دعت فرنسا، أمس، إلى استئناف محادثات السلام السورية في أسرع وقت ممكن تحت رعاية الأمم المتحدة، وشككت في خطط لعقد مباحثات تدعمها روسيا حول هذه القضية في كازاخستان، في حين قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسورية، ستافان دي ميستورا، إن وقف إطلاق النار لم يسمح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، محذراً من حملة عسكرية للنظام في وادي بردى.
وتفصيلاً، أعرب الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أمس، عن أمله في أن تشمل المفاوضات حول سورية «كل الأطراف المعنية» بالملف السوري «برعاية الأمم المتحدة»، قبل 10 أيام من محادثات أستانة تحت إشراف موسكو وأنقرة.
وقال الرئيس الفرنسي في لقاء مع السلك الدبلوماسي لمناسبة السنة الجديدة، إن المفاوضات «يجب أن تتم برعاية الأمم المتحدة، في الإطار الذي حدد منذ 2012 في جنيف. المعايير موضوعة، ومن الملائم بالتالي جمع الأطراف المعنية، كل الأطراف المعنية باستثناء المجموعات الأصولية والمتطرفة، والتحرك في إطار جنيف».
وأكد هولاند مرة أخرى أن الرئيس السوري بشار الأسد «لا يمكن أن يكون الحل للمشكلة». وتابع: «لكنني لطالما أكدت على ضرورة عملية انتقال سياسي في سورية، وأنها تتطلب عدم استبعاد أي طرف في المنطقة والتحدث إلى الجميع، بمن فيهم النظام».
وصدر هذا التحذير مع اقتراب المفاوضات المقرر تنظيمها في 23 يناير في عاصمة كازاخستان بإشراف موسكو وأنقرة.
ومن المقرر أن يمهد اجتماع أستانا لإجراء مفاوضات سلام في جنيف، حدد موفد الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، موعدها في الثامن من فبراير المقبل.
وفي جنيف قال دي ميستورا إن هناك التزاماً إلى حد بعيد بوقف إطلاق النار في سورية، رغم بعض الاستثناءات، وإن المساعدات الإنسانية لم يسمح لها بعد بالدخول إلى المناطق المحاصرة، حيث ينفد الغذاء. وقال إن جماعات مسلحة منعت 23 حافلة وسائقاً سورياً، خلال عمليات إجلاء في الفترة الأخيرة، من مغادرة قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، وإن القتال مستمر في قريتين في وادي بردى.
واعلن دي ميستورا انه من المقرر عقد اجتماعين في أنقرة وموسكو على أمل تسوية أزمة المياه في دمشق، وعبر عن خشيته من «تصعيد عسكري».
وقال دي ميستورا في لقاءه مع الصحافيين في جنيف أن «اجتماعين يعقدان في أنقرة وعلى الأرجح الآن في موسكو لمناقشة هذا الجانب لسببين: أولا لان تزويد دمشق بالمياه أمر أساسي وكذلك لأنة إذا حدث تصعيد فقد يكون لذلك تأثير على المباحثات في آستانا».
ويزود وادي بردى العاصمة السورية بمياه الشرب. لكن تدمير عدد كبير من الاقنية بسب المعارك حرم الملايين من المياه.
وقال دي ميستورا إن «المعلومات التي نملكها تفيد أن خمس قرى في منطقة الوادي توصلت إلى اتفاق مع الحكومة وهذا نبأ سار». وأضاف «لكن قريتين وخصوصاً حيث يقع النبع، لم تتوصلا إلى اتفاق حاليا. هناك خطر، خطر ممكن، خطر وشيك من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري».
وأوضح أن مهندسين سوريين يساعدهم فنيون من ألأمم المتحدة مستعدون حاليا للتدخل لكنهم يحتاجون إلى «حد ادني من الأمن».
وتابع دي ميستورا أن هؤلاء «حاولوا مرتين» التوجه إلى المكان ولكن «أوقفتهم الفصائل المسلحة».
وكانت الحكومة السورية أعلنت الأربعاء أنها توصلت إلى اتفاق يمهد لدخول الجيش إلى المنطقة المتمردة بالقرب من دمشق، لإصلاح الأعطال وتزويد العاصمة بالمياه. واكد رئيس النظام السوري تصميمه على استعادة هذا القطاع وتأمين إمدادات المياه إلى دمشق. وقد تواصلت المعارك على الرغم من وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر.
المصدر: الإمارات اليوم