شهد دوام أول أحد بعد الإجازة الأسبوعية، تواجد الموظفين الحكوميين في مكاتبهم وتوافد عدد كبير من المراجعين على معظم الدوائر الحكومية وسارت الأمور بشكل طبيعي باستثناء بعض الدوائر الحكومية التي شهدت زحاما استثنائيا بسبب تراكم المعاملات من نهاية يوم الأربعاء الماضي إلى بداية الأسبوع أمس، حيث شهدت إدارات المرور زحاما على قسمي نقل الملكية والحوادث واصطفاف عدد كبير من المراجعين أمام هذه الأقسام إضافة لقسم الحاسب الآلي وتجديد رخص السير، وذلك بعد أن قضوا ثلاثة أيام متتالية كإجازة استثنائية، فيما كثفت إدارات المتابعة بالجهات الحكومية جهودها منذ صدور الأمر الملكي القاضي بتغيير الاجازة الأسبوعية، لمتابعة ورصد تواجد الموظفين منذ بداية ساعات الدوام، حرصا منها على انهاء المعاملات الواردة إليها في مواعيدها المحددة، فيما أكد مراجعون ان العمل بدا طبيعيا في أول يوم للعمل بعد الإجازة الأسبوعية الجديدة، مشيرين إلى أن التعود مع الدوام الجديد مسألة وقت.
ووقفت “عكاظ” على 5 جهات حكومية منذ الساعات الاولى من الدوام الرسمي الذي وصلت نسبة الغياب فيه إلى 10% من نسبة عدد العاملين بكل إدارة فى الساعات الاولى من الدوام، بينما زادت نسبة الغياب الى 15% لدوام كامل وتحديدا فى الساعة الواحدة ظهرا. وقد أشار مدير عام الموظفين فى جهة حكومية (رفض ذكر اسمه) إلى أن الغياب فى اليوم الاول من تغير الاجازة الرسمية زاد، وأن إدارته رفعت لمدير الفرع لاتخاذ اللازم حيال ذلك، وأفاد أن جهته رفضت قبول إجازات اضطرارية ومرضية لعدم استحقاق الموظفين لذلك.
فيما أوضح مصدر فى تعليم عسير أن ادارته لم تحدد نسبة الغياب، منوها إلى ان هناك تقارير سيتم رفعها لمدير عام التعليم لرفعها للجهات الرقابية، وقال إن الاداء الوظيفي سجل أمس مستوى منخفضا فى سير المعاملات، منوها إلى أن الايام الثلاثة كان لها تأثير سلبي على اداء الموظف وحماسه للعمل.
وانتقد مسؤول فى جهة حكومية دور هيئة الرقابة، مشيرا إلى أنها لم تصل الى جهته الحكومية منذ الصباح الباكر، وأن نسبة الغياب تعتبر متوسطة، ما تسبب فى عدم إنجاز بعض المعاملات بالشكل المطلوب. وأوضح مصدر مطلع فى هيئة الرقابة والتحقيق ان الهيئة سجلت حالات غياب امس فى كافة المناطق، ولم تصل الهيئة حتى الساعة لإحصائية محددة، منوها إلى أن هناك حملة تفتيشية الخميس المقبل تشمل كافة الجهات الحكومية على فترتين؛ الاولى فترة توقيع الحضور، والثانية تسجيل نسبة الغياب لفترة بعد الظهر وتحديدا الواحدة ظهرا، متوقعا أن تصل حالات الغياب الخميس الى 35%.
وفي رصد «عكاظ» لآراء المسؤولين والمراجعين حول سير الاداء في اول يوم دوام، يؤكد محمد الراشد أنه رغم الزحام وتزايد أعداد المراجعين، إلا أن العمل يسير بالشكل المعتاد ولم يطرأ أي تغيير أو تأخير في إنجاز المعاملات بالمرور ما عدا قسم الحوادث، بينما تزايدت أعداد المراجعين في إدارة الجوازات التي اكتظت بهم منذ الصباح الباكر سواء في قسم سفر السعوديين الذي شهد تزايدا في أعداد المراجعين الراغبين في اصدار وتجديد جوازاتهم وتصاريح السفر للنساء وغير الراشدين، في حين شهد قسم الوافدين زحاما كبيرا من المراجعين خاصة طالبي تصحيح أوضاع العمالة الوافدة قبل انتهاء المهملة المحددة.
إلى ذلك، أوضح محمد إبراهيم النينياء (صاحب محل خدمات عامة) أنه كثير التردد على إدارة الجوازات وقد لاحظ كثرة تعطل نظام الحاسب الآلي لمكتب العمل الذي ترتبط به بعض اجراءات التصحيح ولم يفتح نظام تحويل السائق الخاص إلى عامل بعد ويكتفى بكتابة عبارة على الاستمارة من قبل موظف الجوازات “لا توجد بيانات مكتب العمل”.
وأفاد المواطن خليل العليل أنه يراجع الجوازات تصحيح وضع سائقه الخاص وأن إجراءاته شبه منتهية وحضر من الصباح الباكر إلا أنه لم يستطع الحصول على بطاقة تغيير المهنة لنفادها وقد رصد من جانبه بعض السلبيات منها بطء الاجراءات وقلة الموظفين بالجوازات.
وقال المواطن علي الرمضان إن الحال لم يتغير والمهلة أوشكت على النفاد ونخشى أن تنتهي المهلة ولا يتمكن البعض من تصحيح أوضاع عمالته خاصة “السائق الخاص”.
وفي منطقة القصيم شهدت أروقة مكتب العمل ببريدة زحاما شديدا من المراجعين، وبحسب مسؤول بالمكتب «تجاوز عدد المراجعين حاجز الألفي مراجع»، وسط مطالب بإنجاز معاملاتهم قبل انقضاء المهلة، كما شهدت أروقة الجوازات زحاما مماثلا، وتعكف الدائرتان على انجاز ما تستطيعانه من معاملات في ظل آلاف المعاملات ومئات المتقدمين من شركات ومؤسسات وكفلاء.
فهد الفعيم (صاحب مكتب تعقيب) طالب بضرورة إيجاد حل عاجل لمراجعي الجوازات ومكاتب العمل في ظل اقتراب نهاية المهلة التصحيحية مع فتح قنوات أخرى لفك الزحام والاختناقات اليومية في مكاتب العمل والجوازات والتخلص من الإجراءات الروتينية الطويلة التي أسهمت في تكدس المراجعين والمعاملات.
وقال يوسف العبيد الذي يقوم بمراجعة أحد المستشفيات الحكومية انه لم يلمس ذاك التغيير حيث يتواجد جميع العاملين بالمستشفى ولا يعدو الأمر سوى تغيير في الإجازة وبالنسبة للمواعيد الممنوحة للمراجعين يبدو أنها لم تتغير.
وإلى ذلك، أكد مصدر مسؤول بمكتب عمل القصيم ان العمل استمر على نفس النهج ولا يوجد اختلاف سوى تزايد أعداد الراغبين في تعديل أوضاع عمالتهم واللحاق بالفرصة الأخيرة التي تنتهي بنهاية هذا الأسبوع.
وأكد حسين سعيد (موظف) استقباله لعدد من المعاملات لعدد من المراجعين وجار التدقيق فيها لإنهاء إجراءاتها.
وأضاف جار الله العبدالعزيز (موظف) أن جميع الموظفين ملتزمون رغم الإجازة وعدم تعودهم على بداية الأسبوع بالأحد ولكن مع مرور الوقت سيتم التعود على هذا الأمر.
وقال المواطن علي السبيعي إنه أنهى معاملة في إدارة الأحوال المدنية بالرياض وسط تواجد الجميع والتزامهم بالعمل.
وقال حمد الهملاني كنت أتوقع نسبة غياب كبيرة بحجة تغيير الإجازة وعدم التعود عليها ولكن عندما زرت مستشفى بالرياض وجدت طاقم المعمل متواجدا ويؤدي عمله بشكل طبيعي.
وأضاف سعود الفاضل أن نسبة كبيرة من موظفي الدولة التزموا بالحضور للدوام أمس غير متأثرين بالإجازة.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم هيئة الرقابة والتحقيق عبدالعزيز المجلي أن الهيئة دورها مساعد للإدارات الحكومية وتقوم بزيارات مفاجئة وأن الجهات الحكومية هي المسؤولة عن غياب موظفيها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم، وأن إدارات المتابعة فيها هي من تقوم بهذا الدور.
المصدر: الاقتصادية