شهدت مديرية نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، معارك عنيفة بين قوات الشرعية اليمنية وميليشيات الحوثي، والمخلوع صالح الانقلابية، التي فرّ منها العشرات هرباً من المعارك، وسط تقدم كبير للشرعية في المنطقة، وفي جبهات مأرب وتعز والبيضاء والجوف.
وفي التفاصيل، أشار شهود في مديرية نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، إلى اشتداد المعارك في جبهات المنطقة، حيث تمكنت قوات الشرعية من الجيش والمقاومة اليمنية من التقدم والسيطرة على مناطق جديدة، وتحدث الشهود عن فرار العشرات من قيادات وعناصر الميليشيات بينهم 30 ضابطاً من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، بعد تلقيهم ضربات موجعة من قوات الجيش والمقاومة التي تقترب من أطراف المدينة ومطارها الدولي. وأشاروا أيضاً إلى نزوح عشرات الأسر من منازلها باتجاه وسط العاصمة، فراراً من المعارك.
ووفقاً لمصادر عسكرية في قوات الشرعية، فإن الجيش والمقاومة على وشك اقتحام العاصمة وتحريرها من الميليشيات، في ظل وصول تعزيزات كبيرة لقوات الشرعية والتحالف بينها أسلحة نوعية.
وذكر أركان حرب اللواء 141 التابع للشرعية في نهم، العقيد عنتر الذيفاني، في تصريحات صحافية، أنهم قدموا إلى المنطقة لتحرير الأرض والإنسان من بطش الميليشيات، داعياً أهالي المناطق المحاذية للعاصمة صنعاء وأبناء نهم إلى الالتحام مع قوات الجيش والمقاومة ومساندتها في استكمال معركة التحرير.
في الأثناء، كشفت مصادر في المقاومة عن مقتل 16 مسلحاً من عناصر الميليشيات وجرح العشرات في المعارك التي دارت في بني فرج والمجاوحة بمديرية نهم، بينما أصيب اثنان من المقاومة والجيش، فيما غنمت المقاومة والجيش عربات عسكرية محملة بالذخائر كانت في طريقها نحو مواقع الميليشيات.
يأتي ذلك متزامناً مع شن مقاتلات التحالف غارات استهدفت تعزيزات ومواقع للميليشيات، في بني فرج في عزلة عيال منصور، والمجاوحة في عزلة الحنشات، التي وصلتها قوات الجيش والمقاومة وسيطرت عليها إلى جانب مناطق المرطة بالحنشات.
وكانت الميليشيات شنت هجوماً فاشلاً على بعض المناطق التي خسرتها، خلال اليومين الماضيين، بهدف استعادتها، لكن الجيش والمقاومة تصديا لها وكبداها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، ولاذ عناصرها بالفرار من جبهات القتال مخلفين جثث قتلاهم وراءهم.
إلى ذلك بدأت الميليشيات في العاصمة صنعاء تسيير دوريات تحمل مكبرات الصوت في شوارع المدينة، لحشد مقاتليهم إلى جبهات نهم، فيما عبر سكان المدينة عن تفاؤلهم الكبير بقرب الفرج وإنهاء الانقلاب، في ظل الأخبار التي تفيد بأن الشرعية باتت على مشارف مطار المدينة.
وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش والمقاومة، في جبهات صرواح وهيلان والمشجح، من تطهير أربعة مواقع وعدد من المناطق في هيلان، والتمركز في موقع استراتيجي في أعلى قمة بالمنطقة تشرف على مناطق واسعة غرب المحافظة.
وأكدت مصادر في المقاومة لـ«الإمارات اليوم» أنها باتت تسيطر على أجزاء كبيرة من الأشقري وحزم الحقيل، وأنها في تقدم مستمر في المناطق الواقعة في محيط هيلان، وسط فرار وتراجع الميليشيات بشكل كبير، فيما تم تدمير عدد من الآليات بينها عربات عسكرية.
في الأثناء، شنت الميليشيات هجمات وصفت باليائسة على مواقع الجيش والمقاومة في هيلان، أظهرت مدى ضعف ووهن الميليشيات، بينها هجمات بصواريخ الكاتيوشا بشكل عشوائي، تساقطت في مناطق بعيدة عن مواقع الجيش والمقاومة.
وفي الجوف، ذكرت مصادر محلية وأخرى في المقاومة الشعبية أن القيادي في صفوف الميليشيات، مبارك محمد أبوعشال، المكنى بـ(أبي بدر)، لقي مصرعه مع عدد من مرافقيه في غارة جوية لمقاتلات التحالف على معسكر حام، في الجوف العالي، كما لقي نجل حسين علوي أحد قيادات الميليشيات في مديرية الغيل مصرعه في مواجهات مع قوات الجيش والمقاومة. كما قتل القيادي الحوثي، خالد يحيى الجمالي الحتري، وعدد من مرافقيه، على أيدي المقاومة في منطقة العرضي، فيما جرح عبد المجيد قعشم وثلاثة آخرون في العملية.
وكانت مقاتلات التحالف واصلت دك أوكار الميليشيات في الجوف، مستهدفة أكثر من منطقة تتمركز فيها الميليشيات في عمليات نوعية بدأتها قوات التحالف الجوية في محافظات يمنية عدة، ومنها صعدة المعقل الرئيس للميليشيات، حيث شنت سلسلة من الغارات على مواقعها في مديرية كتاف الحدودية، مستهدفة تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها إلى الحدود مع السعودية، كما استهدفت مديرية الظاهر ومواقع في نهم بصنعاء وغرب محافظة مأرب وجنوب تعز، ومحافظة حجة شمال غرب اليمن، حيث استهدفت مقاتلات التحالف تعزيزات للميليشيات في تخوم حرض، وأخرى في منطقة المزرق شمال شرق حرض.
وفي تعز، عادت مقاتلات التحالف إلى خوض المعارك بشكل كبير ضد الميليشيات، وشنت سلسلة من الغارات التي وصفت بالنوعية ضد تعزيزات ومواقع الميليشيات في غرب ووسط وجنوب المحافظة، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات في صفوف الانقلابيين وتدمير عدد من الآليات العسكرية، بينها دبابات وعربات جند في ذوباب على الساحل الغربي، ومنطقة الراهدة جنوب المدينة.
في الأثناء، واصلت الميليشيات قصفها لأحياء مدينة تعز، رداً على هزائمها في صنعاء والجوف ومأرب كما هي العادة، ما أدى إلى إصابة 11 مدنياً، كما قصفت مواقع الجيش والمقاومة في محيط المدينة، ما أدى إلى إصابة تسعة من رجال المقاومة والجيش. فيما تمكنت المقاومة من قتل اثنين من عناصر الميليشيات في ثعبات.
وتواصلت المواجهات والمعارك بين الجانبين في منطقة الضباب ومقبنة غرب المدينة، وكذا في مديرية الوازعية جنوب المدينة التي تدخلت فيها مقاتلات التحالف وقصفت مواقع الميليشيات في مركز المديرية، فيما شنت خمس غارات على تعزيزات للانقلابيين كانت في طريقها إلى الوازعية وجبهة كرش والقبيطة.
وذكرت مصادر محلية في الوازعية أن تعزيزات للميليشيات وصلت المنطقة من جهة المخاء الساحلية، بينها راجمات صواريخ وتمركزت في منطقة حصب امحشر في الزويم شمال المديرية.
وفي ذوباب، الواقعة على الساحل الغربي لمدينة تعز، تواصلت المعارك العنيفة ضد الميليشيات التي حاولت تحقيق تقدم ميداني في محيط معسكر العمري، حيث تمكنت قوات الجيش والمقاومة من دحرها، باتجاه مواقع الوازعية والمضاربة في تخوم لحج من الجهة الغربية، وصلت إلى مواقع كهبوب وجبال العمرية شرقي ذوباب.
وفي البيضاء، واصلت المقاومة تنفيذ عملياتها النوعية ضد الميليشيات، وشنت هجوماً نوعياً بالأسلحة الرشاشة ومدافع الهاون تجمعات الانقلابيين في أشعاب ناصر والنحر وتبت القوس، فيما نصبت كميناً لعربة عسكرية تابعة للميليشيات في منطقة هصيص التابعة لمديرية البيضاء، ما أدى إلى مقتل أربعة من الحوثيين وإصابة اثنين آخرين وتدمير العربة.
وفي شبوة، شنت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية هجوماً بالصواريخ والمدفعية على قرى المواطنين في مديرية عسيلان، أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة خمسة مدنيين بينهم امرأة.
المصدر: الإمارات اليوم