هرع متطوعون لتحصين المنطقة التاريخية في وسط العاصمة التشيكية بأكياس الرمل خشية انهيارها أمام الفيضانات المدمرة التي تجتاح وسط أوروبا والتي خلفت ما لا يقل عن ثمانية قتلى وأدت إلى إغلاق مصانع وإجلاء آلاف السكان عن ديارهم.
وقتل ستة أشخاص في جمهورية التشيك في أسوأ فيضانات في البلاد منذ عشر سنوات وأعلنت حالة الطوارئ في حين قتل شخصان في النمسا وفقد اثنان آخران.
ولم يشهد وسط أوروبا فيضانات بهذا الحجم منذ 2002 حين قتل 17 شخصا في جمهورية التشيك وبلغت الخسائر المادية حوالي 20 مليار يورو (26 مليار دولار).
وقال مسؤولون بالعاصمة التشيكية براغ التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي إنهم لا يتوقعون أن يصل منسوب المياه في نهر فالتافا الذي يمر في وسط العاصمة إلى نفس منسوب عام 2002.
لكنهم حرصوا على اتخاذ كافة التدابير الاحترازية. وأغلق المسؤولون شبكة المترو وقام جنود بوضع حواجز معدنية متحركة في الشوارع القريبة من النهر ووسائل دفاع ضد الفيضان صدرت أوامر بها بعد كارثة 2002. واقام متطوعون في أماكن أخرى حواجز من أكياس الرمال.
كما تم تخدير النمور ونقلها من منطقة معرضة للخطر في حديقة حيوان براغ.
وقال مسؤولون تشيكيون إن الدفاعات ضد الفيضانات في براغ يفترض أن تصمد إلا أن منسوب النهر من المرجح أن يرتفع مرة أخرى الثلاثاء. وقال وزير البيئة توماس تشالوبا “إن القصة لم تنته بعد هنا”.
وأغلق جسر تشارلز وهو مكان مفضل للسائحين يعود إلى القرن الرابع عشر. وطفت جذوع أشجار في المياه التي عكرها الطمي.
وتسببت الفيضانات التي أثرت ايضا على أجزاء من ألمانيا وسلوفاكيا والمجر وبولندا في انخفاض أسهم شركتي ميونيخ ري وهانوفر ري لإعادة التأمين بنحو 2.5 بالمائة حيث تتوقع الأسواق أن يتقدم أصحاب العقارات بعدد كبير من المطالبات للحصول على التأمين فور انحسار المياه.
ونجمت الفيضانات عن سيول استمرت بضعة أيام. وفي بعض الأماكن هطلت كمية من الأمطار في عدد قليل من الأيام تعادل تلك التي تسقط في العادة في شهرين.
وأغلقت شركة فولكس فاجن لصناعة السيارات بصفة مؤقتة مصنعها في تسفيكاو بولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا لأن الفيضانات حالت دون وصول العمال إلى المصنع كما غمرت المياه أجزاء من مدينة باساو الألمانية عند التقاء نهر الدانوب مع نهرين آخرين.
ومن بين أكثر المناطق التي تضررت بالفيضانات تلك الواقعة على ضفتي نهر الدانوب الذي ينبع من ألمانيا ويمتد عبر دول منها النمسا وسلوفاكيا والمجر ليصب في البحر الأسود. وتضخم النهر بمياه أمطار غزيرة هطلت في مطلع الاسبوع.
ويشير بعض علماء المناخ إلى صلة محتملة بين ظواهر متطرفة مثل السيول والتغير المناخي. فكلما كان الهواء أكثر دفئا كلما زادت الرطوبة التي يحملها. وقالت دراسة أجرتها هيئة علماء من الأمم المتحدة العام الماضي إن هطول الأمطار بغزارة سيصبح أكثر شيوعا في القرن الحالي.
المصدر: سكاي نيوز عربية