أبصرت عائشة النور بين عائلة رياضية «شطرنجية»، كان والدها يدير هذه اللعبة، فلعبها جميع إخوتها، وكان أميزهم البطل سالم عبدالرحمن، حتى عائشة لعبتها فترة من الزمن، وما لبثت أن أقلعتْ عنها؛ لأن شغفها كان في مكان آخر. عشقت عائشة «الرسم»، فكانت سعادتها تكمن في شراء دفتر للرسم لتملأه برسوماتها الجميلة.

عند بداية كل عام دراسي كانت تذهب مع والدها إلى المكتبة لشراء القرطاسية، وبمجرد دخولها يتعلق ناظراها بأرفف الدفاتر، لترى جمال الرسومات التي تزينها، ولسانُ حالها يقول: لماذا لا تكون رسوماتي على هذه الدفاتر؟ ثم تنتقل نحو الرف الذي توجد عليه الدفاتر التي لا تحتوي على أية رسومات؛ فتشتري بعضها، وعندما تعود إلى البيت، تدخل غرفتها، وتأخذ دفترها الخاص بالرسم، ثم تبدأ بعملية القطع واللصق على الدفتر الجديد، وتتأمله بكل زهو وفخر، وهنا ينتابها شعور بأنها قد حققتْ جزءاً من الحلم!

كبرت عائشة، وكبُرَ مصروفها الشهري من والدها، لكنها كانت تستقطع النسبة الكبرى منه لشراء الدفاتر، حيث تدخل محالها المشهورة ولا تخرج حتى تمتع عينيها بجمالها وتشتري ما يناسب ميزانيتها. حلم عائشة الصغيرة بدأ يكبر؛ فكانت تقول: في يوم ما سأقوم بتأسيس شركة Hallmark عربية!

عند هذه المحطة توقفت عائشة عن التنظير، وشرَعت في العمل لتحقيق حلمها، وهكذا.. فمن البيت انطلقت تصمم وترسم وتبدع، وبعدها تطبع وتبيع عن طريق «بلاك بيري»، ثم دخلت مرحلة «أنستغرام»، ومع حسابها tafaseel_uae توسع العمل. كانت لا تترك معرضاً للقرطاسية دون أن تذهب إليه، حتى وصلت إلى أشهرها عالمياً (معرض هونكوك) لترى الجديد، ولتستمتع أيضاً، وهو الأهم.

خلال هذه المراحل كلها كانت عائشة تعيش النقيضين معاً، أحدهما يغرقها مدحاً وإعجاباً، والآخر لا يتوقف عن السخرية والتثبيط، لكنها لم تكترث لكلام المثبطين! واجهت عائشة هذه التحديات بقوة، مع زوج وقف داعماً ودافعاً نحو تحقيق حلم الطفولة.

مساء اليوم، بإذن الله، وفي تمام الساعة 5:30 ستفتتح عائشة محلها الأول «قراطيس» في Deerfields Mall t أبوظبي، حيث تقول: أحب أن أطلق عليه «قراطيس فرع رقم 1»، لأن حلمي الجديد هو فروع عدة!

وفقك الله يا عائشة.

المصدر: الإمارات اليوم