أجرى مركز «صواب» استطلاع رأي، حول أسباب سلوك الشباب في طريق التطرف، وذكر 42% من المشاركين أن الاستماع لمصادر مضللة هو السبب، وأكد 27% أنه نتيجة غياب القدوة المعتدلة، و20% قالوا إن السبب عدم الاندماج في المجتمع، فيما عزا 11% من المشاركين هذا السلوك إلى أسباب مختلفة.
وأفاد معلقون على الاستطلاع، الذي شارك فيه 5611 شخصاً عبر الحساب الخاص بمركز «صواب» على موقع «تويتر»، بأن أسباب تطرف الشباب نتيجة التعصب الديني لدى البعض وعدم البحث والقراءة والتعلم والمقارنة من الشخص نفسه، وهو سبب رئيس في تسليمه لعقله للجماعات المتطرفة، معتقداً أنه على صواب.
وأكد مشاركون أن التطرف آفة خطرة، وأن السبب الرئيس هو عدم احتواء الشباب داخل الأسرة وداخل المجتمعات والدول، فضلاً عن انتشار البطالة، والفراغ وغياب فرص التدريب والتأهيل والتعليم، وغيرها.
ولفت آخرون إلى أن انتشار التطرف بين الشباب في بعض المجتمعات يعود إلى تداول الخطاب الديني المتطرف، وسط غياب الخطاب الديني المعتدل الذي يخاطب العقل ويستهدف التنمية الإنسانية، فضلاً عن تراجع مستوى التعليم والمناهج الدراسية، في بعض المجتمعات العربية، وعدم مواكبتها للتطور العالمي.
وأكدوا أهمية تعزيز الثقافة الدينية لدى الشباب وترسيخها في عقول النشء منذ الصغر، محذرين من أن الإهمال الأسري وغياب الرقابة، وانتشار الجهل وغلاء المعيشة وعدم توافر أماكن ترفيهية تستغل طاقات الشباب، جميعها عوامل تشجع على انتشار التطرف بين الشباب.
ونبه آخرون إلى أن خطورة التفكك الأسري وارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج كأحد العوامل التي يترتب عليها ضياع الأبناء، ما يجعلهم عرضة للانسياق والانضمام للتنظيمات الإرهابية.
وأكد مركز «صواب» أن تعزيز ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ العنف ومكافحة الكراهية هو أساس نهوض المجتمعات، وأن تهديد أمن واستقرار الدول والأفراد هو العدو الأول لعملية التطور والبناء، داعياً إلى التوحد لاستئصال سرطان الإرهاب والتطرف، منبهاً إلى أن الانعزال عن المجتمع والاستماع للصوت الواحد قد يجعل الشخص فريسة سهلة للتأثر بدعاة العنف والتطرف.
ويسعى مركز «صواب»، منذ انطلاقه في يوليو عام 2015، إلى تشجيع الحكومات والمجتمعات والأفراد على المشاركة بفاعلية في التصدي للتطرف عبر الإنترنت، كما وفر المركز – خلال هذه الفترة – الفرصة لإسماع صوت الملايين من البشر حول العالم، ممن يعارضون «داعش»، والجماعات الإرهابية الأخرى، ويدعمون جهود المركز في إظهار وحشية هذه الجماعات، وطبيعتها الإجرامية.
وأكد المركز «أهمية خلق صداقة بين الأب وابنه، إذ إن ذلك يحميه من الوقوع في براثن التطرف»، محذراً من أن «عدم إعطاء الاهتمام الكافي للأبناء في الصغر، يجعلهم لا يكونون بجوار آبائهم عند الشيخوخة».
محاربة «رسائل الكراهية» واجب مجتمعي
حذر مركز «صواب» من تداول الأخبار المتضاربة والشائعات، خصوصاً المبالغ فيها، مؤكداً أنها وسيلة أتباع الضلال و«الدواعش»، لهز ثقة الناس بمجتمعاتهم وأنفسهم، وإقناعهم بإمكانية انتصار التطرف، مؤكداً أن محاربة «رسائل الكراهية» واجب مجتمعي.
ودعا الأفراد إلى عدم الانجراف وراء الشائعات أو الإسهام في نشرها، والبحث عن المعلومة والأخبار من مصادرها الصحيحة، لمحاربة دعايات «داعش»، ومن على شاكلته. وأكد أنه يمكن لكل فرد أن يلعب دوراً إيجابياً في محاربة التطرف، من خلال جعل حساباته الإلكترونية أسلحة فعالة ضد «التطرف»، ونشر الحقيقة وفضح جرائم الجماعات الإرهابية على وسم «متحدون_ضد_التطرف». وأوضح: «من واجبنا الإبلاغ عن أي محتوى تحريضي، هدفه خلق الفتنة»، لافتاً إلى أن «أي منطق ذاك الذي يحثك على قتل نفسك، وتشريد أبناء مجتمعك، ثم يحمي هو نفسه خلف المقولات الرنانة، وحسابات التواصل المزيفة».
وشدّد «صواب» على أن محاربة «رسائل الكراهية» لم تعد مسؤولية منفردة، وإنما باتت واجباً مجتمعياً، لافتاً إلى أن «المواطنة الحقة، أن نكون جميعاً أعيناً ساهرة على أمن وأمان وسلامة أوطاننا ومجتمعاتنا».
المصدر: الإمارات اليوم