أصبح على بينة من حقيقة خفايا «الإخوان المسلمين».
المصدر: الاتحاد