في يوم عرفة

آراء

اليوم يقف ضيوف الرحمن على صعيد عرفات الطاهر في الركن الأعظم من مناسك الحج، شعث غبر جاؤوا من كل فج عميق في أعظم وأكبر وأعمق مظهر من مظاهر المساواة بين البشر، لا فرق بين كبير أو صغير، فقير أو غني، خفير أو وزير، أو أبيضّ أو أسود، أو عربي أو أعجمي.

ومن على ذلك الصعيد الطاهر، تظل حاضرة شامخة ساطعة أمام البشرية قاطبة، القيم العظيمة التي سطر بها نبي الأمة وخاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، المتمم لمكارم الأخلاق، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، سطر به أول دستور للمسلمين حمل صون الروح البشرية وحفظ الأنفس والممتلكات وحقن الدماء واحترام حسن التعايش.

هذه القيم العظيمة والرسالة السامية النبيلة التي تبرز منهاج الوسطية والاعتدال لديننا الحنيف، يعمل بعضهم على اختطافها ليمرر توجهاته المغايرة لما أجمعت عليه الأمة، ويسوق ما لا يمت إلى دين الإسلام بصلة، وفي مثل هذه المواسم يستغلون الأجواء الروحانية للمناسبة الجليلة لنفث سموهم وبث أحقادهم، فهي بالنسبة لهم فرصة للمزايدات ونشر المغالطات للتشويش على حقائق غير خافية على أحد.

في هذه السانحة، نحيي الجهود الكبيرة والمتميزة التي تقوم بها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وبالتعاون مع مجلس الإمارات للإفتاء، لنشر وترسيخ هذه القيم العظيمة وإبرازها، ففي ذلك أعظم وأجلّ خدمة للإسلام والمسلمين للتصدي لخطابات المرجفين والمدعين، ومنصات الضلالة والتضليل.

كما نحيي جهود الهيئة ومكتب شؤون حجاج دولة الإمارات للعمل الاستثنائي الذي يقومان به في الديار المقدسة على مدار الساعة هذه الأيام لحجاج الدولة، والتواصل معهم باستمرار لتقديم أرقى الخدمات لهم، وفق أعلى المعايير، لتمكينهم من أداء مناسك الفريضة وجميع الشعائر بصحة وبكل يسر وراحة، وتحقق لهم السعادة والسلامة، تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة بالاهتمام بالمواطن أينما كان، وهي تقدم كامل الدعم المادي والمعنوي للهيئة ولمكتب شؤون الحجاج.

وفي هذا اليوم المبارك العظيم، نتضرع للخالق عز وجل أن يحفظ بلادنا، ويديم عليها نعم الأمن والأمان والاستقرار والنماء والرخاء والازدهار في ظل قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه الميامين، وأن يعم الخير والسلام سائر بلدان العالم.

ونتضرع للباري جلّ وعلا أن يتقبل من حجاج بيته العتيق أعمالهم بحج مبرور وذنب مغفور، ويعودون سالمين غانمين إلى ديارهم.

المصدر: الاتحاد