كل مرة أفشل في محاولة الكتابة عن الموت ورحيل من نحب إلى مكان لا نكف وقتها عن الدعاء بأن يكون الجنة ولا نتوقف عن الأمنيات أن نلتقي بكل أحبابنا هناك.الموت يعني أن يتشكل الرحيل بمعناه الحقيقي أن نمضي دون وداع او حتى موعد كل ما يأتي بعده خبر ينتشر بسرعة ليحرق القلوب والعيون .
في شعبان فقدت صديقة روحي ليلى وفي رمضان غاب رمز الوطن سعود الفيصل الذي كان وجوده يعني لي أن لا أخاف واليوم يغيب سعود الدوسري الذي أعتبره نموذج الإعلامي الراقي الإنسان رغم كل شيء والوسيم دون تصنع الهادىء دون تمثيل وقبلهم وبعدهم كثيرمن الأحباب وأنا معهم في إنتظار رحيلي. كأن الموت أصبح قناصاً ماهراً لا يختار إلا الأخيار خصوصاً ونحن نعيش أياماً لا نسمع فيها إلا عن جرائم قتل وتفجير ونحر وحرق ، كأنه يريد أن يوجعنا أكثر ويخبرنا أن حلقة الألم بدأت تضيق وأن الخلاص هو الموت ليبقى السواد لا يجد غير نفسه ويزول كل نور حوله !
أحياناً تطوينا الأيام معها رغم وجودنا على قيد الحياة وحينها لا نعلم او نشعر بمن يحبنا، وأحياناً كثيرة لا ندرك أن في قسمات وجوهنا علامات حب تجذب الكثير لنا دون أن يجدوا فرصة مناسبة لتعبير ولكن عند الموت تتكشف جميع المشاعر ويتفق حتى الأعداء فيما بينهم على حبنا ولكن بعد أن فاضت أرواحنا وغادرنا بإذن الله إلى مكان أجمل من دنيا متعبه حتى عندما تهدي الحب لا تجعلنا نحتفل به كما يجب .
خلال قراءتي لتغريدات في هاشتاق وفاة سعود الدوسري رحمه الله شدتني كثيراً صورة له كانت تحكي فيها عينيه وملامحه أشياء كثيرة كانت تخبىء حزناً وألماً رغم كل إبتسامة وهدوء، وجدت نفسي أقرأ فيها كلمات أكثر من مجرد صورة . نحن لا نعلم غير ما تحمله لنا الصور والشاشة وأثير الإذاعة وبعض اليوميات في تويتر وإنستقرام وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي وننسى أن الإنسان يبقى في داخله شعوراً لا يكتب او يقال .
خاص لـ “الهتلان بوست”