كاتب سعودي
حبس العالم أنفاسه أثناء قيام المغامر النمساوي «فيليكس» بقفزته الحرة من على ارتفاع 120 ألف قدم باستثناء ربما «حسن» مذيع الحدث على قناة «إم بي سي أكشن» الذي ظل يثرثر بلا توقف قبل وأثناء وبعد القفزة حتى ظننته فوت مشاهدتها!
كنت أتنقل بين شاشة «حسن» وشاشات أخبار أجنبية نقلت نفس الحدث لأقارن بين أداء مقدم برنامج الأطفال «عيش سفاري» وأداء المعلقين المحترفين الأجانب الذين قدموا الحدث باحترافية عالية تجسدت في أداء رصين يتناسب مع خطورة الحدث ونبرة هادئة تتناسب مع إثارته المسببة للتوتر بشكل وازن بين تقديم المعلومة المفيدة واختيار أوقات «الصمت الذهبية» حيث يحتاج المشاهد في مثل هذه الأحداث إلى لحظات صامتة يندمج فيها مع المشهد المهيب للحظة تاريخية لا تتكرر كثيرا !
فقد ظل حسن يتحدث مازجا الجد بالهزل كما لو أنه مدفع أحرف لا يصمت حتى لالتقاط أنفاسه، وزاد الطين بلة عندما بدأ يقرأ تغريدات ساخرة سخيفة لمغردين عرب أظهروا سطحيتهم في التعامل مع لحظة هامة كتلك تجبر الإنسان على التفكر العميق مع النفس وتحفيز الذات لصنع المعجزات وتحقيق المستحيلات، فالسخرية الحقيقية كانت أن يقف «فيليكس» هناك في الأعلى على حافة الفضاء ليقفز متسلحا بالثقة وروح التحدي بينما هنا على الأرض يتلقفه بالسخرية من يقف على حافة الهاوية.
المصدر: عكاظ