في صالون زياد الدريس، في منزله في باريس، سعدت بمقابلة عدد من السفراء العرب لدى منظمة اليونسكو. وسعدت أكثر حينما عرفت أن الدكتور زياد الدريس، سفير المملكة لدى اليونسكو، يقيم صالونه الثقافي شهرياً.
في هذا الصالون، تجتمع أصوات ثقافية عربية مهمة، بعضها مقيم في باريس والآخر يكون في زيارة عابرة لفرنسا. ما أظن مثقفاً أو إعلامياً سعودياً مر بباريس من دون حضور مناسبة ثقافية من ترتيب سفيرنا النشط لدى اليونسكو. فإن فاتت الزائر جلسة أبي غسان الثقافية رتب له زيارة ممتعة لمقر اليونسكو في باريس.
و إن لم يسعفك الوقت لحضور صالونه الثقافي أو زيارة مقره في اليونسكو فإنك غالباً ستحظى بجلسة ممتعة معه في مقهى باريسي أنيق. ومع أن الدكتور زياد ليس في حاجة لشهادتي، وهي أصلاً شهادة مجروحة بحكم الصداقة الطويلة، إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا أن نحتفي برموزنا الوطنية خصوصاً تلك التي تمثلنا في الخارج.
أجزم أن مقولة «المسؤول الصح في المكان الصح» تنطبق على سفيرنا في اليونسكو. إنه دائم الحضور في الفعاليات الثقافية المهمة، في العالم العربي وخارجه. وفي فعاليات دبي المهمة، يكون زياد الدريس أول الحاضرين وأكثرهم مشاركة وتفاعلاً. أما أنشطته في اليونسكو فيكفي أن نعرف أن زياد الدريس من الأسماء المهمة والمؤثرة على صناعة القرار في المنظمة الدولية المهمة.
ثمة دائماً فرق بين من ينظر لمهمته الرسمية خارج بلاده على أنها مجرد «وظيفة» وبين من يتعاطى معها على أنها «مسؤولية وطنية» يمثل عبرها بلاده خير تمثيل. في أمريكا، عرفت دبلوماسيين عرباً يقضون سنوات في أمريكا لا يعرفون عنها غير المقهى الذي يجمعهم بأصدقائهم العرب في «الغربة» أو «الجامع» الذي يتخاصمون فيه كل جمعة.
قليلون أولئك الذين يتفاعلون بحيوية وإيجابية ومعرفة مع مؤسسات المجتمع المنتدبين للعمل به. ولهذا نحتفي بهذا الحضور المبهج لمندوبنا الدائم في اليونسكو مع الأمل في أن يكون قدوة في النشاط والتفاعل الإيجابي لممثلينا في المؤسسات والمنظمات الدولية.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٣٧) صفحة (٢٨) بتاريخ (٢٨-٠٧-٢٠١٢)