تعرض السينما المصرية لأول مرة فيلماً عن حياة الزعيم المصري الراحل، محمد أنور السادات، يحمل عنوان «الكنز» أثناء اعتقاله في الأربعينات بسجن الاستئناف في القاهرة.
ويقوم بدور السادات في الفيلم شبيه السادات المعروف، محسن منسي، ويمثل فيه الفنان محمد رمضان والفنان محمد سعد والفنانة هند صبري، ويخرجه شريف عرفة، ويتم عرض الفيلم في عيد الفطر المبارك.
وقال شبيه السادات محسن منسي لـ«الإمارات اليوم» إن «الفيلم يعرض جانباً جديداً في حياة السادات، ويركز على البعد الإنساني، حيث يرى المصريون والعرب، الرجل الذي أبهر العالم بمفاجآته وهو في قمة السلطة، كيف كان يعيش داخل السجن وهو مجرد من كل قوة في زنزانته، وكيف يظهر كإنسان بسيط مسلوب الحرية، لكنه مسلح بمنظومة قيم ومبادئ حافظت على تماسكه، ومنحته القوة للصعود لتحقيق أهدافه الوطنية.
سجن الأجانب كان عبارة عن فيلا ضخمة أنيقة مفروشة بالسجاد وأثاث فخم، وحجرات نوم كاملة، ونوافذ تطل على الشوارع والميادين، ومطبخ على أعلى مستوى يقدم وجبات فاخرة.
ونوه منسي إلى أنه «سيلتقي داخل الفيلم – مجسداً شخصية أنور السادات – بمحمد رمضان الذي يمثل دور المتهم بالاتجار في الآثار، والذي زج به في السجن ومارس معه التعذيب مأمور السجن الذي أودعوا به، في مفارقة ستكشف عنها أحدات الفيلم».
كان السادات قد دخل السجن أثناء خدمته العسكرية بعد لقائه بشخصية سياسية وطنية مرموقة وقتها، هو عزيز باشا المصري، خلال فبراير عام 1942، واتصل بالألمان ليساعدوا الحركة الوطنية في إخراج الإنجليز من مصر، بمنطق «عدو عدوي صديقي». وهرب وقتها من المعتقل مع صديقه الطيار حسن عزت. وعمل أثناء الهروب عتّالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار، هو الحاج محمد، ثم هرب إلى بلدة أبوكبير بالشرقية ليعمل أجيراً في مشروع ترعة ري. كما اعتقل مرة ثانية عام 1946 بتهمة المشاركة في اغتيال السياسي، أمين عثمان، الذي أطلق عليه مجهولون الرصاص، بعد تصريحه أن «بين مصر وبريطانيا زواج كاثوليكي»، وتم إيداعه في الزنزانة 54 بسجن الأجانب، ليخرج من السجن بعد ذلك ويعمل مراجعاً صحافياً في مجلة «المصور» ثم يعود بعدها إلى الجيش بمعاونة يوسف رشاد، الطبيب الخاص للملك فاروق.
كان الرئيس الراحل أنور السادات قد نشر ذكرياته الخاصة في سجن الأجانب، بعد خروجه، على شكل حلقات بمجلة «المصور»، حملت اسم «30 شهراً في السجن».
وروى السادات في مذكراته الظروف الصعبة التي تعرض لها في السجن، وكتب واصفاً انطباعه بعد دخوله قائلاً «اليوم الأحد 20 يناير 1946.. مضى علي الآن ثلاثة أيام وأنا أنام ببدلتي، فقد نقلوني إلى هنا دون أن يحضروا ملابسي وحاجاتي من سجن مصر حيث كنت، هذا على الرغم من أنني شكوت مأمور السجن شفوياً ثلاث مرات في الأيام السابقة، إنني ألاحظ تغييراً شديداً في معاملة المأمور لي، بالنسبة للمعاملة التي لقيتها منه في المرة السابقة، وهو يحيلني دائماً على البكباشي (إمام) الذي أخفقت في محاولة الاتصال به، لذلك كتبت خطاباً شديد اللهجة إلى النائب العام في شأن الإهمال، وتركي دون ملابسي، أو حتى صابونة لأغتسل، وقد سبب لي النوم بالبدلة التهاباً شديدا في فخذي، وجعلني أتحسس كما لو كنت أجرب».
وكشف السادات في المذكرات أنه كتب لزملائه من المعتقلين السياسيين مسرحية بعنوان «هارون الرشيد»، حيث لعب فيها دوراً، ليكسروا بها قسوة السجن، كما حكى عن مسامراتهم مع العشماوي عبدالله زيدان، الذي حكى لهم عن ذكرياته في الشنق في 14 مديرية مصرية، التي أنهاها بممازحتهم بمعاينة رقبة عدد منهم، ووصف الحبل الذي يناسبها، والمدة التي يستغرقها ليتوقف نبضه.
يذكر أن سجن الأجانب كان عبارة عن فيلا على تقاطع ناصية شارع عماد الدين مع شارع رمسيس بوسط القاهرة (مكانها محطة وقود الآن) مخصصة للأجانب زمن الامتيازات الأجنبية، ثم أصبح السجن مخصصاً للصحافيين ورجال السياسة أيام الملكية .
وكان سجن الأجانب عبارة عن فيلا ضخمة أنيقة مفروشة بالسجاد وأثاث فخم، وحجرات نوم كاملة، ونوافذ تطل علي الشوارع والميادين، ومطبخ على أعلى مستوى يقدم وجبات فاخرة، وكان ضمن الشخصيات التي ارتادت السجن، الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، بعد عبارته الشهيرة في البرلمان «سنحطم أكبر راس في البلد تدوس على الدستور»، والصحافي اليساري الراحل، فتحي الرملي، والد المخرج الحالي لينين الرملي.
كما تم احتجاز 245 باشا في السجن بعد ثورة يوليو 1952 من بينهم البدراوي عاشور باشا، وفؤاد سراج الدين باشا وصالح لملموم باشا، وقد اختفى السجن بعد عام 1954.
المصدر: الإمارات اليوم