كاتب إماراتي
الكاتبة المميزة الدكتورة بدرية البشر نشر لها الكثير من الكتب والمقالات الرائعة، ونالت العديد من الجوائز الدولية والإقليمية، ولكن في العام 2006 نشر للدكتورة رواية تدعى هند والعسكر، في هذه الرواية كان يوجد سطر واحد اعتبره من يتصيدون الفرص ضد الغير بأنه دليل على التجديف والانحراف الفكري، منذ ذلك الحين يتم رجم الدكتورة البشر يومياً!
من الصعوبة بمكان أن تعيش في مجتمع لا يدعم نجاحك، ولا يوفر لك أدنى مقومات التميز والإبداع، وسيكون الوضع غريباً عندما يشيد بك فجأة المجتمع نفسه عندما تثبت نفسك، وبعد أن يعترف بك الغير كشخص ناجح ومميز في أحد المجالات. ستحاول أن تقنع نفسك بأن المجتمع قد تغير، وبأن نجاحك سيكون أخيراً مصدراً لسعادتهم، وسيستمر هذا الإحساس معك وإلى أن يجد أحد أفراد هذا المجتمع، والذي لا تدين له بأي فضل في نجاحك فرصة سانحة للنيل منك. قد يستمر البحث عن هذه الفرصة لفترة طويلة، ولكنه لن ينتهي لأن هذه النوعية من المجتمعات لا تموت فيها الطفيليات التي تعيش على إضعاف الآخرين وتحطيمهم.
الغريب في الموضوع أنه سيتم البحث في كامل حياتك للبحث عن أي زلل أو خطأ للتشهير بك، والنيل من مكانتك، والمطالبة بمحاربتك، ومنعك من ضوء الشمس، حتى ولو حاولت أن تسحب جذورك من الأرض التي غرستها فيها لتهاجر إلى غابة مجاورة، لتبدأ من جديد.
فستجدهم لك بالمرصاد عن طريق أقاربهم من الفطريات في الغابة الجديدة، هم لن يرضوا أبداً بأن تزهر أغصانك من جديد، لقد حكموا عليك بالموت، وسيتركون طريقة تنفيذ الحكم إليك، فإما أن تحارب إلى أن تموت واقفاً كما تموت الأشجار، أو أن تعلن انسحابك بهدوء، وتنكس قامتك، وتسمح لهم الآن بامتصاص الحياة منك. ستموت في كلا الحالتين، وسيتم الاحتفال مراراً وتكراراً بهزيمتك، إنه انتصار الغوغائية.
يحكى أنه قد تم إحضار امرأة زانية إلى سيدنا عيسى عليه السلام، وطلب الجمهور منه إقامة الحد عليها بالرجم حتى الموت، فقال لهم جملته المشهورة، من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، فهل أصبحت مجتمعاتنا خالية من العيوب، ولهذا تفرغت لرجم كل محاولة للتجديد أو التغيير في سبيل النجاح؟
المصدر: صحيفة الرؤية