أجرى فريق عمل من مركز محمد بن راشد للفضاء، الفحوص التقنية النهائية على «خليفة سات»، الذي وصل إلى قاعدة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان، استعداداً لإطلاقه في 29 أكتوبر الجاري. ويحفظ القمر الاصطناعي ضمن مساحة مصممة خصيصاً لذلك، إلى حين موعد الإطلاق. ويطلق على هذه المساحة اسم «مبنى تجميع المركبات» (VAB)، حيث يتوجب على القمر الاصطناعي أن يكون موجوداً في هذه المنطقة قبل موعد الإطلاق، خلال مدة تراوح بين خمسة أيام و40 يوماً.
وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، إن «إجراء الاختبارات التقنية اللازمة على (خليفة سات)، أول قمر مصنع بالكامل في الدولة، يعد مرحلة مهمة لاستكمال التجهيزات التي تنفذ استعداداً لإطلاقه من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، الذي وقع الاختيار عليه لكونه أكبر مجمع لإطلاق الصواريخ في اليابان، وأحد المواقع الفريدة في العالم التي تسمح مميّزاته بإطلاق الأقمار الاصطناعية، وغيرها من المركبات الفضائية، إلى المدار، كما تتيح مرافقه المتعددة تنفيذ سلسلة من العمليات، مثل تجميع مركبات الإطلاق، والصيانة، وإجراء الفحوص النهائية على الأقمار الاصطناعية، وتحميلها على مركبات الإطلاق، ومتابعة عملية الإطلاق، إلى جانب تتبع مركبات الإطلاق بعد الإقلاع».
وأكد الشيباني التزام المركز بتنفيذ توجيهات القيادة وتطلعاتها لاستكشاف الفضاء والاستثمار فيه، ومضاعفة الجهود لتطويره اعتماداً على تعزيز الابتكار، وبناء الكوادر الوطنية التي بفضلها حققنا هذا الإنجاز اليوم بتصنيع «خليفة سات»، وقريباً إطلاقه، كي يبدأ العمل في مداره لمدة خمس سنوات، لتوفير المعلومات والبيانات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة.
وبدوره، ذكر مدير مشروع «خليفة سات» في مركز محمد بن راشد للفضاء، عامر الصايغ، أن «الاختبارات النهائية على (خليفة سات)، الذي وصل إلى قاعدة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي في موعده المحدد، تؤكد نجاح الخطة الموضوعة من المركز لإطلاقه، في 29 أكتوبر الجاري، ما يعكس المهنية العالية التي يتحلى بها المهندسون العاملون في المشروع، البالغ عددهم 70 مهندساً ومهندسة من أبناء الدولة».
وكان المركز قد أعلن، في وقت سابق، أن 29 أكتوبر 2018 سيكون الموعد الرسمي لإطلاق «خليفة سات»، بالشراكة مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا».
وبمجرد دخول «خليفة سات» إلى مداره المنخفض حول الأرض (على ارتفاع 613 كم تقريباً)، سيبدأ القمر الاصطناعي عمله لالتقاط صور فضائية وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل المركز، ليلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم.
اختبار «خليفة سات»
خضع «خليفة سات» لاختبارات مختلفة، تضمنت اختباراً وظيفياً للتحقق من أن جميع الأنظمة الفرعية تعمل بشكل جيد، واختباراً خاصاً بسلامة البطاريات، إضافة إلى تجهيزه لتأكيد سلامة وضعه على مركبة الإطلاق «الصاروخ (H-IIA)». كما تم تثبيته على المركبة استعداداً لإطلاقه؛ وعملت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة على تزويد فريق العمل الإماراتي بالمرافق الضرورية كافة لإجراء الاختبارات.
ويبلغ طول «خليفة سات» مترين، ووزنه 330 كيلوغراماً فقط، ليكون بذلك رائداً على مستوى العالم في فئته الوزنية، وهو يتضمن نظاماً متطوراً لتحديد المواقع، يوفر عدداً كبيراً من الصور ثلاثية الأبعاد في المرة الواحدة، بدقة عالية وبسرعة استجابة فائقة. وستستخدم الصور في جهود رصد التغيرات البيئية، وتأثيرات الاحترار العالمي، وإدارة التخطيط العمراني بشكل فعّال، فضلاً عن مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية، وسيعمل في مداره لمدة خمس سنوات.
المصدر: الإمارات اليوم