في تطور عسكري لافت، أعلن اللواء عبد الرحمن الحليلي، وهو قائد المنطقة العسكرية الأولى في اليمن، ولاءه للشرعية اليمنية التي يمثلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس. والحليلي هو قائد منطقة عسكرية كبيرة تغطي نصف حدود اليمن مع السعودية، كما يضع هذا الإعلان 15 ألف جندي في المنطقة الحدودية والجبلية في صف الرئيس هادي وتحالف «عاصفة الحزم».
وأذيع الإعلان أيضا في الراديو الرسمي بمدينة سيئون، ثاني مدينة رئيسية في حضرموت حيث تتمركز القاعدة العسكرية الرئيسية في المنطقة.
وانشقاق القوات الشمالية الشرقية يرفع عدد الكتائب التي تدعم هادي إلى نحو 10 كتائب. ويشير إلى إحساس متزايد في الجيش بأن قوة الدفع تميل لصالح الرئيس هادي بعد أن حاول الحوثيون وصالح استغلال القوات اليمنية.
وكشف عضو في حزب الحراك الجنوبي في اليمن أن الحليلي، قائد المنطقة الأولى في محافظة حضرموت جنوب البلاد، كان لديه النية في الانشقاق منذ وقت مبكر، وأن تأخره للإعلان رسميا، كان بهدف تسوية بعض الأمور داخل قواته.
وقال عضو الحراك الجنوبي الذي فضل عدم نشر اسمه، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس: «تعمد (الرئيس اليمني المخلوع) علي عبد الله صالح أثناء تكوينه للجيش، اقتصار جنوده على فئات معينة من البلاد، بهدف ضمان ولائهم، ولذلك كثير من قادة الألوية سواء في الحرس الجمهوري المنتمي لصالح، أو الجيش المؤيد لعلي محسن الأحمر، يواجهون صعوبة في إعلان انشقاق وحداتهم كاملة، بسبب اختلاف الولاءات للجنود».
وبين المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الأمور تغيرت في الوقت الحالي وبات الكثير من أفراد الجيش والحرس الجمهوري يميلون للشرعية. وأضاف: «لدي معلومات مؤكدة لا أستطيع الإفصاح عنها حاليا، أن أسماء مفاجأة في صفوف الحرس الجمهوري والجيش سيعلنون انشقاقاتهم في اليومين المقبلين». مرجعا ذلك إلى أن الصورة انكشفت للجميع ووضع اليمن لا يحتاج لمزيد من التوضيح، فهناك شرعية يرغبها أغلب أبناء البلاد، وهناك ثلة بسيطة من الشعب لها مصالح علنية مع إيران.
وأشار المصدر اليمني المطلع إلى أن إعلان اللواء الحليلي تأييده للشرعية في البلاد والرئيس هادي، يصب في عدة فوائد في البلاد، أولها أنها وجهت ضربة قوية لحلف المتمردين الحوثيين وصالح، والجانب الآخر أننا ضمنا استتباب الأمن في داخل حضرموت، وتوقف أي مناوشات عسكرية هناك. وذكرت مصادر أن اللواء الحليلي كان من ضمن حضور ما سمي بالإعلان الدستوري للحوثيين.
وعُين اللواء الحليلي قائدًا للمنطقة العسكرية الأولى واللواء 37 مدرع في 12 يوليو (تموز) 2014، كما أنه نجا من محاولة اغتيال تعرض لها بمحافظة حضرموت أواخر العام 2010.
وتضم الوحدات العسكرية التي يقودها الحليلي وبها آلاف من الجنود اليمنيين 7 وحدات عسكرية يمنية، منها لواءان مدرعان، ولواء حرس حدود، ولواء للمشاة التابعة للجيش، بالإضافة إلى كتائب ميكانيكا.
وتقع قيادة المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون وتنتشر قواتها في الجزء الشمالي من المحافظة وتتحكم في منطقة حضرموت الوادي، كما أن لها ثقلها العسكري في جنوب اليمن، وكان ولاؤها لعلي عبد الله صالح المتحالف مع المتمردين الحوثيين.
وتزامن إعلان اللواء الحليلي تأييده للشرعية مع اليوم الرابع والعشرين لغارات طائرات التحالف الدولي ضمن «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية لإغاثة الشعب اليمني ضد عدوان الميلشيات الحوثية.
العارضة (الحدود السعودية- اليمنية) : محمد العايض – الشرق الاوسط