أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن دولة الإمارات تدفع نحو تغيير سياسة قطر لا نظامها، داعياً الدوحة إلى الالتزام بأمن واستقرار منطقة الخليج. في حين حظرت الجهات المعنية في الدولة، على جميع المسافرين ممن يحملون الجوازات القطرية السفر إلى أو عبر دولة الإمارات، وأغلقت جميع مكاتب الخطوط الجوية القطرية في الدولة.

وقال قرقاش، في مقابلة مع «فرانس برس»، إن قطع الإمارات العلاقات مع قطر، وإغلاق جميع المنافذ أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر «ليس مسعى لتغيير النظام، إنه مسعى لتغيير سياسة ولتغيير مقاربة».

وأضاف «ما نقوله لقطر هو الآتي: أنت جارة، وعليك أن تلتزمي بقواعد أمن واستقرار الخليج».

وأكد أنه على قطر التوقف عن لعب «دور المروج الرئيس للتطرف والإرهاب في المنطقة»، مضيفاً أن قطع العلاقات معها «حصيلة تراكمات سنوات عدة، من السياسات القطرية التخريبية، ودعم المنظمات المتطرفة والإرهابية». وقال: «بلغنا طريقاً مسدوداً في مساعينا، لإقناع قطر بتغيير مسارها». وعدّد سلسلة خطوات قال إن على الدوحة القيام بها، لإعادة العلاقات معها، أولها وقف دعم «التطرف والإرهاب».

مشدداً على الحاجة إلى «انخراط سياسي واضح»، يعكس «تغييراً في مسار» السياسات القطرية. وذكر أن الدوحة تحاول الإيحاء بأن الدول الخليجية والعربية المقاطعة لها، تسعى لاختطاف سياستها الخارجية «إلا أن هذا الأمر غير صحيح».

أنور قرقاش:

• «إيران هي المستفيد من الأزمة، وإيران تستفيد من أي أزمة بين جيرانها».

• «ما نقوله لقطر هو الآتي: أنت جارة، وعليك أن تلتزمي بقواعد أمن واستقرار الخليج».

وقال قرقاش إنه يجب أن تكون هناك «خريطة طريق» واضحة، لتنفيذ خطوات تم الاتفاق عليها في عام 2014، الذي شهد أيضاً قطع علاقات مع الدوحة. وأشار إلى أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، تعهد حينها بأن تنفذ بلاده هذه الخطوات، لكن قطر «لم تفِ بتعهداتها».

وفي إشارة إلى قناة «الجزيرة» الفضائية، قال قرقاش إن على قطر وقف استخدام الإعلام، من أجل ترويج «أجندة متطرفة».

كما طالب الدوحة بأن تتحرك في مواجهة «العديد من الأفراد، الذين جرت معاقبتهم من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة ويقيمون في قطر حالياً»، وبينهم من «يسهم في تمويل تنظيم القاعدة». كما أشار إلى عناصر في جماعة «الإخوان المسلمين»، الذين «يقومون بنشر التعصب في المنطقة، ويجب ألا يكون لهم ملجأ في قطر».

وذكر مسألة وجود قادة من حركة «حماس» في قطر، و«دعم قطر لقيادة حركة حماس، التي تمثل مشكلة للمنطقة».

وفي مقابلة مع «رويترز»، أكد قرقاش أن احتمال فرض مزيد من الإجراءات العقابية على قطر، بما في ذلك فرض قيود جديدة على المعاملات التجارية «لايزال خياراً مطروحاً».

وقال «ما نأمله هو أن يؤدي ما اتخذناه من إجراءات إلى إضفاء بعض التعقل على صانعي القرار في قطر، عندما يرون أن مصلحتهم ليست في تقويض مصالح جيرانهم».

وأعرب عن أمله ألا تكون هناك حاجة لفرض مزيد من القيود، «لكن ذلك غير مستبعد».

وأضاف «نأمل أن يسود الهدوء والتروي، وأن تسود الحكمة، وألا نصل إلى ذلك».

وقال «لكن إذا اضطررنا لذلك، فهذه هي التعقيدات التي سنتعامل معها مع تطور الأزمة، ونسعى لإيجاد حلول لها، وسيكون ذلك مساراً مؤسفاً للغاية، يتعين علينا أن نسلكه، لكنني آمل أن يسود الهدوء والتروي في قطر».

وقال قرقاش إنه يتعين على قطر أن تعلن التزاماً صارماً بتغيير سياساتها، قبل أن تبدأ محادثات لحل أكبر أزمة دبلوماسية، تشهدها منطقة الخليج منذ سنوات. وأكد أن الوساطة في الوقت الحالي لن تؤدي إلى نتيجة، معتبراً أن الوساطة تأتي «مع بدء تنفيذ الشروط».

ورأى أن إيران «المستفيد من الأزمة، إيران تستفيد من أي أزمة بين جيرانها». وأشار إلى أن «علاقات قطر مع إيران جيدة، وهما تتشاركان حقلاً للغاز، كما أن قطر تريد أن تبقي على كل خياراتها مفتوحة».

في السياق، حظرت الجهات المعنية في الدولة، على جميع المسافرين ممن يحملون الجوازات القطرية، السفر إلى أو عبر دولة الإمارات.

وأفاد متحدث باسم «طيران الإمارات»، بأنه بناء على تعليمات حكومة دولة الإمارات، يمنع حاملو الجنسية القطرية من الوصول أو المرور حالياً، عبر مطارات الدولة.

من جهتها، قالت شركة الاتحاد للطيران، في بيان أمس، إنه بناء على قرارات الجهات المعنية في الدولة، يحظر على جميع المسافرين ممن يحملون جواز سفر قطرياً، السفر إلى أو عبر دولة الإمارات.

وأضافت أنه بالنسبة للوافدين المقيمين في قطر، ممن يحملون تأشيرة إقامة قطرية، فلن يكونوا مؤهلين للحصول على تأشيرة دخول في المطار إلى الدولة.

إلى ذلك، قررت الهيئة العامة للطيران المدني إغلاق جميع مكاتب الخطوط الجوية القطرية في الدولة.

وقالت، في بيان أمس، إن تنفيذ قرار إغلاق مكاتب الخطوط القطرية، في أنحاء الدولة، يبدأ بشكل فوري. وأعلنت شركة «رويال جت» الإماراتية للطيران الخاص، إيقاف رحلاتها الجوية من وإلى دولة قطر بشكل فوري، إلى حين إشعار آخر.

وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة، الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، في بيان، أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع قرارات حكومة دولة الإمارات، بشأن قطع العلاقات مع قطر.

المصدر: الإمارات اليوم