في الوقت الذي يواصل فيه السويسري جياني إنفانتينو حديثه الدبلوماسي جهراً، يمضي سراً نحو الخطوة المتوقعة أصلاً بالبحث عن مستضيف جديد لمونديال 2022، متى ما قرر «فيفا» العودة إلى صوابه وسحب شرف تنظيم المونديال من الدولة التي ترعى الإرهاب.
وفي تصريحات نقلت عنه أول من أمس تعليقاً على المقاطعة على الدولة التي ترعى الإرهاب وتأثير ذلك على مونديال 2022 قال جياني إنفانتينو: لا أتكهن بما سيجري بعد 5 سنوات من الآن، ولكن صحيح أن الفيفا يجب أن يظل متنبهاً لما يحدث، وبالتالي فنحن نلاحظ بعناية تطور الوضع. نحن أيضا على اتصال منتظم مع السلطات العليا في قطر واللجنة المنظمة.
وبحث «فيفا» عن مستضيف جديد ليس بالأمر السري جدا، بل بات نوعا من الحديث اليومي في الصحافة الغريبة، والتي تؤكد في الوقت نفسه، أن مصادرها في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تشير إليها بانطلاق عملية البحث عن مستضيف جديد لمونديال 2022.
بينما يتكتم رئيس الاتحاد الدولي على القرار، الذي اتخذه ووضع على عاتقه شخصيا إيجاد بديل للدولة التي ترعى الإرهاب، متى ما تقرر سحب شرف تنظيم المونديال منها، على ألا يؤدي قرار «فيفا» بسحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، على فرصة القارة الصفراء في استضافة الحدث العالمي الرياضي الأكثر متابعة، للمرة الثانية في تاريخها بعد مونديال 2002، الذي عرف تنظيما مشتركا عن طريق كوريا الجنوبية واليابان.
ترشيحات
ورفضت مصادر مقربة من رئيس «فيفا» اعتبار الولايات المتحدة الأميركية من بين المرشحين الفعليين للتنظيم مونديال 2022، متى ما صدر قرار نزع شرف التنظيم من الدولة التي ترعى الإرهاب، وأضافت المصادر: الولايات المتحدة الأميركية تملك الإمكانيات بالفعل لاستضافة المونديال الآن، ولكن ذلك سيؤدي إلى الإخلال بمخططات مستقبلية يركز عليها جياني إنفانتينو، حيث يريد رئيس «فيفا» أن يقدم نموذجا رائعا للمونديال 2026 الذي سيرتفع فيه عدد الدول المشاركة إلى 48 منتخبا.
وهو يريد أن تتقدم دول قارة أميركا الشمالية الثلاث، الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، هو يرغب في أن يضمن أكبر فرصة من النجاح لمونديال الـ 48 منتخبا، ويبدو أن وجود الولايات المتحدة الأميركية من بين المنظمين لهذا المونديال هي الفكرة الرئيسية التي يرغب جياني إنفانتينو في تحقيقها.
فرصة
وكشف المصدر نفسه، أن جياني إنفانتينو رئيس «فيفا» يركز على عدم تضرر القارة الصفراء، من قرار «فيفا» بحرمان الدولة التي ترعى الإرهاب من تنظيم مونديال 2022، وأن رئيس «فيفا» يركز على أن يكون البديل آسيوياً، حتى لا يتسبب إبعاد البطولة عن القارة الصفراء في ردود فعل سلبية تؤثر على مستقبل علاقات جياني إنفانتينو مع دول القارة الآسيوية، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وتوقعت مصادر متطابقة أن تكون الصين هي الخيار الأول الذي يعول عليه جياني إنفانتينو، وأن رئيس فيفا سيلمح إلى الأمر في اجتماعه غدا مع الرئيس الصيني.
زيارة
ويستقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ غداً إنفانتينو في وقت تتزايد فيه الشائعات حول ترشيح محتمل للصين لاستضافة نهائيات كأس العالم.
وأوضحت الحكومة الصينية أن إنفانتينو سيلتقي الرئيس الصيني في قصر الشعب الموجود بالقرب من ساحة تيانمين.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ: «نتمنى تعزيز تعاوننا في مجال كرة القدم مع المنظمات الدولية بينها الفيفا ومع بلدان أخرى».
وأضاف في مؤتمر صحافي: «تنظيم كأس العالم في الصين، هو حلم العديد من الصينيين. نتمنى أن يتحقق في أسرع وقت ممكن».
ولم تعط أي تفاصيل أخرى على مسار الزيارة أو على ما الذي ينتظره الرئيس شي الذي يعشق كرة القدم ويحلم بأن تتمكن بلاده الأكثر سكانا في العالم، من التأهل إلى نهائيات كأس العالم واستضافة إحدى نسخها.
وبعد سلسلة من النتائج السلبية، فقد المنتخب الصيني آماله في التأهل إلى المونديال المقبل المقرر في روسيا عام 2018.
ويحتل المنتخب الصيني المركز 82 عالميا خلف جزر فارو وبنين.
وبخصوص استضافة نهائيات كأس العالم، كان نائب رئيس الاتحاد الصيني لكرة القدم أعلن العام الماضي أنه يؤيد فكرة مونديال صيني عام 2030، علما بأنه عين في مايو الماضي في مجلس الفيفا الذي يحدد توجهات واستراتيجية المؤسسة العالمية.
وبحكم مبدأ المداورة الذي أقره الفيفا فإن الصين لا يمكنها استضافة نسخة 2026.
ويناضل الاتحاد الأوروبي للعبة من أجل ترشيح أوروبي عام 2030. وفي حال نجح اتحاد القارة العجوز بالظفر بشرف تنظيم نسخة 2030 فإن الصين ستركز على مونديال 2034.
ووقعت العديد من الشركات الصينية الكبرى في الأشهر الأخيرة عقود رعاية مع الفيفا وهو ما يعزز حظوظ الصين بحسب بعض الخبراء.
تحذير
وأكد مصدر مقرب من السويسري جياني إنفانتينو رئيس فيفا أنه سيعمد إلى مبدأ الإغراء والتحذير في التعامل مع التنين الصيني، بحيث لن يكشف عن رغبته مباشرة في أن تتولى الصين تنظيم مونديال 2022، للمسؤولين الصينيين، بل سيجعل الأمر يأتي منهم، بأن يؤكد دعمه للرغبة الصينية في استضافة المونديال في أي وقت، في الوقت نفسه سيتحدث عن أن الفرصة الأقرب لذلك ستكون في عام 2038، من واقع أن قارة آسيا لا يمكن أن تنظم مونديال 2026، وأن القارة العجوز قررت أن تقدم إنجلترا لاستضافة مونديال 2030، وهي منافس لا يمكن للصين أن تتغلب عليه.
خاصة أن الحجة لن تكون في صالحها حيث أن قارة آسيا استضافة البطولة بعد أوروبا، بينما ستطالب إفريقيا بحقها في تنظيم مونديال 2034 أي بعد ربع قرن تقريبا من المرة الوحيدة التي نظمت فيها البطولة، مما يعني أن الفرصة الأولى التي ستتاح للصين من أجل نيل شرف تنظيم المونديال ستكون في عام 2038، هذا إذا لم تطالب أميركا اللاتينية هي الأخرى بتنظيم المونديال خاصة بعد أنباء عن ملف مشترك بين الأرجنتين وأورغواي.
وسيلمح رئيس «فيفا» حسب مصادر مقربة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، خلال اجتماعه بالرئيس الصيني، إلى أن المنافسة مستقبلاً على شرف تنظيم المونديال ستكون صعبة، من واقع أحقية قارات أخرى، لذا فإن أمام الصين فرصة تاريخية للحصول على تنظيم المونديال في «أسرع فرصة ممكنة» حسب ما هي ترغب وتركز وسائل الإعلام فيها، وأكد المصدر أن جياني إنفانتينو سيطلب من مسؤولي الاتحاد الصيني ترتيب أوراقهم «مبكرا».
خيار
وإذا فشلت مساعي «فيفا» في إقناع الصين بالتقدم بسرعة نحو فرصة تنظيم مونديال 2022، فإن فيفا يضع في حساباته خيارات أخرى على رأسها اليابان وكوريا الجنوبية، بملف مشترك كما حدث في مونديال 2002، أو باستضافة منفردة بعد أن أكدت كل دولة على رغبتها في الحصول على تنظيم المونديال، إلا أنها لم تحظ بفرصة حقيقية لمنافسة ملف الفساد الذي عرف كيف يشتري الذمم ويتلاعب بها ليحصل على تنظيم مونديال 2022.
وكشف مصدر مقرب من رئاسة «فيفا» أن جياني إنفانتينو يستغل وضع أستراليا الحالي لضرب أكثر من عصفور بحجر، فأستراليا كانت أيضا تقدمت بطلب لتنظيم مونديال 2022، وكانت حينها تتبع لأوقيانيا، ولكن بعد ذلك حصل الاتحاد الأسترالي على عضوية الاتحاد الآسيوي، مما يعني استمرار تنظيم الاتحاد الآسيوي لمونديال 2022، رسمياً، في الوقت الذي ستحظى فيه دولة من منطقة أوقيانيا «نظيرا» باستضافة المونديال وهي المنطقة الوحيدة التابعة لفيفا ولم تستضف المونديال من قبل.
المصدر: البيان