في أول مشاركة له في مهرجان سينمائي بالعالم العربي، انتزع المخرج اللبناني زياد دويري النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) لمهرجان مراكش الدولي للفيلم الذي اختتم يوم السبت.
ولم يخف المخرج اللبناني سعادته ومفاجأته بهذا التتويج قائلا إنه “لم يكن يحلم أصلا بأن يستضيف مهرجان عربي فيلمه الجريء، الذي طاف دولا غربية عديدة دون أن ينال حظ العرض في تظاهرة سينمائية عربية.”
وتباينت ردود أفعال المشاهدين والنقاد حول رسالة الفيلم السياسية، وإن أجمعوا على قوة الحبكة الدرامية، والجودة التقنية العالية.
ووصف البعض الفيلم بأنه جزء من “مسلسل التطبيع الإعلامي والثقافي والفني،” بينما صفق آخرون لرؤية الفيلم الجديدة “القائمة على العقلانية في الدفاع عن القضية العادلة وإعطاء الآخر الكلمة.”
ويشكل الفيلم مغامرة حقيقية من حيث قوة الجدل الذي ينتظر أن يثيره بالنظر إلى تعدد التأويلات المتعلقة بمضمون وإبعاد العمل المقتبس من رواية للكاتب الجزائري ياسمينة خضرا. وصورت مشاهد الفيلم بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ويحكي فيلم زياد دويري معاناة جراح فلسطيني (أمين جعفري) من عرب 1948، إثر انفجار انتحاري بتل أبيب، تخلص تحقيقات الشرطة إلى انه من تنفيذ زوجته، سهام، امرأة فلسطينية، مسيحية.
وتنقلب حياة أمين رأسا على عقب، يصبح هدفا لمضايقات جهاز الشاباك، قبل أن يمضي بحثا عن حقيقة ما دفع زوجته لهذا المصير، وهما اللذان كانا يعيشان حياة علمانية متحررة.
ويدخل من أجل ذلك الأراضي الفلسطينية أملا في لقاء أولئك الذين جندوا زوجته، وفهم الأسباب التي حولت زوجته إلى قنبلة موقوتة، وفي خضم هذه الرحلة، التي التقى فيها ناشطين إسلاميين ومسيحيين، سيقف أمين على الدافع الذي غير حياة زوجته: “مجزرة جنين.”
والمسار درامي انقلابي، إذ بينما يتملك المشاهد الانطباع بأن الكلمة أعطيت للإسرائيلي من أجل تسويق وجهة نظره، على حساب الفلسطيني، لكن خلاصات القصة تفضي إلى نقل “موقف الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال إلى إسرائيل والعالم، خارج منطق الشعارات والعواطف.”
وشارك في بطولة فيلم “الهجوم” كل من على سليمان، وريموند المسيليم، وإيفغينيا دودينا، ويوري كافرييل، وكريم صالح، ودفير يينيديك، وريا سلامة، ورمزي مقديري.