كاتب سعودي
ــ يبدو أنه لا قانون واضحاً وصريحاً ضد التحرش، أما العقوبات فهي متروكة للاجتهاد لدينا، ولذلك سيتكاثر المتحرشون في كل زمن، ولن تجد المرأة السعودية من يحميها في الأماكن العامة، وبالتالي ستلزم بيتها، وربما هذا هو الهدف البعيد والمبتغى من بعضهم!!
ـ عقوبة المتحرش في كل بلاد العالم واضحة وصارمة، ولا يستطيع أي رجل أن ينظر إلى امرأة بنظرات مريبة أو شهوانية خوفاً من العقاب؛ فحتى النظر هناك له ضوابط وآداب عامة يجب مراعاتها، وأولها أن لا تبحث عن مفتاحك الضائع في وجهها حينما تشاهدها في أي مكان!
ـ مَنْ صدَّعونا بالمحافظة على المرأة وصونها، وأنها درة وجوهرة؛ هم ألدُّ أعدائها اليوم، ومن يقف حجر عثرة في طريق إنجاز بعض القوانين الطبيعية جداً في حياة البشر الأسوياء، التي يمكن أن تصونها بالفعل لا بالكلام والخطب الرنانة وأوراق البحوث الصفراء.
ـ لنعترف بأن المرأة السعودية أصبحت مستباحة من طرفَيْ نقيض ذكوري؛ كل منهما يحاول جاهداً أن يحشر نفسه في قضاياها وينهشها دون سبب وجيه.
ـ الليبرالي يختصر قضاياها في قيادة السيارة، والشيوخ يختصرونها في عباءة الكتف ودرجة انبعاث العطر، وكل هؤلاء سبب رئيس في ضياع حقوقها، وحينما يجدُّ الجد لن تجد أحداً منهم يرفع عنها الأذى والضيم، ويعترف بأنه يتحدث عما يريده هو منها وليس العكس.
ـ لن تردع المتحرش قليل التربية خطبة عصماء أو شريط كاسيت يخوفه من عذاب الله، ولا نظرية فضيلة قابعة في رسالة دكتوراة بلهاء؛ بل القانون الصارم وحده هو الذي يردعه ويربيه ومَن خلفه، والله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
ـ الحياة تسير بانتظام في وجود الأنظمة والقوانين الرادعة ضد بهيمية بعض البشر؛ أما هذه (اللخبطة) التي نعيشها جميعاً في أكثر من مجال فهي باب لكل حماقات الدنيا، ولن تُجدينا مثالياتنا المملة وأحاديثنا الطويلة عن سوء المنقلب أمام شاب طائش ومعدوم الأدب والتربية كما حصل في الظهران!!
المصدر: صحيفة الشرق