فعاليات عربية من المحيط إلى الخليج تؤازر الإمــــــــارات للفوز بـ«إكسبو 2020»

أخبار

أكد خبراء ومحللون اقتصاديون وفعاليات عربية في مؤسسات اقتصادية عاملة في مختلف العواصم العربية والعالمية مقدرة دبي على استضافة ثاني أهم حدث عالمي بعد كأس العالم وهو «إكسبو 2020»، مرجعين ذلك إلى الميزات العالمية التي تتمتع بها دبي، والتي جعلتها من كبرى مدن العالم وذات المركز الاقتصادي العالمي مقارنة بالعواصم التي تنافسها على استضافة هذا الحدث الضخم.

وأشاروا في استطلاع أجرته «البيان»، إلى أن استضافة دبي هذا الحدث العالمي، ستدر فوائد كثيرة على المنطقة العربية ككل بخلاف العائدات الضخمة جداً على الدول المجاورة للإمارات.

استقرار

قال المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية د. صلاح جودة: إن الموقع الجغرافي والاستراتيجي المهم الذي تتمتع به دبي، إضافة إلى البيئة الاجتماعية المستقرة والمناخ الاقتصادي المشجع للأعمال الذي جعلها توصف بأنها مركز التجارة العالمي للمنطقة، كلها عوامل تجعل فرص دبي أكبر من غيرها من المدن المتنافسة.

وأشار إلى أن المنطقة العربية ككل تدعم الإمارات لاستضافة هذا الحدث العالمي، وخاصة أن معرض اكسبو الدولي يعد من أكبر الفعاليات العالمية من حيث التأثير الاقتصادي والثقافي بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية، متوقعاً أن يوفر المعرض قرابة 500 ألف فرصة عمل، كما أنه يستقطب 25 مليون زائر بينهم 70 في المائة من خارج الإمارات العربية المتحدة.

وقال جودة: إن دبي حال نجاحها في استضافة هذا المعرض العالمي، فمعنى هذا أنها ستجمع ابتكارات العالم وإبداعاته تحت سقف واحد، وتفتح آفاق جديدة أمام المنطقة، مشيراً إلى ثقته الكبرى في تسخير حكومة دبي كافة إمكاناتها وطاقاتها في شتى المجالات للفوز بهذه الاستضافة.

إمكانات فريدة

والتقط الخبير الاقتصاد الدولي مساعد مدير صندوق النقد سابقاً فخري الفقي طرف الحديث، ليؤكد أنه منذ إقامة الدورة الأولى من المعرض في لندن عام 1851، أتاح معرض إكسبو الدولي إمكانات فريدة من نوعها، كانت بمثابة فرصة للأفراد من مختلف أرجاء العالم أن يلتقوا ويحتفوا بتباين الثقافات، ويطلعوا على أحدث ابتكارات التكنولوجيا، مؤكداً أنه يمثل حافزاً قوياً لعملية التحول الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ناهيك عما ينجم عنه من ترك قيمة للمدينة المضيفة والبلد المضيف.

ثقة الفوز بالحدث

أشار أستاذ التخطيط الدولي بجامعة القاهرة منصور النجار إلى أن دبي تمتلك إمكانيات ومقومات النجاح لتنظيم الأحداث والفعاليات العالمية، ولديها رصيد ضخم من الخبرة، إضافة إلى أن البنية التحتية المتوافرة في دبي تتفوق على الدول الأخرى التي تنافس دبي في تنظيم إكسبو 2020 ومنها مدينة «ساوبولو» البرازيلية..

وأشار إلى أن سمعة دبي عالمية في كافة المجالات الاقتصادية والثــقافية والاجتماعية ولاسيما السياحة والأمن والطراز المعماري الفريد، مؤكداً أن دبي تعد مدينة عالمية امتزجت فيها العديد من الثقافات ونجحت خلال عقدين في منافسة أقدم المدن في القارة العجوز بتــفوقها العمراني والحضاري.

وأكد النجار ثقته الكبيرة بفوز إمارة دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وقال: إن الجميع يؤمن بأن المكان الوحيد المناسب للحدث هو دبي، فلديها البنية التحتية المتطورة، كما أن الإمارات ثاني أكبر اقتصاد في الوطن العربي، وهي تعيش حياة اقتصادية منفتحة ونامية، ولها روابط جيدة مع باقي العالم، هذا بالإضافة إلى الأمان والاستقرار، كما أن الإمارات من البلدان القليلة في الوطن العربي التي تمثل عنصراً حيوياً لأي حدث عالمي.

شواهد

أكد عضو مجلس الشورى البحريني رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز أبل، في تعليقه على إمكانية دولة الإمارات وبالتحديد مدينة دبي في استضافة معرض «إكسبو 2020»، أنها تمتلك قدرات عالية من حيث تنظيم المؤتمرات وجذب رؤوس الأموال، وأوضح أن التجارب شاهدة على مدى قدرة دبي على استضافة العديد من المؤتمرات والمعارض العالمية.

وقال أبل لـ«البيان»: إن لدى مدينة دبي طاقات بشرية إماراتية استطاعت أن تثبت جدارتها في التنظيم لكثير من المؤتمرات والفعاليات التي احتضنتها دبي، وأكد ثقته بأن الإمارات قادرة، بل وستنجح في الفوز باستضافة المعرض.

وأضاف عضو الشورى البحريني، أن استضافة دبي لمعرض «إكسبو 2020» الذي سيحضره آلاف المشاركين من مختلف دول العالم سيؤدي إلى زيادة حركة السفر والفنادق والمواصلات والاتصالات، بالإضافة إلى أن مدينة دبي ستكون محط أنظار وسائل الإعلام، لما يمثله هذا المعرض من أهمية سيكون العائد منها كبيراً اقتصادياً على المنطقة، خصوصاً منها دول الخليج التي ستعج بالحركة السياحية والثقافية في حال فازت الإمارات بالاستضافة، وأشار إلى أنه إلى ذلك الحين سيكون الاتحاد الخليجي قد تحقق على أرض الواقع حينها بإذن الله.

تفوق

قال رئيس المجلس العربي للتنمية والتدريب والاستشارات في المغرب، أيمن أعماليك، إن ملف ترشيح الإمارات يتفوق على نظرائه من روسيا وتايلاند وتركيا والبرازيل، وأوضح أن ذلك يعود لجاذبية الإمارات التي اعتادت استضافة المهرجانات والتظاهرات الدولية كمهرجان دبي للتسوق، الذي يعد أكبر تظاهرة احتفالية في منطقة الشرق الأوسط ومهرجان دبي للموضة ومهرجان دبي للسينما، بالإضافة إلى كل من معرض الطيران الدولي، سوق السفر العربي، جيتكس، جلفود وسيتي سكيب دبي وأبوظبي واجتماعات المنظمة الدولية للطاقة المتجددة أيرينا، وقمة الطاقة، والمنتدى الاقتصادي العالمي ومعرض آيدكس والبطولة العالمية للفورمولا-1، فضلاً عن المؤتمرات الدولية مثل اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها.

جدارة

قال الدكتور فؤاد شرهان، الباحث في لجنة الدراسات والبحوث الاستراتيجية في رئاسة الجمهورية اليمنية: إن استضافة دبي لهذا المعرض تعود إلى أن للإمارات عامة ودبي خاصة سجلاً حافلاً من النجاحات في تنظيم الفعاليات المعارض والمؤتمرات الوطنية والإقليمية والدولية مثل معرض الطيران الدولي، سوق السفر العربي، جيتكس، اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما أن لدى دبي إمكانات هائلة تؤهلها لمثل هذه التظاهرات، لافتاً إلى أنها تمتلك بنى تحتية في قطاع النقل والمواصلات والطرق والمنشآت السياحية والفندقية والموانئ والمطارات التي تجعلها «صين المنطقة»، ومكانتها تضاهي البلدان المتقدمة في دول أوروبية إن لم تكن تتفوق عليها في أشياء كثيرة الأمر الذي يجعلها قادرة بما لديها من إمكانات وتجارب على استضافة هذا المعرض المهم، والذي كما يراه شرهان سيزيد من رصيد خبرتها وتراكم تجاربها ومن ثم يعمل على تطوير وتعزيز قدراتها على تنظيم المؤتمرات واحتضان الفعاليات الإقليمية والعالمية، وباعتبارها من الاقتصادات التي تنمو بوتيرة عالية في المنطقة، فإن هذا سيجعلها وجهة للاستثمارات في العديد من القطاعات.

من جهته، قال رجل الأعمال نوار باذيب من اليمن: سيمثل هذا الحدث الذي ستستضيفه دبي نقطة تحول في تنظيم المعارض، وهو يعكس إلى حد بعيد المكانة التي أصبحت دبي تحتلها خاصة واقتصاد الإمارات العربية المتحدة عامة بين الدول الصاعدة.

ويرى باذيب أن هذا الحدث بهذا الحجم العالمي فرصة تاريخية للتواصل عن كثب بين المشاركين سيمكنهم من أن يتبادلوا وجهات النظر والأفكار والمعلومات في جو تفاعلي وفي بعض الحالات تطبيقي، لاسيما لجهة الابتكارات والتطورات التقنية في عين المكان في الاحتكاك المباشر مع الخبراء ما يؤدي إلى توطين التكنولوجيا والمعرفة من خلال ملامستها وهذا يؤدي إلى اكتساب مواطني الدولة والمقيمين ومواطني دول المنطقة الخبرات والمعارف والعلوم الجديدة والمهارات المهنية الحديثة مطورة، ويسهم في تطوير قطاعات الأعمال.

وقال الأستاذ نبيل اللوزي، رئيس مركز «دنا يمن» للتنمية السياحية في اليمن: إن إكسبو 2020 ستكون له انعكاسات إيجابية على الصناعة السياحية السياحي مثل زيادة الطلب على المنتجات والخدمات السياحية وتوفير فرص عمل دائمة أو موسمية مؤقتة ستنعش الطلب على الرحلات والسفر من بلدان المنطقة في اتجاه المعرض، وهذا بدوره سيؤدي إلى رفع وتيرة العمل في وكالات السفر والسياحة، كما ستدب الحركة في المهن المرتبطة بالسياحة كالنقل والخدمات، وذلك على خلال فترة المعرض ما سيؤدي إلى ارتفاع معدل سياحة الأعمال على وجه الخصوص وزيادة الطلب على الخدمات والمنتجات السياحية خلال موسم المعرض الذي سيستمر على مدار ستة أشهر متواصلة وهي مدة طويلة، لا شك أن زيارة السائح الواحد ستتكرر لأكثر من مرة، ما سيعمل على تنشيط قطاع السياحة والسفر في جميع بلدان المنطقة.

رجل الأعمال قاسم محمد أحمد، يرى أن المعرض سيفتح آفاقاً للتسوق والاستثمار خاصة الاستثمار العقاري في دبي الذي أصبح يستقطب الكثير من استثمارات المنطقة، مشيراً إلى أنها ستكون وجهته في الموعد 2020 إن شاء الله.

نقطة تحول

عبر اقتصاديون من فلسطين لـ«البيان»، عن أملهم في أن تكلل هذه الخطوة بالنجاح، لتصبح الإمارات بؤرة الانطلاق نحو التطور التكنولوجي والمعرفي والاقتصادي في الشرق الأوسط والمنطقة جمعاء، نظراً لما تشهده من طفرة إدارية سريع وما تملكه من مقومات عدة.

وصف البروفيسور الاقتصادي نور أبوالرُّب لـ«البيان» دولة الإمارات، بالراشدة، مؤكداً أنه ليس من الصعب عليها النجاح في استضافة معرض إكسبو الدولي 2020 على الرغم من المنافسة الشديدة الجارية بين الدول الكبرى، وأضاف: «إمكانيات دولة الإمارات وحرص قيادتها الرشيدة ومبادراتها وخططها توفر لها المقدرة على التحرك الفاعل والنوعي لتوفير مناخ مثالي لاستضافة هذا الحدث الكبير والمهم الذي لم يسبق له مثيل في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا».

رافد

قال ناصر عبدالله الجهوري، صاحب شركة روابي الخليج للتجارة والمقاولات في سلطنة عمان: إن ملف الإمارات العربية المتحدة لاستضافة هذا المعرض الدولي «إكسبو 2020» قفزة كبيرة وتحد اشتهرت الإمارات بقبول أمثاله، واجتيازه بنجاح إلى جانب كونه إنجازاً كبيراً.

وقال المواطن العماني سعيد بن صالح العبري: إن دولة الإمارات العربية المتحدة ستتمكن من النجاح في استضافة إكسبو 2020، وذلك لاعتبارات أهمها البنية الاقتصادية التي وصلت إليها الإمارات، والتطور الكبير في البنى الأساسية ونظم النقل والمطارات، إضافة إلى التطور التقني الذي وصلت إليه.

من جهتها، قالت عزيزة بنت سعود العذوبي مخططة بيئية والمكلفة بأعمال قسم البيئة البحرية بوزارة البيئة والشؤون المناخية في سلطنة عُمان نائب مدير الجناح العماني في إكسبو يوسو 2012، نائب مدير الجناح العماني في إكسبو شنغهاي 2010، أن فرص نجاح دولة الإمارات في استضافة المعرض كبيرة جداً، وذلك لأن المعايير المؤهلة لنجاح ملف الاستضافة تنطبق على الإمارات، فالمعايير الفنية، والتي تتمثل في البنية التحتية لمدينة دبي والمرافق والخدمات والتسهيلات بما فيها موقعها وقدرتها على الربط مع مدن ودول العالم منطبقة بشكل كبير، وأجزم أن دبي خلال السنوات القليلة الماضية، أثبتت أنها قادرة على مد جسور التواصل بين مختلف دول العالم.

قبلة العالم

وأشار وزير الثقافة التونسي مهدي المبروك إلى أن دبي تقع في قلب العالم، وهي مؤهلة لأن تكون قبلة العالم في إكسبو 2020، داعياً جميع الدول العربية إلى دعم ملف ترشحها لهذا الحدث، خصوصاً وأن جميع العرب سيستفيدون منه من خلال الكشف عن إمكانياتهم الاقتصادية والثقافية والسياحية ومن خلال التعريف بتراثهم وخصوصياتهم الحضارية وربط جسور التواصل مع بقية شعوب العالم وأردف: «عندي ثقة تامة بأن ملف دبي سيحظى بالنجاح والقبول، خصوصاً وأن لدولة الإمارات العربية المتحدة حضوراً لافتاً ومؤثراً عالمياً ولإمارة دبي سمعة متميزة في القارات الخمس، وهي التي تستقطب الملايين من السياح سنوياً، ويجعلها عشرات الملايين معبراً لهم في تنقلهم بين شرق العالم وغرب وجنوبه وشماله.

قالت وداد بوشماوي، رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في تونس: إن «احتضان دبي لإكسبو 2020 سيكون حدثاً عالمياً كبيراً وفخراً لكل العرب والمسلمين، كما سيكون مناسبة لدعم التعاون الدولي في جميع المجالات وتوطيد الصلات بين الشرق والغرب»، مضيفة أن «دبي اليوم ودولة الإمارات العربية المتحدة تعيش طفرة اقتصادية وحضارية وثقافية واجتماعية مهمة، ولها من الإمكانيات المادية والبشرية ومن البنى التحتية والروح القيادية والذكاء الاستثماري ما يؤهلها لإنجاح التظاهرة والارتقاء بمستواها إلى ما هو أفضل وأكمل».

من جهته، قال الفنان التونسي لطفي بوشناق إن استضافة دبي «إكسبو 2020» ستمثل حدثاً تاريخياً وكذلك مكسباً لجميع العرب من المحيط إلى الخليج وفوائده ستعم الجميع مادياً ومعنوياً، وسيكون للثقافة والفنون والإبداع حضور لافت في التظاهرة ليكتشف العالم أهمية هذه الرقعة من العالم التي لا تختزن في باطنها النفط والغاز فقط، وإنما تختزن التاريخ وكنوزه وآثاره وتحمل فوق سطحها القيم والمبادئ الإنسانية العظيمة».

دعوة

دعا خبراء سودانيون استطلعتهم «البيان»، إلى أهمية دعم فوز الإمارات باستضافة معرض «إكسبو الدولي 2020» في دبي، لاسيما وأنه إن تحقق سيكون للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، موجهين نداءهم لكل دول المنطقة بمساندة ملف دولة الإمارات لاستضافة المعرض لما ينعكس على قيامه من نهضة وانتعاش للمنطقة بأكملها.

وقال مدير قطاع الاقتصاد بوزارة المالية بالخرطوم د. عادل عبدالعزيز: إن دولة الإمارات تتمتع ببنيات تحتية ممتازة لاستضافة جميع أنواع الأنشطة الدولية، وذلك لما يتوافر بها خدمات فندقية متقدمة تتيح الإقامة المناسبة لضيوفها إلى جانب توافر وسائل النقل والمواصلات والبنية المعلوماتية المتطورة، سيما وأن كبريات القنوات الفضائية تتخذ من دبي نقطة انطلاق لبثها، من جهته، قال الخبير الاقتصادي السوداني دكتور محمد الناير: إن إقامة إكسبو 2020 بدبي مكسب يعود نفعه على دولة الإمارات العربية والمنطقة برمتها، داعياً جميع الدول لمساندة الإمارات للفوز بتنظيم المعرض، مضيفاً: «لا يختلف اثنان في مقدرة دبي على إقامته»، ويشير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة وخلال الحقبة الأخيرة أصبحت مركزاً مالياً وتجارياً دولياً وسياحياً على مستوى العالم.

الثقل الاستراتيجي للدولة ومميزات دبي يعززان حظوظ الفوز

قال المفكر الاقتصادي العالمي الدكتور إبراهيم عويس، الأستاذ في جامعة جورج تاون الأميركية: إن ملف دولة الامارات لاستضافة الحدث مميز ولم يستبعد أن تفوز دبي بحق الاستضافة.

وأضاف أن للإمارات العربية المتحدة مكانة دولية رفيعة وثقلاً مميزاً على الصعد كافة، فضلاً عن أن دبي اليوم مصنفة كونها مركزاً مالياً تجارياً عالمياً، حتى قبل ظهور النفط، وموقعها الاستراتيجي كان الممر التجاري ما بين الهند والعالم مروراً بالمنطقة العربية، وتجارة الذهب كانت رائجة وكانت تشتهر بها تلك المنطقة، ومما لا شك فيه أن هذا الحدث سيسهم في انتعاش التجارة الخارجية لدول المنطقة وخاصة الخليجية، والتي سجلت زيادات واضحة في السنوات الأخيرة.

وأضاف عويس أن التصويت لصالح الإمارات سيفتح آفاقاً لا تقتصر على الناحية الاقتصادية والتجارية فقط، ولكن الثقافية أيضاً، لاسيما وأن دبي بها مركز من أهم المراكز الثقافية في العالم، وهو مركز جمعة الماجد، وهو مركز إشعاع في كل المجالات، كما أصبح مركزاً للثقافة العربية والإسلامية وحفظ تراثهما.

لافتاً إلى أن الفوز يجعل من دولة الامارات العربية المتحدة محور اهتمام عالمي أكبر من ذي قبل، رغم أنها اليوم تتمتع بشهرة كبيرة عقب تصدرها مؤشرات تنافسية عالمية، لذا ستكون محط أنظار الصحافة العالمية وكل وسائل الإعلام والمراكز الاقتصادية والتجارية وأكبر شركات العالم.

من جهته، قال المهندس محسن مراد، أحد رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية: إن الحدث يساعد بشكل كبير على نقل التكنولوجيا المتطورة إلى المنطقة العربية والانفتاح على أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الدول المتقدمة، ناهيك عن الازدهار السياحي وعائداته الضخمة.

فيما قال الدكتور المهندس نايل الشافعي، أحد رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية، والمحاضر بمعهد مساتشوستس للتكنولوجيا ومؤسس موسوعة المعرفة: إن ساحل الخليج العربي شكل على مدى ألفين وخمسمائة سنة مفترق طرق محورياً لقارات العالم، وتتمتع الإمارات العربية المتحدة بموقع استراتيجي في المنطقة وفي قلب العالم، ما يجعلها إلى جانب مؤهلاتها الاقتصادية الأخرى جديرة بتنظيم إكسبو 2020. لافتاً إلى أن الفوز بحق التنظيم سيضيف إلى دولة الامارات خبرات تنظيمية لمثل هذه الأحداث الكبيرة ويعزز موقفها سياسياً وتجاريا.

أكاديميون: تنظيم «إكسبو» في دبي يكتسب أهمية كبرى للمنطقة

قال دكتور الاقتصاد في الجامعة الهاشمية الاردنية، رضوان الخرابشة: إن لمعرض «إكسبو دبي 2020» أهمية اقتصادية كبيرة في ظل الأوضاع التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، ففي استضافة الإمارات للحدث الاقتصادي العالمي تأكيد على المناخ الاقتصادي المنفتح والمستقر في الدولة بشكل عام وفي دبي بشكل خاص.

وأضاف: إن نجاح الإمارات في استضافة هذا الحدث الضخم أمر لا شك فيه فالإمارات تحتضن أكثر الأسواق العالمية انفتاحاً وشفافية ودبي أكثر مدن العالم تمثيلاً للشركات العالمية لذا الإمارة مؤهلة لاستضافة أضخم المعارض العالمية على الدوام. وتابع قائلاً: كثيرة هي المزايا التي تجعل من دبي متسيدة مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط اقتصادياً.

كما أكد الدكتور الخرابشة أن موقع دبي الاستراتيجي وموانئها، جعلا منها حلقة وصل تجارية قل نظيرها عالمياً، «إن ما استطاعت الإمارات إدراكه باكراً والسير فيه بخطى واثقة أن اللجوء لأن تكون الإمارات مركزاً تجارياً عالمياً هو الحل والطريقة المثلى لاستدامة اقتصاد النفط أساسه لأن هذا الخام سيأتي عليه يوم وينفد».

وأما عن أهم القطاعات المستفيدة من إقامة المعرض، فيؤكد عميد كلية الاقتصاد بجامعة آل البيت الاردنية الدكتور محمد الرحاحلة، أن أغلب القطاعات التجارية والتكنولوجية ستكون المستفيدة الأولى من هذا الحدث العالمي الذي سيختزل فارق الوقت بين اختراع التكنولوجيا ووصولها إلى المنطقة، فإكسبو دبي سيعرض أحدث ما توصلت إليه الشركات العالمية من تكنولوجيات ستسهم برفد أسواق المنطقة بما هو أشد حداثة.

تقرير: الإمارات تنهض بالاقتصاد الخليجي

أشار التقرير الصادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره لندن، إلى أن استضافة دبي لمعرض التجارة العالمي «إكسبو 2020» سيكون لها أثر اقتصادي كبير في اقتصادات دول الخليج العربي والمنطقة.

وهو ما دفع اقتصاديين أردنيين إلى الإشارة إلى استضافة الإمارات لهذا الحدث العالمي بصفة استثنائية، مشيرين إلى الأهمية الاقتصادية البالغة في إحداث نقلة تنموية وتكنولوجية ليس للإمارات وحسب، بل لدول الخليج العربي كذلك. وقال الخبير الاقتصادي الأردني الدكتور سيف شبيل، في تصريح لـ«البيان»: لا أعجب من الأرقام التي توقعها المركز العالمي للدراسات التنموية.

وأضاف: أن معرضاً بهذا الحجم سيحدث نقلة نوعية قي اقتصادات الخليج العربي. وأجمع الكثير من الخبراء الاقتصاديين على الرأي ذاته الذي حمله شبيل، مشيرين إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتضن أقوى مركز تجاري في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط جاهزة لاستضافة هكذا حدث عالمي وستنجح بالتأكيد.

وقال شبيل: إن على الشركات الرائدة والنامية في المنطقة الاستفادة قدر الإمكان من معرض سيضم بين جنباته أهم ما توصلت له الشركات العالمية قاطبة، إنها دعوة لاقتصاديات المنطقة لتنظر إلى الجانب التجاري وفتح أفق لموارد لا تنضب أسست لها دولة الإمارات.

 المصدر: البيان